كنت فى عمر العشر سنوات عندما توفى أبى وتركنا ، وكان لى أخد وحيد أكبر منى بعشر سنوات وأصبح هو المسئول عنى وعن والدتى بعد وفاه أبى ، وبالرغم من أنه كان فى عمر العشرين عاما ولكنه تحمل المسؤليه كامله ولم يقصر معنا يوما ، فقد كان بالنسبه لى أبى وأخى وصديقى فى نفس الوقت ، وبالرغم من أن أبى ترك لنا مال يكفى أحتياجتنا ، ولكن أخى كان يعتمد على نفسه ويجتهد فى عمله حتى يجعلنا أنا ووالدتى فى مستوى أفضل وأحسن .
وكان كل تركيزه هو أن أتفوق فى دراستى وأحصل على أعلى الشهادات ، وكان دائما يقول لى انا لم أستكمل دراستى بعد وفاه والدى حتى أتفرغ للعمل وتوفير المال اللازم من أجل مستقبل العائله ، ولذلك أريدك أن تحصل على أعلى الشهادات وهو الشئ الوحيد الذى سوف يعوضنى عن عدم أستكمال الدارسه ، وكانت كلماته هذه تحفزنى كثيرا للدراسه والتفوق .
وبعد مرور عدة سنوات كنت أبلغ من العمر 17 عاما ، كانت والدتى دائما تصر على أخى لكى يتزوج وينجب الابناء ، وكان اخى يرفض حتى أنتهى انا من دراستى ، ولكن بدأت انا ايضا أضغط عليه من اجل الزواج ، وبالفعل بدأ فى البحث عن الفتاه المناسبه للزواج .
وبعد مرور عدة أيام جاء الى والدتى وأخبرها أن هناك أحد أصدقائه حدثه عن فتاه مناسبه للزواج وأريدك أن تذهبى لرؤيتها ورؤيه أهلها ، سعدت والدتى كثيرا وقالت له لابد أن نذهب معا ، وبالفعل ذهبا الى بيت العروسه وانتظرت أنا فى المنزل ، وبعد عودتهما كانت تبدو على أخى ملامح السعاده والفرح ووالدتى كانت أيضا سعيده للغايه ، وكنت أنتظرهم بفارغ الصبر ، وسئلتهم سريعا عن التفاصيل ، وأشادت والدتى كثيرا بالعروسه وأهلها وأن مقابلتهم كانت جيده للغايه وحدثنى أخى فى خجل شديد أن الفتاه جميله وانه أعجب بها جدا .
وتم الاتفاق على كل شئ ، وتم الزواج سريعا ، وكنت أنا ووالدتى سعداء للغايه من أجل سعاده أخى وبدايه حياته الزوجيه ، وكان أخى يسكن فى الدور الاعلى مباشره ، وكانت الحياه فى بدايتها هادئه وسعيده ، كانت زوجه اخى تنزل لنا صباحا ، وأخى يذهب الى العمل وأنا أذهب الى الدراسه وكانت هى مع والدتى ، وفى الليل كانت تصعد الى شقتها بعد عودة اخى من عملها .
ولكن مع مرور الوقت بدأت معاملتها تتغير معنا ، وكنت انا اتعامل معها مثل أختى الكبيره ولكنها بدأت فى قطع طرق التواصل معى ومع والدتى ، وكانت شخصيتها قويه لدرجه اننى بدأت أشعر أن اخى يخاف مواجهتها نظرا لشخصيتها القويه والصعبه ، ومع الوقت بدات حياه أخى تتحول الى كأبه وحزن ومع ذلك كان لايتحدث معنا فى شئ ولكنى كنت ليلا أسمع صوتها المرتفع وصراخها فى وجه أخى ، ولكن لم اتحدث مع أخى فى شئ أو أسئله .
وبعد مرور عام أنجب أخى منها طفله الاول ، وكنت سعيد للغايه انا ووالدتى وأراد أخى أن يسمى الطفل على أسمى ولكن زوجته رفضت ذلك بشده ، ولذلك خاف أخى من مواجهتها ورضخ لرغبتها ، ومرت الايام على النحو وبدأت التحكم فى كل شئ ، وكانت غايتها ان يقطع أخى علاقته بنا أنا ووالدتى وان يستحوذ على المال كله لها وكان المبرر أنها تريد تأمين مستقبل أبنها .
حتى كان هناك مبلغ من المال هو ميراثى عن والدى ، كانت تريد الاستحواذ عليه أيضا ، وكان أخى طيبا يخشى مواجهتها ولكنه كان يحاول امتصاص غضبها ، وفى نفس الوقت لم يقصر معى او مع والدتى يوما .
وانتهت دراستى بتفوق كبير وتم تعيينى فى وظيفه جيده ، وكان اخى سعيد للغايه ولكنها كان يبدو عليها الغضب والحقد والحزن ، ومع ذلك تغاضيت عن الامر من أجل أخى وسعادته ، وبعد فتره قصيره من عملى أخبرت أخى ان هناك فتاه أحبها واريد الارتباط بها ، وبارك لى أخى خطوتى وقال أننى بمثابه أبنه وانه ينتظر اليوم الذى أتزوج فيه ، وكانت والدتى سعيده من اجلى .
