هذا الذي تمسك به بين راحة يديك الآن، نعم هاتفك. شريكك في يومك أينما ذهبت، لا تتركه إلا حين تنام أو حين تضعه في شاحن الكهرباء ليستطيع مواصلة رحلته معك، هذا الذي ما إن تفتحه حتى تجد أمامك قائمة طويلة عريضة من التطبيقات التي تثبتها عليه، وللغالبية الكاسحة منها (اتفاقية وشروط استخدام)، تذكرني بشرط نسميه في القانون التجاري (شرط الأسد)، ذلك الشرط الذي تضعه الشركات القوية التي لا منافس لها في عقودها مع الشركات الصغيرة أو المستهلكين.
عاد ذلك الشرط ليقفز لهواتفنا بهذه الاتفاقيات وبنودها التي لا يمكن استخدام تلك التطبيقات إلا بالموافقة عليها، والمدهش أننا نوافق عليها دون أن نقرأها حتى.
تحديث الواتس اب الجديد:
مؤخرا ظهرت اتفاقية استعمال جديدة علي هواتف جميع مستخدمي تطبيق "واتس اب" حينما كاتوا يفتحون البرنامج الشهير في خدمات المراسلات.
إذا لم توافق علي هذه الشروط الجديدة، ببساطة سيمنعك التطبيق من مواصلة استخدامه عقب يوم ٨ فبراير القادم. إنه الأسد كما قلنا، نتحدث عن تطبيق يمتلك ٢،٢ مليار مستخدم ويتربع علي عرش أكثر البرامج تحميلا علي الهواتف الذكية حول العالم.
لكن لماذا يفعل واتس اب هذا؟.
التطبيق يريد موافقة المستخدمين علي نقل بياناتهم لشركته الأم ((فيسبوك)). بحسب الشركة فإن ذلك بهدف "تطوير خدمات البيع والكسب عبر السماح للمعلنين بالتواصل مع زبائنها عن طريق "واتساب"، أو حتى بيع منتجاتهم مباشرة عبر المنصة".
مثال: اذا اردت شراء هاتف معين والتقطت خورازميات واتس اب هذه المعلومة فستنقلها للفيسبوك ليعرض لك إعلانات عن أنواع الهواتف الجديدة، هذا وفقا لما تقوله المنصة.
هذا يشمل رقم هاتفك، صورتك الشخصية، نشاطاتك علي الواتس اب، معرفك الرقمي أو ما يعرف باسم (اي بي)، موقع الهاتف ورقمه، الشركة التي توفر للهاتف الإنترنت في بلدك، لغتك، معاملات الدفع الخاصة بك إذا قمت بعمليات شراء عبر التطبيق، بياناتك المالية، حالة البطارية، قوة إشارة الإنترنت، كل ذلك سيذهب لمراكز تخزين البيانات في أمريكا التابعة لشركة فيسبوك.
لكن الشركة تؤكد أن البيانات لن تشمل مضمون الرسائل وأنها ستبقي مشفرة. رغم ذلك تشير السياسة الجديدة إلى أنه "عند مراسلة شركة على واتساب، ضع في اعتبارك أن المحتوى الذي تشاركه قد يكون مرئيا للعديد من الأشخاص في هذا النشاط التجاري".
ويعني هذا أنك إذا تفاعلت مع الأنشطة التجارية على "واتساب"، فلا يمكنك التأكد من كيفية استخدام بياناتك، كما يمكن مشاركتها مع موفري الخدمات من الجهات الخارجية.
لك أن تعلم أن "ايلون ماسك" أغني رجال العالم أعلن عن تخليه عن تطبيق واتساب لهذا السبب.
كما أنه من المهم أن الشركة استثنت المملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي من هذه الشروط، هناك تواجه فيسبوك وامازون وجوجل وشركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مصاعب قانونية ولديها أحكام قضائية تلزمها بأن لا تنقل معلومات المستخدمين الأوروبيين إلي مراكز تخزين البيانات في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ستنقل إليها بيانات باقي المستخدمين حول العالم.
حلول أخرى:
بعض الخبراء والمدونين نصحوا بترك واتس اب، وتثبيت تطبيقات أخرى تراعي خصوصية بيانات المستخدمين، هناك من اقترح "التليغرام"، ومنهم من أوصي بتطبيق "سيغنال".
سيغنال،، علي سبيل المثال خلال يومين فقط قام بتحميله ١٠٠ ألف شخص. أما التليجرام فوصل لمليوني مرة. وسيغنال هو بالأساس تطبيق يعتمد في تمويله علي منظمات حرية التعبير ويكثر استخدامه بين الصحفيين، ويستخدم نفس تقنية تشفير الرسائل التي يستخدمها واتس اب.
لدينا أيضا تطبيق هايك ماسينجر والذي اقترحه البعض كحل بديل.
نحن نعلم أن كيان عملاق مثل (واتس اب) لا يقدم علي خطوات اعتباطية، بل إنه لابد من دراستها ولديه فرق تقييم مخاطر، وكل ما يحدث من هجمة مرتدة قد تشمل ملايين المستخدمين الذين سيتنازلون عن استخدامه، لابد أنها كانت ضمن ما درسه التطبيق.
معني ذلك أن واتس اب سيقبل التضحية بملايين المستخدمين مقابل إقرار هذه السياسة، وفي عالم الأعمال فإن هذا يعني أن واتس اب متأكد أن هذه السياسة وتطبيقها ستدر عليه أرباح أكثر من بقاء هؤلاء الملايين.
رد التطبيق:
علي ما يبدو، انتبه المسئولين عن التطبيق لعاصفة الانتقادات التي طالت التحديث الجديد. فأصدرت بيانا جاء فيه "كما أعلنا في أكتوبر، يريد واتس آب أن يسهل على الأشخاص إجراء عملية شراء والحصول على المساعدة من شركة مباشرة على واتس آب، وبينما يستخدم معظم الأشخاص واتس آب للدردشة مع الأصدقاء والعائلة، يتواصل الأشخاص بشكل متزايد مع الشركات أيضًا، لزيادة الشفافية ، قمنا بتحديث سياسة الخصوصية لوصف أنه يمكن للشركات التي تمضي قدمًا اختيار تلقي خدمات الاستضافة الآمنة من شركتنا الأم فيس بوك للمساعدة في إدارة اتصالاتها مع عملائها على واتس آب".
بالنسبة للإعلانات فقد امتنع "واتساب" حتى الآن عن نشر الإعلانات في التطبيق، وقد أكد أنه لا نية لديه للقيام بذلك، إلا أنه أشار "إذا فعلنا ذلك (أي نشر الإعلانات)، فسنقوم بتحديث سياسة الخصوصية هذه من جديد".
---المصادر:
*هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي" :
https://www.bbc.com/arabic/trending-55605612
*اليوم السابع:
https://www.youm7.com/5152622
*سكاي نيوز عربية:
https://www.skynewsarabia.com/technology/1405741
Content created and supplied by: محمدعلام14 (via Opera News )
تعليقات