القرآن الكريم هو كلام الحق سبحانه وتعالى أنزله على قلب نبينا الكريم محمد صلوات الله عليه وسلامه بالحق ليكون إماما للعالمين ، وتحدى به الله سبحانه وتعالى الكافرين أن يأتوا بمثله ولو حتى آية فلم يستطيعوا ، وقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه حيث يقول المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " .
وعلى الإنسان المؤمن أن يتدبر آيات القرآن الكريم ويتفهم معانيها فيشعر بحلاوة الإيمان تدخل قلبه وتسري في روحه ولكن قد يمر الإنسان المؤمن خلال قراءة آيات الذكر الحكيم ببعض الكلمات لا يستطيع أن يحدد المقصود بها على وجه اليقين، أو شخصيات قد تكون غير معلومة بالنسبة له ، فعليه أن يبحث عن تفسير ما استغلق عليه حتى يزيد فهمه وإدراكه لكلام المولى عز وجل .
ومن الشخصيات التي تسترعي انتباه الإنسان المؤمن خلال قراءة آيات الذكر الحكيم الرجل الذي أماته الله سبحانه وتعالى مائة عام ثم أحياه ، وفي المقال التالي سنوضح لكم حقيقة شخصية هذا الرجل والحكمة من ذكر قصته .
حيث يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز في سورة البقرة : " أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .
اتفق العلماء والمفسرون ورجال الدين على أن الرجل الذي أماته الله سبحانه وتعالى مائة عام ثم أحياه هو " عزير " وهو رجل صالح من بني إسرائيل ، ولم يثبت عند العلماء إذا كان هذا الرجل نبيا أم لا ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أَمْ لَا ؟ وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْرٌ نَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا ؟ ) .
مر عزير على هذه القرية - وهي بيت المقدس على المشهور ، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها أحد ، فوقف متفكرا فيما صار إليه شأنها بعد العمارة العظيمة تحولت إلى أن تكون قرية خاوية فقال متعجباً : (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) ، وقال الله تعالى: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) .
فعندما بعثه الله سبحانه وتعالى كانت القرية قد عمرت وتكامل ساكنوها ، وعادت بنو إسرائيل إليها، فلما بعثه الله عز وجل بعد موته ، كان أول شيء أحيا الله فيه : عينيه ، لينظر بهما إلى صنع الله فيه ، كيف يحيي بدنه ؟ فلما استقل سويا قال الله له : (كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم) .
( قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) وذلك: أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير فوجده كما فقده ، لم يتغير منه شيء، لا العصير استحال ، ولا التين حمض ولا أنتن ، ولا العنب تعفن (وانظر إلى حمارك) أي: كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر (ولنجعلك آية للناس) أي: دليلا على المعاد .
(وانظر إلى العظام كيف ننشزها) أي: نرفعها ، فنركب بعضها على بعض ، وركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا، وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله (قال أعلم أن الله على كل شيء قدير)
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=84&idto=85&bk_no=59&ID=102
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=2991&idto=2991&bk_no=74&ID=1267
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya259.html
https://islamqa.info/ar/answers/225414/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات