إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبيه ورسوله الكريم بالحق ، ليوضح لنا أحكام الدين وبيان منهج الله سبحانه وتعالى في الأرض، و حتى يستطيع الإنسان المؤمن أن يسير على هداه عليه أن يعرف تفسير ما استغلق عليه من كلمات ، وما صعب عليه من آيات.
كل المؤمنين يعرفون قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل في سورة الكهف ، ولكن قد لا يعرف البعض ما الشيء الوحيد الذي طلبه أصحاب الكهف من ربهم حين لجأوا إلى الكهف .
هم فتية في مقتبل شبابهم رفضوا الكفر والطغيان وآمنوا بربهم فزادهم هدى ، فهجروا ما كان يعبد آباؤهم وأجدادهم من دون الله ولجأوا إلى الاختباء في الكهف ، تاركين خلفهم المال والأهل مفضلين حب الله والإيمان به على كل شيء
وعندما ذهبوا إلى الكهف ذلك المكان الخالي الموحش دعوا الله سبحانه وتعالى أن يؤتيهم رحمة من عنده ويهيئ لهم الرشد ، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: "إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ".
في تفسير الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي : ربنا آتنا رحمة من عندك، أنت ترحم بها ما نحن فيه ، فالرحمة في فجوة الجبل لن تكون من البشر، الرحمن هنا لا تكون إلا من الله: {وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} [الكهف: 10] أي: يَسِّر لنا طريقاً سديداً للخير، هم سألوا الله "الرحمة" وسألوه" الرشد" دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين .
وفي تفسير ابن كثير : هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا ( وهيئ لنا من أمرنا رشدا ) أي : وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا ، أي : اجعل عاقبتنا رشدا كما جاء في الحديث : " وما قضيت لنا من قضاء ، فاجعل عاقبته رشدا " وفي المسند من حديث بسر بن أبي أرطاة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : " اللهم ، أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .
فلم يطلب هؤلاء الشباب المؤمنين الشجعان من الله شيئا من الدنيا ومناهجها الزائل وإنما طلبوا من الله الرحمة والمرشد لأن رحمة الله سبحانه وتعالى أفضل عند هؤلاء الفتية المؤمنين من الدنيا ومتاعها الفاني .
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=103&idto=103&bk_no=59&ID=125
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura18-aya10.html
https://hawamer.com/vb/hawamer2205450
https://ar.m.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات