كانت طالبة نجيبة وكان معلمها الذكي في المرحلة الثانوية ملهمًا لها وجعلها تعشق مادة اللغة العربية بعدما كانت تعاني من النحو والصرف والبلاغة مر المعاناة. تحول حالها من ضعفٍ إلى قوةٍ وتميز بشكلٍ مبهر وتعلقت به وبحصصه وبالاستماع إليه. بل إنها أصبحت تحب صوته أيضًا ومرت الأيام وأرسلت له خطابًا تخبره فيه أنها تحبه وترغب في أن تكون زوجةً له. كانت لغة الخطاب راقية وكانت المشاعر الواردة فيه فياضة لدرجة جعلته يتعلق بها ويرغب هو الآخر في الارتباط بها.
لم يكد يمر عام على هذا الخطاب إلا والمعلم هانئ في قفص الزوجية مع الفتاة التي أحبته. كانت فرحتها لا توصف لأنها ظفرت بمن تحب. لكن بعد فترة حدث اختلافٌ كبيرٌ بين الزوجين بسبب تدخل أحد أبناء عمومتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياتهما، وقد تعمد هذا الشخص التدخل العنيف في أمورٍ معيشية وخلافات بسيطة تحدث في جل البيوت. وعندما لمس الزوج ميلًا من زوجته إلى نهج ابن عمها في التعامل معه ومع خلافاته معها؛ هجر بيته واستأجر سكنًا مستقلًا بالقرب من عمله وآثر البعد حتى تراجع نفسها وتعدل مسارها الذي سلكته مع ابن عمها.
فجأةً شعرت الزوجة بأعراض الحمل وتبين أنها حامل في الشهر الرابع وأصلح الله ما بين الزوجين وعادت الأمور إلى طبيعتها من جديد. واعتذر كل من الزوجين للآخر عما بدر منه واستقرت الأمور من جديد. وفي الشهر الأخير من الحمل سافر الزوج في زيارةٍ لأخيه المريض في مستشفى بالقاهرة؛ فولدت الزوجة فجأةً في ذلك اليوم وكان معها ابن عمها الذي اتصل به وأسمعه كلماتٍ لم يطقها منها فحدث شد وجذب وسباب وشتائم من هنا وهناك وعاد الزوج بعد زيارته السريعة للقاهرة ليجد زوجته قد تركت بيته واستقرت في بيت ابن عمها لأن والديها متوفيان.
اندهش الزوج من فعل زوجته؛ فعاد لقطيعته الأولى وأقسم ألا يعود إليها هذه المرة حتى تتعهد له بعد اقحام ابن عمها هذا في شؤون حياتهما. لكن الزوجة التي سلمت أذنها لابن عمها غضبت من تصرف الزوج وهجره لها ورفعت عليه دعوى خلع. وبعد فترة قضت محكمة الأسرة بخلع الزوجة لأسبابٍ لا أساس لها من الصحة؛ لكن الزوج لم يدافع عن نفسه ولم يتمسك بزوجته المصرة على خلعه وحدث الخلع.
كانت الزوجة تغلي بعدما فرط فيها زوجها وترى أنه في حاجة إلى تأديبٍ أو لنقل إنها كانت ترغب في الانتقام منه. لذلك، لم تتردد الزوجة في قبول الزواج من ابن عمها هذا وهو ألد أعداء زوجها. تزوجت منه كي تغيظ زوجها؛ على الرغم من كونها أعلى مؤهلًا منه وثقافة. ولم تكد تمر أيام حتى بحث ابن عمها لها عن عملٍ في إحدى المدارس الخاصة وجعلها تلتزم بالحضور فيها ويجبرها على إعطاء دروس خصوصية ثم يأتي في النهاية ويسلبها كل ما اكتسبته من راتب ومال دون أن يتكفل بمصاريف بيتها ومصاريف ابنها من زوجها الأول.
عندها أدركت الزوجة أنها وقعت ضحية شخص غير سوي يرغب في استنزافها مقابل ماذا لا تدري. بعد فترة علمت أن زوجها هذا ينفق ماله على تعاطي المخدرات ولعب القمار. فبدأت تواجهه بما يفعل ولم تلق منه سوى الضرب والإهانة والسباب والتجريح. عندها علمت خطأها وأدركت أنها ضحية انسان مريض دمر حياتها مع زوجها وحرمها نعمة الاستقرار في بيتها الأول وها هو يجردها من آدميتها وحريتها ويستغل خوفها من شماتة زوجها السابق فيما آلت إليه أحوالها وصمتها عنه ليكيل لها المزيد والمزيد من الضربات الموجعة في حياتها البائسة معه. خسرت كل شيء تقريبًا ويا لها من نهاية تعيسة لزوجة لم تصن نعمة الله عليها ولم تقدر زوجها الأول حق قدره.
Content created and supplied by: Muhammad_Yusuf174 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_6kOldR88L
03-23 08:27:45عنف