كتب : معاوية الذهبي .
الأهلي يتخطى الدحيل .
حقق الأهلي المصري فوزاً صعباً على نادي الدحيل القطري في مباراته الأولى بكأس العالم للأندية، ليتأهل نادي القرن الإفريقي إلى مباراة الدور نصف النهائي، حيث يلاقي العملاق البافاري بايرن ميونخ، المتوج بدوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، في مباراة ينتظرها بشغف عشاق كرة القدم في الوطن العربي، وفي مصر على وجه الخصوص، فمُنذ زمن غير بعيد لم يلعب نادٍ مصري في تلك البطولة، وقد كانت أخر مشاركات الأهلي بعام 2013، لكنه لم يقدم الأداء المطلوب وقتها، وودع البطولة من الدور الأول .
هذه المرة يكثر الجدل في أوساط الجماهير المصرية، فبين متفائل شديد التعصب للقميص الأحمر يرى أن الأهلي سيسحق بطل أوروبا، ويحقق ما عجز عنه كبار القوم في أوروبا، وآخر من مشجعي خصوم القلعة الحمراء ينتظر المباراة بشغف ليرى النادي المصري وهو يتذوق مرارة الهزيمة المُذلة، فالانتصار على الأهلي، وهو ما عجزت عنه الأندية المصرية والإفريقية مُنذ تولي المدرب بيتسو موسيماني إدارة الفريق، بات الآن وارداً بنسبة كبيرة في ظل مواجهة لن تكون سهلة أبداً على النادي الأهلي .
تصريحات موسيماني عن لقاء البايرن .
بين هذا وذاك، وما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الأحاديث والسجالات، واستعادة التاريخ القريب والبعيد، والسخرية المتواصلة، وتوقعات سيناريو اللقاء قبل أن يبدأ، وتصريحات المواقع الرسمية لكلا الفريقين، جاءت تصريحات مدرب الأهلي المنتشي بفوزه على الدحيل انهزامية وربما صادمة فيما يتعلق بمواجهة بايرن ميونخ، فقد قال موسيماني بالنص : مَن نحن لنلاعب بايرن ميونخ؟! فريق كبير فاز على برشلونة 8/2، ماذا عليَّ أن أتوقع أمام بايرن ميونخ؟! ليس لدينا شيئاً نخسره، أمام بايرن سنلعب من أجل المتعة .
أتفهم أن الرجل يريد أن يرفع الضغط عن كاهل لاعبيه قبل مباراة كبيرة كهذه، كما نتفهم صعوبة المواجهة على النادي الأهلي، ونعرف نحن المتابعين أن الترشيحات في تلك البطولة بالذات تصب دائماً في مصلحة بطل أوروبا أيا كان اسمه، لكن ليس بهذه الطريقة التي تحمل نظرة دونية لنفسه أولاً ولفريقه ولاعبيه ثانياً، كان من الممكن أن يُعبر عن استعداده للقاء دون التطرق لما فعله البايرن بالنادي الكتالوني، الذي يعيش أزمة كبيرة في السنوات الأخيرة، تلك التصريحات لا تصدر عن مُدرب لفريق بحجم وقيمة نادي القرن الإفريقي، بل لا تصدر عن متابع لكرة القدم أصلاً .
يبدو أن السيد موسيماني، صاحب التجارب المتنوعة والخبرات الكبيرة، لا يُدرك ان كرة القدم، تُلعب في المستطيل الأخضر وليس خارجه، بل يبدو جلياً أن الرجل لا علم له بتاريخ الكرة من الأساس، أو لم تتح له الفرصة لمشاهدة قدر كافٍ من المباريات التي شهدت انتصارات لفِرق ضعيفة في مستواها الفني على أعرق الأندية والمنتخبات في عالم كرة القدم، ففي كثير من البطولات الرسمية لم تكن فرق مرشحة لتجاوز أدوارها الأولى فإذا بها تحقق الإنجاز وتتوج باللقب في النهاية على حساب أولئك الكبار المرشحين دائماً للفوز .
مباراة برشلونة ليست معياراً .
يختصر موسيماني قوة النادي البافاري في الفوز التاريخي على برشلونة، لكنه يتجاهل الصعوبة التي لاقاها بايرن ميونخ في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، التي حقق فيها اللقب بعد الفوز على باريس سان جيرمان بهدف يتيم، في مباراة يعلم القاسي والداني أن النادي الفرنسي كان الأفضل في أغلب فترات اللقاء، وأنه لولا خبرة البايرن وتمرسه لما حقق اللقب، ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي ينتصر خلالها البايرن بصعوبة، فقد تكرر الأمر في مباراة السوبر الأوروبي ضد نادي إشبيلية الإسباني، حيث لم يتمكن عملاق ألمانيا، الذي كان خاسراً، من الفوز إلا خلال دقائق الأشواط الإضافية، كما يجهل موسيماني أن ذلك النادي الألماني قد أُقصي قبل شهر من الآن من بطولة كأس ألمانيا على يد فريق من الدرجة الثانية، حيث خسر البايرن بنتيجة3/2 .
