بدأت الحكاية عام 1944، عندما رافق الصحفي سمير شوقي، بصفته مراسلا حربيا لوكالة "يونايتد برس"، الأسطول الحربي المتجه الي ميناء "بيروس" اليوناني لإقصاء الألمان عن اليونان. وبعدها، واجه الألمان السفن في المياه اليونانية، وكانت النتيجة غرق 11 سفينة من اصل 70 سفينة ، بمن عليها من رجال وعتاد، ووصل باقي الأسطول للميناء حيث هبطت القوات المقاتلة، و احتلت أثينا، و تراجعت القوات الألمانية استعدادًا لمعركة فاصلة.
واثناء ذلك، استعدت فرقة كوماندوز لمهاجمة العدو من الخلف، ورافق هذه القوة مندوب الإذاعة البريطانية جون نيسكون، و الصحفي المصري سمير شوقي. واستمرت المعركة قرابة 20 يومًا، اسفرت عن تقهقر القوات الألمانية والكوماندوز في أعقابها، حتى وصلوا إلى يوغوسلافيا والتقوا المارشال تيتو.
وعلم المراسلان الحربيان من مصدر موثوق أن الألمان شرعوا في الانسحاب من مقاطعة "سالونيك" اليونانية، فقررا السفر إلى هناك بالسيارة ليسبقا قوات الحلفاء التي ستحتلها بعد الانسحاب، وكانا قد اتفقا مع بعض السكان ليعاونوهم على استئجار سيارة والتسلل من خطوط الألمان في الطريق إلى "سالونيك".
وتمت الخطة بنجاح وقطعت بهما السيارة 500 كيلو حتى وصلا إلى "سالونيك" في الساعة الثالثة صباحًا، ولم يكن قد مضى على انسحاب الألمان سوى نصف ساعة، وبدت المدينة خاوية ، وطرق الصحفيان باب أحد المنازل وطلبا من اصحابه أن يستضيفوهما حتى الصباح، ولكن أصحاب المنزل أخذوا ينظرون إليهما بعين الشك، لأنهما يرتديان ملابس قوات الحلفاء، ومن ثم أخذوا في استجوابهما والتحقق منهما، فتركا المنزل وطرقا باب منزل آخر، فوجداه مفتوحًا، فدخلا بسرعة، ولكن سرعان ما تراجعا حين وجدا أكثر من 18 جثة ملقاة بالداخل، ولكنهما فكرا أن وجودهما في هذا البيت الملئ بالجثث هو أفضل شيء يمكن أن يفعلاه.
وأخذا يتشاوران حتى طرأت فكرة برأس شوقي "فسحب زميله من يده وجريا حتى وصلا إلى "أوتيل ميديتيراتيه"، مقر القيادة الألمانية، وكان خاليا من السكان، ومكثا هناك حتي استغرقا في النوم. واستيقظ الاثنان على صوت هتاف الجماهير التي تحتفل بخروج الألمان، وما ان أطل المراسلان من النافذة و رآهما السكان في زي الحلفاء حتى أخذا يهتفان إليهما ويحملانهما على الأعناق، لتحية الحاكم العسكري الجديد، ولم يجد المراسلان الحربيان سوى أن يقوم أحدهما بدور الحاكم العسكري والآخر بدور سكرتيره، وإلا اثار هذا شكوك السكان نحوهما.
وهكذا تم تنصيب الصحفي سمير شوقي حاكما على "سالونيك" فجلس في مكتب القائد العام، وعين زميله وكيلًا له، وعمل الاثنان ليل نهار علي إنجاز شئون المدينة، و هما يترقبان وصول قوات الحلفاء لإنقاذهما من هذا المأزق. وظل سمير شوقي حاكمًا على سالونيك 3 أيام كاملة، ولم تكد تدخل قوات الحلفاء حتى سلم لهم المدينة.
https://www.dostor.org/2911017
Content created and supplied by: seif87 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_BOKXlBOVv
12-03 11:05:55شيق
GUEST_BOKXlBOVv
12-03 11:05:49شكرا
GUEST_BOKXlBOVv
12-03 11:05:30جديد