استطاع فريق بايرن ميونخ الالمانى ان يفوز بلقب كأس العالم للاندية للمرة الثانية.

هذا الفوز كان سببه المجهود البدنى للاعبين الذين استطاعوا ان يحافظوا على مستواهم خلال فترة جائحة كورونا .

فكيف الالمان لديهم كل هذه القدرة والقوة الهائلة ؟ .

للاجابة على هذا السؤال اجعلنا نعود بالزمن الى الوراء .

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتى تعتبر واحدة من اكثر الحروب دموية عبر التاريخ والتى عاشت خلالها المانيا سنوات عدة تحت الدمار الشامل والقصف وتركت خلفها اكثر من سبعة مليون قتيل واثنا عشر مليون متشرد واكثر من ثمانية مليون اسير فى السجون .

الامر لم يتوقف عند الخسائر البشرية فحسب ولكن الحرب تركت المانيا منقسمة الى دولتين ومنهارة اقتصاديا وزراعيا حتى وصل بهم الحال من شدة الفقر انهم استعادوا نظام المقايضة مرة اخرى .

فكيف بعد كل هذا تصبح المانيا من اقوى الدول فى العالم اقتصاديا ؟.

لودفيغ إيرهارت هذا الرجل كان كلمة السر فى عودة المانيا حيث انه قام بكتابة مقالة افترض فيها خسارة المانيا وقام بتقديم تصور للاقتصاد الالمانى بعد هزيمة المانيا فى الحرب ثم وصلت المقالة الى الولايات المتحدة الامريكية فقاموا بتعيينه بعد الحرب وزيرا للاقتصاد لولاية بافاريا ثم اصبح مدير مجلس الاقتصاد فى المانيا الغربية .

لودفيغ كان عبقرى وأمن به الالمان كمنقذ لهم ولكن كان لديه مشكلة وهى انه لم يكن هناك رجال يعتمد عليهم لبناء المانيا فمعظم الرجال ماتوا فى الحرب بالفعل فقرر الاستعانة بالنساء الالمانيات الذين ازالوا اكثر من اربعمائة طن من الانقاض وقاموا ببناء المصانع واعادوا خطوط السكك الحديدية واستعان لودفيغ بالمهاجرين والافارقة لكى يستطيع اكمال ما بدأه .

اتبع لودفيغ سياسات بسيطة تم تنفيذها بدقة لكى تستطيع المانيا النهوض مرة اخرى .

وكان اول هذه السياسات انه قام بالغاء العملة القديمة وامر بصك عملة جديدة بعدها ومن ثم قام بالغاء سياسات التحكم بالاسعار وهذا ادى الى القضاء على السوق السوداء وعمليات المقايضة فى المانيا وقال الى الشعب الالمانى انه ليس هناك وقت للرفاهية فلنتعلم ونعمل فقط .

وفى خلال عشرة سنين استطاعت المانيا النهوض مرة اخرى وفى عام 1957 ميلادية استطاع الاقتصاد الالمانى تخطى الاقتصاد البريطانى وفى عام 1971 ميلادية قامت المانيا بسداد الدفعة الاخيرة من تعويضات الحرب العالمية الثانية ووصل دخل الفرد بها الى تسعة عشر الف دولار.

وقام الالمان بتقديم مثال يحتذى به للنهوض مرة اخرى بعد السقوط حتى اصبحت المانيا الان دولة عظمى ورابع اقوى اقتصاد فى العالم وايضا تمتلك جزء كبير من الصناعات العالمية فى كل المجالات .

الشعب الالمانى لا يعرف المستحيل واستطاعت المانيا بعزيمة شعبها النهوض واسترجاع كرامتها المهدورة بعد الهزيمة والدمار بسبب الحروب ونجحت فى تقديم نفسها كنموذج لدولة رائدة ومتقدمة اقتصاديا واداريا .

المراجع :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%81%D9%8A%D8%BA_%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%AA

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

Content created and supplied by: Kerolos (via Opera News )