وبعيداً عن البايرن والمواجهة، فتلك التصريحات التي تحمل نظرة "دونية" للنفس والفريق، دائماً ما تكون نهايتها معروفة، أداء مائع غير مسؤول ينتهي إلى خسارة رُبما تكون كارثية، فعندما يسمع بعض لاعبي الفريق مدربهم يتحدث بتلك الصورة عن المنافس، فربما ينطفىء فيهم الحماس وتتملكهم الهزيمة حتى قبل خوض المباراة والنزول إلى الملعب .
التاريخ يرد على موسيماني .
لو كان كلاوديو رانيري، مدرب ليستر سيتي الصاعد من الدرجة الثانية آنذاك، قد تحدث عن خصومه من كبار الدوري الإنجليزي الممتاز بتلك الطريقة التي يتحدث بها موسيماني عن بايرن ميونخ لما حقق اللقب التاريخي في الموسم الأول له بعد الصعود من الدرجة الثانية 2016، لو فكر مورينيو بذات الطريقه، وقت أن كان يُدرب بورتو البرتغالي، لما حقق لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2004، الأمر ذاته بالنسبة لمنتخب الدانمارك الذي فاز بكأس أمم أوروبا عام 1992، ومنتخب اليونان في يورو 2004، وكذلك البرتغال في يورو 2016، ومنتخب كرواتيا وصيف كأس العالم 2018، ونادي أياكس أمستردام في 2019 .
لايعرف موسيماني أن روبرتو دي ماتيو قد حقق لتشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا الوحيد في تاريخه في موسم 2012 على حساب النادي البافاري، ولم يكن الفريق مرشحاً لتجاوز دور الـ 16 أصلاً، كما أن نادي القرن العالمي ريال مدريد، وقت أن كان يحقق ثلاثية متتالية في بطولة دوري أبطال أوروبا، كان يودع كأس ملك إسبانيا على أيدي فرق تنشط في الدرجات الثانية والثالثة .
قد يفعلها الأهلي .
على موسيماني أن يتحلى بالعقلانية في تصريحاته الصحفية، ولا يلتفت لحديث مواقع التواصل الاجتماعي عنه، فقط عليه أن يُركز على طريقة يرفع بها من قدرات لاعبيه البدنية والمعنوية ليتمكن الفريق من مواصلة الـ 90 دقيقة بمستوى ثابت، حتى لايتكرر ما حدث بمباراة الدحيل أمس، فربما يكون ذلك كافياً لإحراج بايرن ميونخ وتحقيق نتيجة مشرفة تليق بالنادي الأكبر في إفريقيا والوطن العربي، ولعل الأهلي يفعلها، لمَ لا؟! .
لا أحد يُنكر نجاحات موسيماني مع الفريق، فأرقام الرجل تتحدث عن نفسها، ولا نطلب منه ما هو فوق طاقته، لكن لا يصح بأي حال من الأحوال أن نُقر له بصحة كل ما يفعله أو يقوله لمجرد أن الرجل ناجح في مجاله، فالشخص الناجح هو الذي يبحث دائما عن مَن يبين له أخطاءه ونقاط ضعفه حتى يتحاشاها فيما بعد .
المصادر :
https://www.filgoal.com/articles/403780/موسيماني-بواليا-متشوق-للتسجيل-مع-الأهلي-وبايرن-هزم-برشلونة-8-2
https://www.masrawy.com/sports/sports_news/details/2021/2/4/1964742/أول-تعليق-من-موسيماني-على-مواجهة-بايرن-ميونيخ-بمونديال-الأندية
https://www.youm7.com/story/2017/5/24/بالصور-مورينيو-ملك-النهائيات-بامتياز/3252012
https://www.dw.com/ar/دي-ماتيو-قهر-بايرن-فبقي-ست-سنوات-عاطلا-عن-العمل/a-52541293
https://www.yallakora.com/fifa-cwc/2677/news/403170/موسيماني-من-نحن-لنواجه-بايرن-ميونيخ-بعد-فوزه-أمام-برشلونة-8-2
Content created and supplied by: Moawiaeldahaby (via Opera News )
تعليقات