"روبابيكيا.. أي حاجة قديمة للبيع"، بهذه الكلامات يستفتح عم عبده يومه، ويبدأ في مسيرة عمله، حيث يخرج كل صباح من منزله القاطن في منطقة " أرض اللواء" دافعاً عربة عبارة عن صندوق بعجلتين، ليتجول بها في شوارع منطقة المهندسين بشوارها الهادئة الراقية وعماراتها المكسوة والمزخرفة، فلا يفصل بين المنطقتين سوا خط للسكة الحديد.
وفي يوم عيد ميلاد عم عبده الخمسين، خرج إلى عمله كالعادة متناسياً عيد ميلاده، أو على الأرجح لم يهتم، إلا أن الحظ لم ينساه، وتبسم له القدر إبتسامة غيرت الموازين، حيث نادت عليه سيدة بلغت من العمر أرذله، وطلبت منه أن يصعد لشقتها ليحمل سرير نحاسي قديم، وبالفعل قام عم عبده بمساعدة بواب العمارة بحمل السرير إلى العربية، والغريب في الأمر أن السيدة رفضت أن يدفع عم عبده ثمن السرير، وقالت له: شكلك "راجل غلبان.. خد السرير.. وروح.. ومتشتغلش تاني"، لم يفهم عم عبده كلمات العجوز ونظراتها، إلا أنه عمل بنصيحتها.
عاد عم عبده بالسرير بعد عناء إلى منزله، إلا أن الغريب في الأمر أن هناك شيئا ما في صدر الرجل منعه من المرور بالسرير على "هنجر التوريدات" لبيع حمولته اليومية مقابل أجر مادي نظير هذه البضاعة.
ظل عم عبه للفجر مستيقظاً، يرواده شياً ما، ينظرإلى السرير ويتذكر كلمات العجوز، وانتظر حتى خلد أبنائه الخمسة وزوجته إلى النوم، وقما بتفكيك أعمدة السرير، وتفحصه جيداً، وإذا بالمفاجئة الغير متوقعة، التي أذهلت الرجل.
أعمدة السرير تحتوى على كنز، فبكل عمود ما لا يقل عن سبائك ذهب، بإجمالي 20 سبيكة، لم يصدق الراجل نفسه، فبريق الذهب خالط عيناه، ولم يدرك ماذا يفعل عم عبده، إلأ أنه وجد نفسه يسرع ليحمل السبائك في "شنطة" ويخرج من منزله فجراً.
سافر الراجل بالذهب إلى الاسكندرية، بحيث لا يعرف فيها أحداً، ولا أحد يعرفه، استأجر شقة في أرقى أحياء عروس البحر، بعدما بدل جلبابه ببدلة مهندمة، باع واحدة وبقي معه 19 سبيكة، وضعها في غرفة منعزلة في شقته الجديدة، أغلقها وأحكم عليها، ثم خرج إلى أحد النوادي الليلية.
بمجرد دخوله اختار أفخم موقع، وطلب كافة أنواع الخمور، وبدا أمام العاملين، أن هناك صيداً ثميناً قد وقع، بل وغريب أيضاً، شرب حتى الثمالة، محاطاً بالعاملين والعاملات، وبداً يخرج من جيبه رزم من المال ينثرها تحت أقدام الرقصات.
خرج من الملهى دون عقله، لم يستطع أن تحمله قدماه بعقله السكران، وصل إلى شقته بعد عناء، وبمجرد أن فتح باب الشقة دفعه رجلين مفتولين العضلات، يبدوا أنهما تعقباه منذ أن خرج من الملهى الذي فقد فيه هيبته وأمواله.
بعد ساعات فاق عم عبد، لم يدري كم من الوقت مضى أو ماذا حدث، إلى أنه سرعان ما أدرك، فالحظ يبدوا أنه ما عاد سعيد، والقدر غضبان عليه، فغرفة الذهب مفتوحة، لقد سلبت سبائكه بغير رجعة، أخذ نفس الرجل المكلوم يرتفع، سقط على الأرض مرة أخرى، بل وأخيرة، ولفظ آخر نفس محتضناً شنطة كنزه الذي لم يحافظ عليه بطمعه وأنانيته.
Content created and supplied by: TaaMo (via Opera News )
تعليقات
GUEST_YW3L67YaW
02-06 07:52:40ياااه علي الانسان فعلا الإنسان ظالم نفسه لوكان من الأول عرف عياله مكنش دا كله حصل
GUEST_GzEga1m0O
02-05 18:06:01هى دى قصه من الخيال ولا حقيقيه
محمدعبدالن_11
02-05 18:45:09كفاكم هبلا وحواديت امنا الغولة والشاطر حسن وعروسة البحر .نحن فى القرن 21