لا أعلم كيف خدعني طيلة 25 عاماً، فهل كان عقلي مغيباً، أم وصل غبائي إلى أقصى الحدود؟ فقد كانت الصدفة كفيلة بكشف كل الأسرار، وإحقاقاً للحق، قد كان زوجي بارعاً في التمثيل، فقد اوهمني طيلة عقدين ونصف عقد، بأنه مخلصاً لي، ولكن القدر قرر أن يفتضح أمر زوجي، حتى وإن كان بعد وفاته، فقد كانت البداية عندما تقدم " هاني" لخطبتي من والدي، فلاقى ترحيباً واسعاً، وقَبل والدي به زوجاً لي، فكنا في غاية السعادة والفرح؛ فأخيراً سوف يجمعنا منزلاً واحداً، وسنبني أسرة خاصة بنا، وبالفعل تم الزواج، ولم يبدي لي سوى الإحترام والود.
بعد مرور 25 عاماً على زواجنا، شعر " هاني" بآلام شديدة بجسمه، فهرعنا إلى الطبيب لكي بتفحصه، وهناك كانت المفاجأة، فقد أخبرنا الطبيب بأنه مصاب بالسرطان، فشعرت بحزن شديد، وأصابني الإكتئاب، حتى وصل الأمر إلى أنني فكرت أن أنتحر قبل أن أشاهده يموت أمامي، ولكنني تمالكت أعصابي، وبعد أياماً معدودة، فارق زوجي الحياة، فأصبحت في غاية الحزن، فكنت دائماً ما أزور قبره، وذات يوماً حدثت مفاجأة لم تكن بالحسبان، مفاجأة كادت أن تذهب عقلي.
لقد تفاجأت في إحدى المرات، بأشخاص غريبين مختلفون في الأعمار يقومون بزيارة قبر زوجي، وعندما سألتهم عن هويتهم، كانت إجابتهم صادمة، فقد كانوا أبناء وأحفاد زوجي، فقد كان متزوجاً من سيدة أخرى دون علمي، وأنجب أولاداً كثيرين ولم أدري، لقد كانت صدفة قاتلة، فقد أصابني شيئاً من الجنون، فظللت أصرخ بصوت عال، ثم سقطت على الأرض مغشي علي، وعندما أفقت، تأكدت بأنني كنت مخدوعة طيلة 25 عاماً.
Content created and supplied by: l-ostaz (via Opera News )
تعليقات