ولكن زوجه أخى شنت علينا الحرب عندما علمت اننى أريد الزواج ، لقد كانت عاصفتها قويه ولا اعلم ماهو السبب وخاصه أن الموضوع لايخصها فى شئ ، وكنت أريد مواجهتها بقسوه والرد عليها ، ولكنى كنت احب اخى واحترمه كثيرا لذلك كنت دائما اتوقف عن مواجهتها ، وكانت هى تستغل طيبه أخى الذائده عن الحد وتتمادى اكثر فى افعالها وتصرفاتها .
وبالفعل ذهبنا وتقدمت الى الفتاه وتمت الموافقه وتزوجنا بعدها ، وكنت أسكن أيضا فى نفس البيت ، وكانت هى حامل فى طفلها الثانى فى هذه الاثناء ولم تحضر الزفاف بحجه حملها ، ولكن منذ بدايه حياتى الزوجيه فى اليوم الاول وبدأت خلافتها مع زوجتى وأعلنت الحرب عليها ، وكنت دائما أشكو الى أخى من معامله زوجته ، ولكنه كان ضعيف فى مواجهتها ، لدرجه اننى كرهت سلبيته وضعفه أمام زوجته الغاشمه .
ومرت الايام وأبلغتنى زوجتى بالخبر السعيد أنها حامل ، وكان البيت كله سعيد للغايه ، ولكن كان القدر يحمل مفاجئه فى نفس اليوم قد تقلب السعاده الى احزان ، حيث تعرض اخى لحادث سياره ، وذهبنا جميعا الى المستشفى ودخلت لها مسرعا انا ووالدتى ، وكان يلفظ أنفاسه الاخيره !
ونظر الينا فى نظره وداع أخيره وأوصانى على والدتى وزوجته وأبنائه ، ثم خرجت روحه بعدها ، كانت صدمتى الاولى فى الحياه ، فقد فقدت والدى واخى وصديقى الذى رأيت الدنيا من خلاله ، فقدت كل ماأملك فى هذه الدنيا عندما فقدت أخى .
وبعد وفاته بست شهور ، طلبت والدتى منى طلب غريب ، حيث قالت لابد ان تتزوج زوجه أخيك من أجل أبنائه ، وبالطبع كانت صدمه كبيره لى ولزوجتى أيضا خاصه اننى اعيش فى سعاده كبيره مع زوجتى وابنى بعدما انجبت لى طفل جميل ، حدثت امى كثيرا أن هذا الامر من الصعب تنفيذه خاصه ان زوجه أخى انسانه لاتطاق ، ولكنها ذكرتنى بوصيه أخى قبل وفاته وان اخر كلماته الاعتناء بها وبااولاده .
وبالفعل تزوجت زوجى اخى والغريب أن زوجه أخى وافقت على الزواج دون تردد او تفكير ، وكانت زوجتى مصدومه وكادت ان تموت حزنا وألما ، وكنت انا أشعر وكأننى انسان سئ وقاسى ، ومرت الايام ولكنى كنت لا أعلم أن هذا الزواج هو بدايه اللعنه !
حيث حاولت زوجه اخى ان تكون هادئه وطيبه ، ولكنى كنت فى نفسي أعلم ان هذا الهدوء هو الذى يسبق العاصفه ، وبالفعل بدأ ماتوقعته ، فقد كانت تضغط على زوجتى بدون علمى حتى تتخلص منها نهائي ، وفشلت فى احتواء حزن زوجتى وتحول الحزن الى حاله نفسيه ، فقد كانت زوجه اخى الكبير والتى أصبحت زوجتى الان تتظاهر أمامى بالطيبه ولكنها كانت أستعانت ببعض الناس من معارفها للضغط على زوجتى تاره وتهديدها بقتل طفلها تاره اخرى ، لقد فعلوا معها ما لايتحمله بشر، حتى أصيبت بالجنون وتم حجزها فى مصحه نفسيه ، وكنت لا اعلم شيئا من هذه التصرفات ، وبعدما انتهت من زوجتى انتقلت الى والدتى وبدأت فى التخطيط للتخلص منها هى الاخرى .
وبدات فى تنفيذ خطتها ، حيث كانت والدتى مريضه قلب ولها أدويه خاصه بمرضها ، نزلت لها ذات يوم وحاولت أغضابها كثيرا حتى تعصبت والدتى ووصلت لحاله صعبه وبدات نبضات قلبها تتسارع ، وأحتاجت الى دوائها من أجل تهدئتها ولكن زوجتى أخذت الدواء وصعدت الى الاعلى ، وتركت والدتى تنازع روحها بالاسفل ، وعندما عدت ليلا وذهبت الى والدتى للأطمئنان عليها ، وجدتها جثه هامده !
كانت الصدمات تتلاحق فى حياتى ، وشعرت ان حياتى أصابتها لعنه قويه ، فقد خسرت زوجتى ومحبوبتى منذ أيام والان فقدت والدتى الا الابد ، أى لعنه أصابتنى لكى تدمر حياتى بهذه الطريقه ، ولكنى تذكرت أن منذ دخول زوجه اخى حياتى وكل شئ تغير وفقدت كل أحبابى وأصبحت وحيدا .
وقررت مواجهتها لمعرفه ماذا حدث .
وعندما ذهبت كانت المفاجئه "
انتظرونا فى الجزء القادم
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات