البصر يعد نافذة القلب فعن طريقه ترتسم الصورة في القلب، ولذا أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بغض أبصارهم حتى لا تفسد الصور قلوبهم، وتتعلق بها أفئدتهم، وحرم الله تعمد النظر إلى المرأة الأجنبية حتى لو بدون شهوة، بينما اعتبر النظر إلى الأجنبية بشهوة الزنا الأصغر، ولا ينبغي الرجل أن يتأمل قوام المرأة ولو محجبة لا يظهر منها شيئًا لأن ذلك ذريعة الافتنان بها.
قصتنا اليوم تحكى عن شاب بلغ سن الزواج ولكنه لم يستطيع أن يتزوج بسبب ضيق حالته المادية، ومثله كأي شاب زادت شهوته وأصبح لا يقدر على التحكم بها، وأصبح لديه عادة سيئة تتمثل في النظر إلى الفتيات والنساء أثناء سيره في الشارع وهو يعلم أن هذا الأمر مُحرم لكنه لم يستطيع الامتناع عنه، وهذا أصابه بالحزن والضيق الشديد، خاصة وأن كان لديه 3 شقيقات كان يخشى أن يتعرضن لمثلما يفعل هو مع النساء الأخريات ولكنه عجز عن التوقف عن ذلك الفعل المشين.
وذات يوم وبعد صراع داخلي في نفسه قرر الشاب أن يتوجه إلى طبيب نفسي لمساعدته على الإقلاع عن هذا الفعل السيئ والذي قد يدخل ضمن الكبائر، وبعد عدة جلسات مع الطبيب لم يجد الشاب أي نتائج مبشرة، واستمر في ارتكاب عادته القبيحة بالنظر إلى النساء وتفحص مفاتنهن، وزاد همه وحزنه لرفض تلك الفعل الغير سوي والذي يبعده دائمًا عن طريق الله ويتسبب له في ضيق الحال والرزق.
اقترح عليه أحد الأصدقاء الذهاب إلى أحد الشيوخ من أجل تقديم له النصيحة أو العون للتوقف عن هذا العمل المُحرم، ولم يتوان الشاب لحظة في تنفيذ هذا المقترح، وبالفعل توجه إلى إمام المسجد القريب من منزله، وحكى له قصته، ولكنه كان شيخًا متعصبًا انفعل عليه بشكل كبير وأخذ يرهبه بشكل غاضب من فعلته، وأصابه بخوف كبير من الآخرة وعذاب يوم القيامة، أسلوب الشيخ الغليظ أصاب الشاب بإحباط ويأس من العودة إلى طريق الله وزادت حالته النفسية سوءًا ومع ذلك لم يستطيع أيضًا الإقلاع عن النظر إلى النساء.
وفي أحد الأيام بينما يجلس الشاب على المقهى القريب من السوق يتمعن النظر إلى النساء أثناء مرورهن أمامه، لاحظ أحد الشيوخ وكان لديه محل عطارة أمام المقهى تصرف الشاب وتفحصه للسيدات بشكل غير طبيعي، وهنا قرر الاقتراب منه وتقديم النصيحة إليه لعل وعسى يعود إلى طريق الصواب، وبالفعل تقدم إلى الشاب وجلس بجانبه وقال له: ماذا تفعل؟ إن نظرك للفتيات والنساء الأجنبيات عنك ما هو إلا زنا صغير ومُحرم عند الله، وكما تدين تُدان، وسيأتي يومًا ويفعل شخص آخر مع شقيقاتك ما تفعله الآن، هنا انتفض الشاب وحاول الفرار مؤكدًا بأنه لم يفعل شيئ، ولكن الشيخ سرعان ما طلب منه الجلوس للحديث سويًا.
انهار الشاب بالبكاء بعد حديث الشيخ إليه وحكى له تفاصيل قصته ورغبته في الإقلاع عن هذا الأمر تمامًا، وهنا طلب الشيخ من "القهوجي" احضار كوب من الحليب وأعطاه للشاب وطلب منه أن يسير به في السوق دون أن تسقط منه نقطة وحيدة، وطلب من أحد الشباب بالمكان أن يذهب معه ويضربه أمام المارة حال سقوط أي من الحليب على الأرض.
وبالفعل نفذ الشاب ما طلبه منه وأخذ يمر بين النساء والرجال في السوق وهدفه الوحيد الحفاظ على كوب الحليب حتى لا يعاقب أمام أنظار الجميع، وعندما عاد للشيخ سأله كم إمرأة نظرت إليها؟ قال لم أرى أي فتاة أو إمرأة وكان تركيزي مع كوب الحليب، قال له الشيخ هو حال المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة إذا ارتكب المعاصي، لذا اجعل ربنا أمامك دائمًا وسوف يساعدك على تجاوز ما تراه صعبًا، وطلب منه أن يذهب معه إلى المسجد للصلاة وبعدما انتهى من صلاته أعطاه المصحف لقراءة القرآن وطلب منه أن يحضر للصلاة بالمسجد دائمًا ويسرع في الزواج، ليبدأ من هنا الشاب صفحة جديدة نحو العودة إلى طريق الله..
Content created and supplied by: alaa_taha20 (via Opera News )
تعليقات