اعتبره الكثيرون الماجيكو الجديد وصانع المجد المُنتَظر وباعث الأمل في الفريق .
موهبته الكروية ومهاراته الفنية رجحت بزوغ نجمه في الملاعب، وتوقع المحللون مسيرة كروية مميزة داخل القلعة الحمراء .
تشبثت الجماهير بالحلم، وآمنت بأنه المنقذ القادم لاعادة الفريق الى أمجاده الذهبية .
وبعد مرور سنوات أدركت الجماهير بأن الحلم استحال كابوسًا، وتحول من طوق للنجاة الى عثرة في طريق الفريق .
وتحولت هتافات الجماهير في حب اللاعب الى انتقادات قاسية ناقمة لسلوكه ومستواه الفني .
في يوم الاثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠ أعلن الأهلي فسخ التعاقد مع اللاعب بالتراضي وبدون أي مقابل مادي .
قضى اللاعب ما يقرب من ٥ مواسم داخل القلعة الحمراء دون أن يحقق ما كانت تصبو اليه جماهير الأحمر، فكانت مسيرة هزيلة ومخيبة للآمال :
لعب: 72 مباراة
سجل: 12 هدف
صنع: 13 هدف
عدد الدقائق: 2748
خفُت نجم صانع الألعاب بسبب مشاكله وأخطائه الجسيمة داخل الملاعب، ترواحت من الغياب والتأخير عن التدريبات الجماعية، وفقدان اللياقة البدنية، وأزماته مع المدربين .
أما خارج الملاعب فحدث ولا حرج عن علاقاته الغرامية ومشاكله الشخصية، وتردُد اللاعب على أماكن السهر والحفلات، وصار ضيفًا على المحاكم والنيابات، وعنوانًا حصريًا في الصحف
فبينما وقف زملائه في فريق الأهلي على منصة التكريم لحصولهم على المركز الثالث في كأس العالم للأندية، يقبع صالح جمعة في فريق صاعد حديثًا للدوري الممتاز حصل على توقيعه بعدما تهربت منه الأندية الكبرى، وفي ظل مشاكل مستمرة أخرها اتهامات الراقصة صوفينار للاعب .
صالح جمعة ليس اللاعب الوحيد الذي انطفأت موهبته بسبب سلوكه المثير للجدل، بل سبقه عشرات اللاعبين على الصعيد المحلي والعالمي .
افتقد هؤلاء عقلية النجاح وسلوك الالتزام والتحكم في النفس، أغوتهم الشهرة والنجومية فسقطوا في شباك الملذات والاستسلام للجنس الناعم، وغاب التركيز الذهني والاستعداد النفسي اللازم للتفوق والتألق داخل الملاعب، وسقطوا من منصة الأبطال الى دوري المظاليم .
في حين هناك لاعبين كانوا أفقر موهبة ومهارة، لكنهم استطاعوا بدافع التصميم والإرادة الى التطور والارتقاء الى منصات المجد، وسطروا ملاحم كروية خالدة في ذاكرة الجماهير .
الشهرة والثراء فخ للنفس البشرية يغوي الآنا، يزيد من توكيد وحب الذات، وتجُر الانسان الى طريق الغرور، الفخر، الأنانية، والرغبة فيفقد الشخص صوابه واتزانه النفسي والعقلي .
ولا يفيق الا بعد السقوط المدوي من ارتفاع شاهق الى قاع سحيق وحينها يدرك ان الآوان قد فات لتصحيح المسار أو ابداء الندم .
كلما غرق الانسان في نعيم المادة والشهرة، ضعفت قدرته على ضبط النفس والتحكم في الرغبات والأهواء، وحدهم أصحاب العقليات المميزة والارادة القوية يستطيعون العبور من النفق المظلم عبر بصيص الطموح والانضباط .
لا أتعاطف مع صالح جمعة، فاللاعب حصل على أكثر من فرصة للعودة لكنه فضل الانحدار، دعمته الجماهير ودافعت عنه في مواقف عديدة ولكنه أنكر الجميل، وفضل الذاتية في لعبة أساسها الجماعية .
فصدق من قال ( الوصول الى القمة سهل لكن من الصعب المحافظة عليها )
مصادر للمقال
Content created and supplied by: BassamSabry41 (via Opera News )
تعليقات