كلمة الموت لهي ذات أيقاع مخيف على أذان العاصين والمتكبرين عن ذكر الله, ولها أثار عظيمة على من حياته كلها معاصي وذنوب ويظن أن تلك اللحظة لن تأتي ولكنها أتى لا ريب في هذا الأمر, ولهذا علينا أن نضع الموت أمامنا في كل وقت وأن نعلم جاهدين حتي نصبح على أهبة الاستعداد لهذا المصير المحتوم.
بطلة قصتنا لهذا اليوم هي ميار لقد كانت فتاة غاية في الجمال والروعة, وكل من يراها كان يتمني ان تصبح ميار زوجة له, في بداية القصة نشأت ميار مع ابيها وأمها وهي بنتهم الوحيدة, وكانوا يخافون عليها أن ينظر إليها أحد حتي لا تحسد نظرا لجمالها الفائق, وعندما كان يشاهدها أحد كانت تمرض بالأيام ولهذا كانت الأم حريصة كل الحرص على بنتها ميار, وبالإضافة إلي جمالها لقد كانت ميار تتمتع بالأخلاق الحميدة والسيرة الطيبة بين الجميع.
وكما قولنا سابقا كان الجميع يتمني أن تصبح ميار زوجته المستقبلية وأم أولاده, وكبرت ميار يوما بعد يوم ويكبر جمالها معها ويزداد الزائرين لبيت والدها ليطلب يديها, وبعدما أنهت ميار الجامعة لن تقبل بأي أحد وكأنها كانت تعلم ماذا سيكون مصيراها ولهذا لم تكن تريد أن تربط مستقبلها بمستقبل شخص أخر ولن تكون معه في هذا المستقبل, وبعد الجامعة عملت على مساعدة الجميع وكل من يحتاج المساعدة لقد كانت كالأبطال الخارقين اللذين نسمع عنهم في الأفلام.
وبعد فترة شعرت ميار بألم شديد لا يطاق وكأن هناك من يطعنها بسكين في قلبها, فلم يطل ذلك الألم طويلا فقبل أن تصل إلي المشفى قد فارقت الحياة, نعم فارقت ميار الحياة وكان الجميع حزين على فراقها من أصغر شخص داخل حارتها حتي أكبر شخص, لقد كانت مثال يحتذي به, ولقد كان مشهدها من اروع ما يكون وأنزلت السماء مطرها وكأنها تبكي على فراق ميار هي الاخر, مشهد أقل ما يقال عنه أن يجعلك تدمع من دون أن تدري.
وبعد دفنها ظل والدها بجانبها فهو لم يكن يتخيل كيف يكمل حياته بدون فلذه كبده, فظل بجانبها يحدثها وكأنها على قيد الحياة حتي أنتهي من مناجاته لأبنته غادر على أن يأتي إليها في الصباح مرة أخرى حتي لا يدعها بمفردها, وبالفعل ذهب الأب إلي البيت ليستريح وعندما وضع رأسه على المخدة وبدأ في النوم, وإذا بحلم فظيع يأتيه لقد وجدت أبنته تأتي إليه وهي تبكي وتقول له " أنقذني يا أبي".
ففكر الأب في البداية أن هذا مجرد حلم عابر يحدث لفقدانه لأبنته العزيزة, وعندما عاد للنوم مرة أخرى وإذا به يجد نفس الحلم يتكرر وقد زاد بكاء ميار, فهب الأب على الفور من نومه وأرتدى ملابسه وأخذ معه الكشاف حتي يرى من ظلمة الليل, وعندما وصل إلي قبر أبنته كانت الصدمة الكبرى بالنسبة له فوجد باب القبر مفتوح شيء بسيط, وعندما نظر إلي داخل القبر بنور الكشاف لم يجد جثة أبنته هناك.
فلم يجد أمامه إلي حارس المقابر فذهب إلي غرفته على الفور وهناك وجد المفاجأة الصادمة, لقد كانت جثة أبنته داخل غرفة الحارس, وعلى الفور قام بالاتصال بالشرطة ليخبرهم بما وجده, وعندما جاء رجال الشرطة أعترف الحارس أنه كان يفعل ذلك مقابل المال, لقد كان يأخذ جثث الموتى الحديثة ويعطيها لطلبة في طب يستخدموها في التشريح ومن ثم أرجعها إلي مكانها من دون أن يدري أحد, فظل الأب يحمد الله على انقاذه لأبنته قبل أن تلوث من قبل الوحوش البشرية, وهذه كانت نهاية قصة ميار.
Content created and supplied by: واقع (via Opera News )
تعليقات