هناك الكثير ممن يسيرون في الطروقات يرتدون الأقنعة المزيفة, وتحمل تلك الأقنعة في ثناياه الكثير والكثير من الأسرار الخطيرة والتي لا تصدق, ومن الغريب والعجيب أن تجد اللذين يرتدون تلك الأقنعة يتعاملون مع الجميع والمجتمع بشكل طبيعي يثير الاشمئزاز, وفي أحداث قصتنا لهذا اليوم سوف نتحدث عن واحد من تلك الشخصيات التي ترتدي قناع مذهب ليغطي هذا الوجه المظلم والمخيف, فلنتابع معا أحداث قصتنا المثيرة.
أبراهيم: "صباح الخير يا معلم خميس".
خميس:" صباح العسل يسطي أبراهيم".
ابراهيم:" هل السيارة جاهزة وبها البضاعة المطلوبة يا معلم".
خميس:" نعم يا ولدي, كل شيء على ما يرام توكل على الله إلي وجهتك كالمعتاد حفظك الله من كل شر".
أبراهيم:" عشت يا معلم".
ثم أنطلق أبراهيم بتلك السيارة الضحمة التي تمتلئ بالبضاعة ليوصلها إلي مدينة ثانية غير مدينته, لقد كان أبراهيم يعمل في تلك المهنة منذ سنوات بعيدة وبسبب لسانه الجميل قد احبه الجميع وكون الكثير من الصداقات على طوال طريقة الذي دائما ما يتردد عليها بشكل يومي, لقد كان أبراهيم يبلغ العقد الرابع من عمره ولكنه مظهره يوحي وكأنه مازال ابن العشرين, لقد كان متزوج ولقد رزقه الله بثلاث أطفال في غاية الجمال, لقد كان أبراهيم رجل كما يقول الكتاب فكان قبل أن يذهب إلي بيته كان يذهب إلي بيت أمه وأبيه ويعطيهم مما أشتراه لبيته وأولاده, ودائما يسأل على والديه قبل أن يدخل بيت وعلى أبنائه وزوجته.
ولهذا كان أبراهيم مقور ومحبوب بين الجميع, وأثناء طريقه كان يركب معه العديد من الناس الذين يذهبون إلي نفس وجهته, فهو في النهاية لم يغير وجهته ولكنه كان شهم ودائما ما يوقف عربته من أجل أن يركب أحد ما معه, وذلك اليوم قد وجد أمرأة على جانب الطريق تحمل طفل في يديها, فوقف لها أبراهيم وعندما ركبت تلك السيدة قالت لها أنها مسافرة إلي أهلها في المدينة المقبلة وأن هذا الطفل الذي تحمله في يديها هو طفلها, فصمت إبراهيم طوال الطريق وتحاشي الحديث مع تكل السيدة.
وجاء رجل الشرطة يطلب من أبراهيم أوراقه فأخرجها أبراهيم وقال له على البضاعة التي يحملها معه وتفقدها رجل الشرطة, وسأل رجل الشرطة عن المرأة الذي كانت بجانب أبراهيم فقال له أبراهيم أنها سيدة قد وجدها بجانب الطريق وهو قد أركبه معه, فذهب رجل الشرطة إليها وحياه وطلب منها بكل أدب بطاقة هويته, فرتبكت السيدة وظهر عليه التوتر وبعدها ظلت تبحث في ثيابها على بطاقة هويته, فأخذت الكثير من الوقت فثار الشك بداخل رجل الشرطة, فقال لإبراهيم أتركب معك أي شخص لا تعرف هويته.
فصمت أبراهيم وهو لا يعلم بماذا يرد وتوجهت نظراته إلي المرأة, ولكنه في النهاية قد أخرجتها ويديها ترتعش وكأنها على وشك أن تقتل أحد لأول مرة في حياتها, فلما نظر رجل الشرطة إلي بطاقة التعريف علم من النظرة الأولى أنها مزورة وغير شريعة, وعلى الفور قام بأخذ السيدة إلي مخبر الشرطة ليكتشف من بصماتها أنه مطلوبة وتفر من العدالة منذ أكثر من عامين وهي ترتدي طوال هذا الوقت قناع ذهبي وشخصية أخرى غير شخصيته الحقيقة, فلم يصدق أبراهيم ما تراه عيناه ولا يصدق كيف صدق تكل المرأة وصدق أن الطفل التي تحمله معها هو طفلها بالرغم من أنها قد خطفتها من امه, هل يعقل أننا نتعامل مع الكثير من الوجوه الكاذبة في مجتمعنا ونحن لا نعلم عنهم شيئا؟....النهاية.
Content created and supplied by: واقع (via Opera News )
تعليقات