"أنا مبعملش بوس إلا لو في سياق الدراما"
جملة شهيرة قيلت من فنانة مغمورة بفيلم جاءنا البيان التالي, لكنها تعبر عن شريحة كبيرة جدًا من الفنانين يتبنون وجهة نظر أن البوس له مبرر درامي, ولكن علي النقيض الآخر هناك العديد من الفنان يرون أنه ليس هناك أي داعي له, ومن الممكن الاستغناء عنه بلا أدنى مشكلة.
علي رأس القائمة وأقدم هؤلاء الفنانين يأتي أبو ضحكة جنان, الكوميدي اسماعيل ياسين, الذي كان يشترط قبل الدخول لأي فيلم أن لا يطلب منه تقبيل أحد, حتى أنه في أحد المرات تشاجر مع المخرج حينما أخبره أنه يجب أن يُقبل البطلة في نهاية الفيلم لأن هذا ضرورة درامية, وهو ما رفضه بشدة اسماعيل ياسين, قائلًا : "والله العظيم لو هفسخ العقد, برضة مش هبوسها"
قصت هذا الموقف الفنانة سعاد ميكاوي, البطلة التي كانت أمام اسماعيل ياسين في هذا الفيلم, والتي كان يفترض أن يبوسها, وحينها قالت أنها غضبت جدًا منه, وسألته لماذا يعترض علي البوسة؟
فقال: "والله كيفي كدة, ومش هبوس يعني مش هبوس"
ومن المواقف الغريبة للفنان حسين صدقي حينما سمع به يوسف بك وهبي, وقرر أن يضمه لفرقته المسرحية, والتي كانت فرصة ذهبية حينها لأي شخص في بداية مشواره الفني, وحينها لم يستطع حسين صدقي النوم من شدة السعادة, ويذهب بالفعل لمقابلة يوسف بك وهبي, وأخذ السيناريو لقراءته ثم العودة في اليوم التالي لبداية البروفات مع الفرقة, ولكن يفاجئه حسين بالرفض: "أنا اسف يا يوسف بيه أنا مش موافق علي الدور وبعتذر عن العرض"
الأمر الذي أثار دهشة يوسف بك وهبي ليسأله عن سبب اعتذاره ليكون رد حسين: "لأن الدور اللي هلعبه يتحدث حول شخص يقيم علاقة مع زوجة أبيه"
ليضحك جدًا يوسف بك وهبي ويقول يا ابني يا حبيبي دة تمثيل, ولكن يصر حسين صدقي علي الرفض ويغادر, وتأتي له العديد من الفرص لكنه كان يرفض لنفس الأسباب, وكان أول ممثل في العالم يقول بأن البوس علي الشاشة عيب وحرام, وأن السينما ليست مجرد أداة ترفيه وإنما أداة هامة جدًا للتوعية والتثقيف والتعليم, ومنذ هذا الحين سمي حسين صدقي بواعظ السينما المصرية.
ومن حسين صدقي للفنانة الجميلة نيللي "ملكة الفوازير", والتي قالت أنها في فترة المراهقة وفي صغرها لم تكن تستوضح الأمور بدقة, وكانت تقوم بما يطلبه منها المخرج فقط, فكانت ترى أن الصح هو تنفيذ ما يُطلب منها فقط سواء كانت ستقبل أو ترتدي مايوه, ولكن بعدما نضجت وزاد فهمها أصبحت ترفض أي شئ يعرض عليها به قبلات أو عرى, حتي أنها في أحد المرات أوقفت التصوير بأحد أفلامها لوجود مشهد لا يروق لها, وحاول المخرج والممثل الذي أمامها ظلوا يحاولون إقناعها للقيام به, لكنها أصرت علي رأيها, وهو ما حدث بالنهاية.
وهو ما حدث بالضبط مع الفنانة شهيرة بأحد الأفلام مع الفنان نور الشريف, وحينها قام المخرج والممثل بعمل اجتماع مغلق مع بعضهما البعض بمفردهما للنقاش حول كيفية تعديل المشهد, وبالفعل تم ما طلبته في النهاية, وتم تصوير المشهد دون إغراء أو قبلات.
وبمنتهي الوضوح تقول الفنانة عفاف شعيب أن هذه الأشياء لا يوجد لها أي داعي أو أي مبرر درامي, وإنما هي مجرد عملية تجارية بحتة, مضيفة أنها وبشكل شخصي وضعت لنفسها قائمة ممنوعات منذ دخولها الوسط الفني لأول مرة لا يجوز الاقتراب منها, علي رأس هذه القائمة القبلات والمشاهد الغير لائقة.
تقول أيضًا أن السينما والفن والدراما من الممكن أن يقدموا فن راقي, ولا يجب أن يكون كل شئ عبارة عن عك في عك, وكما كانت السينما في الكثير من الأوقات ثمنها قميص نوم, الحمد قابلت مخرجين في مشواري تفهمو موقفي واحترموا رغبتي.
