حياتها لم تكن سهلة، بل سلسلة من الصعوبات والمواقف المؤلمة، فقد عاشت "سلمى" يتيمة الأب والأم في سن مبكرة، وظلت تبحث عن الحنان الذي افتقدته والحب الذي لم تعشه، حتى طرق باب خالها الذي كانت تعيش معه، "فاضل".
كان "فاضل" فني السيارات الذي كان يمتلك ورشة أسفل منزل الخال، وبإصرار من زوجة الخال للخلاص من البنت، تغير موقفه من الرفض لانتظار حظ أفضل لابنة شقيقته، إلى الموافقة والتعجيل بالخطوات، لتغادر منزله بعد شهور نحو المجهول في منزل زوجها.
حسرة زوجتها زادت شجاعتها
مع "فاضل" عرفت منذ اليوم الأول أنها لن تجد الحب الذي عاشت تبحث عنه، والرومانسية التي رسمتها في عقلها وقلبها، فهو يتعامل بغلظة لم تعتدها حتى من زوجة الخال التي كانت ترى فيها عبئاً على معيشة أسرتها، ولكنها قررت أن تعيش لبيتها وراء مقولة : "ضهر راجل ولا ضهر حيطة"، وكانت له نعم الزوجة لأكثر من 4 أعوام أنجب فيها طفلين .. "سعيد" و"مجيد"، كانا كل حياتها يعوضانها عن غياب الزوج طيلة اليوم الشاق في ورشته ثم عودته منهكاً لينام كالقتيل.
صدفة كانت وراء اكتشفاها صدمة حياتها الكبرى، التي شابهت صدمتها في فقدان والديها وهي طفلة صغيرة، حيث إكتشفت ورقة زواج بأخرى بين أوراقه في دولاب ملابسه، وعندما واجهته للمرة الأولى في حياتها، صفعها بقوة وقال لها أنه رجل ولم يفعل شيء حرام بل تزوج عل سنة الله ورسوله، عندها طلبت منه الطلاق، ولم تكن تظن أنها تتمتع بالشجاعة لهذا الطلب، ولكن حسرتها من هذا الخبر كانت أكبر من خوفها منه، وتحقق لها ما طلبته، لتكتشف أنها لم تعكن عزيزة بما يكفي.
حسرة قتلت قلبها للأبد
حسرته من "فاضل" جعلتها تكره تكرار التجربة، وعاشت حياتها من أجل أبناءها الذين سرعان ما كبروا وتخرجوا من الجامعة، ليصبح "سعيد" محاسباً، و "مجيد" محامياً، ولكن طموحهما كان أكبر من الوظيفة، فطلبا من والدهما مساعدة مالية لانشاء شركة صغيرة يبدأن معها، ولكنه رفض، وأصر تحت ضغط من زوجته الثانية، وعملوا لسنوات في شركات أخرى، ولكن وفاته المفاجئة عجلت بتنفيذ هذا القرار، ليحصلا على تركة كبيرة، وتزداد فرحتهما بقرار امهم في منحهما نصيحها من التركة، ليتمكنا من تأسيس الشركة التي طالما حلموا بها، وكانت فرحتهما كبيرة، واحتضنا أمُهما بحب.
مرت السنوات ونجحت الشركة، وكبر اسم الشقيقين في مجال المقاولات، وتمكنا من تحقيق ثروة ازداد يوماً بعد يوم، وتزوجا من شقيقتين بنتا ملياردير كبير ليساهم ذلك في تحقيق نجاح أكبر، وكانت الأم تعتمد في معيشتها على نقود يرسلها لها ولديها، وفي أحد الشهور انقطعت النقود فحاولت معرفة السبب، لتفاجأ برد صادم من ابنيها، وتكتشف أن حسرتها في زوجها لم تكن الأخيرة، فالولدان تحولا إلى وحشين كاسرين، والنقود التي قدمتها لهم لم تفكر في الحصول على أوراق تثبتها، ولم تكن تتصور يوماً أن يتسبب لها أغلى ما تملك في هذه الحسرة الكبيرة التي قتلت قلبها للأبد.
Content created and supplied by: Ahmed.Tawfik (via Opera News )
تعليقات
الباشكاتب
02-07 15:35:39مش قادر اصدق
الباشكاتب
02-07 15:35:33ولادها لو وحوش مش هيعملوا كده
الباشكاتب
02-07 15:35:21ازاي يحصل كده معاها