ومن عفاف شعيب لآثار الحكيم التي قالت أنها ترفض تمامًا أي مشاهد ساخنة, وأبدت إعتراضها علي وجود مخرجين ومخرجات هدفهم الأساسي فساد الشباب والمراهقات بأفلامهم, مضيفة أنها في أثناء تصوير فيلم "النمر والأنثي رفقة الزعيم عادل امام رفضت رفضًا قاطعًا مشهد القبلة, وأصرت أن يتم تصوير المشهد بطريقة تخدع المشاهد بأن القبلة تمت وهي في الحقيقة لم تحدث.
ومن الفنانات اللاتي حينما يقال اسمهم لأي مخرج يقول لا بلاش دي عشان مبتحبش البوس, هي الفنانة سماح أنور, والتي تقول: "أبويا علمني المنطقية جدًا في التفكير, وقالي متخليش حاجة تدخل في ودنك علي قلبك قبل ما تعدي علي عقلك الأول, وتكمل قائلة سواء تمثيل أو غير تمثيل فالبوس هو البوس, طالما بوقي وبقه هيلمسوا بعض, متجيش تقولي إن دة بق الشخصية."
ثانيًا والأهم أن هذه المواقف بالنسبة لي مواقف سخيفة جدًا, وأنا في المواقف السخيفة ينقلب معي الأمر لهيستريا ضحك, وهذا وحده قد يسبب حرج للمثل اللي قدامي مع أن مشكلتي مع البوسة نفسها, وليس مع الممثل, مضيفةً أن الأهم من كل هذا أننا مجتمع تربى علي هذا, وأنا شخصيًا تربيت علي هذا وليس لي شأن بغيري, أنا حتى أتذكر في صغري حينما كنت ألعب سباحة كنت ضد التعري تمامًا لدرجة أنني اخترعت المايوه الشرعي لكي لا تظهر قدمي بهذه الطريقة.
ومنذ فيلم "هي فوضي" في عام 2007م, قرر النجم يوسف الشريف اشتراط عدم وجود أي قبلة أو مشهد ساخن في العمل أو حتى تلامس غير مبرر بين الأبطال, الأمر الذي قد يصل لإضافته ضمن بنود التعاقد حتى لا يخل أحد بكلامه, ويضيف الفنان يوسف الشريف: "أنا مبستريحش للمشاهد دي, حتى وإن كان غيري يفعلها, ولا أراها أمر صحيح, وبشكل عام أنا مسئول عن نفسي وهذ وجهة نظرى, حتى وإن أدى هذا لتعطل مسيرتى الفنية وعدم رضاء البعض عني فالمهم عني رضا ربنا وأرضي ضميرى".
وفي أحد المرات تم سؤاله عن القرارات التي سيقوم باتخاذها إن أصبح رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية؟
فقال: " هلغي الرقص, والرقاصة والقبلات, والمشاهد الخليعة وهمنع أي ألفاظ أو ايحاءات وهضع معايير واضحة وصريحة جدًا لكل الأعمال الفنية.
ومن يوسف الشريف ننهي القائمة بأحمد العوضى الذي رفض بشدة الزواج من أي ممثلة تقوم بمشاهد خارجة أو قبلات, مضيفًا أنه لا يمكن أن يقوم بأشياء يخجل منها فيما بعد أو تجعل الناس تنظر له بنظرة سيئة, وفي النهاية ليس هناك ما يسمي أصه تمثيل, من يرى هذا فليقوم به هو لكن أنا معملوش, وإن جائني أي دور به قبلة أو مشهد لا يرضيني مش هعمله.
ويضيف العوضى: "إيه المبرر من المشاهد دي؟ إيه اللي عاوز أوصله للمشاهد أو أعلمه ايه؟! إن البطل والبطلة بيحبوا بعض؟! طيب ما يحبوا بعض من غير بوس, وأنا برضة كمشاهد هفهم لوحدى مش أزمة"
وأهم ما قاله العوضى في هذا الأمر: " إن أنا فيه ناس بتحبني وبتتأثر بيا, وقدوة وطبعًا مينفعش القدوة يعمل كدة"
قائمة الممثلين الذين لا يقبلون هذا الأمر لا حصر لها, ولكن هناك أيضًا الكثير من الفنانين يرفضون هذا تمامًا في أعمالهم سواء أعلنوا هذا في كلامهم أو ظهر في أعمالهم.
لنعود للجملة التي بدأنا بها المقال هل هناك بوس في سياق الدراما أم أنها مجرد مصطلحات؟
المصادر:
https://www.elmogaz.com/614194
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1992251
https://www.masrawy.com/arts/zoom/details/2020/6/28/1819668/%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%88%D9%86%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%81%D8%B6%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81
Content created and supplied by: Amir3309 (via Opera News )
تعليقات