بدأت الحكايه" عندما نشأت قصه حب بينى وبين ابن خالتى ، وكنت احلم باليوم الذى سوف نتزوج به حتى تكتمل سعادتنا ، وربما كانت العائله كلها تعلم أن هذا الحب الكبير ، لابد أن ينتهى بالزواج السعيد .
ومرت الايام وانا انتظر بفارغ الصبر أن تنتهى الدراسه سريعا ، لكى يتم الارتباط رسميا ، ولكنى لم اعلم أن القدر احيانا يكون له رأيا أخر .
حيث قبل أن تتم الخطوبه بيومين فقط ، كان ابن خالتى فى المنزل وتعرض إلى حادثه إلى ضخمه أدت إلى وفاته فى الحال ، حيث صعق بالكهرباء نتيجه بعض الأسلاك المكشوفه !
وكانت صدمه وكارثه لم اتخيلها ابدا ، وربما كانت هذه الصدمه كفيله أن تنهى حياتى مبكرا ، حيث كان هو كل مااملك فى هذه الحياه .
ومرت الايام فى حزن وغم ، وكنت احاول على قدر المستطاع تقبل الأمر ، واستمر هذا الحال لمده ثلاث سنوات ، حتى تقدم الى خطبتى صديق اخى ، وطلب يدى للزواج .
وبالرغم من أننى رفضت الكثيرين من قبل ، ولكن والدى واخى هذه المره ، كان لديهم إصرار كبير على الموافقه ، لانهم يعرفوه جيدا ، ومع محاولاتهم الكثيره ، وافقت فى النهايه لعلها تكون البدايه الحقيقيه للحياه .
وتم الارتباط رسميا ، ولكنى لم اشعر بالسعاده الحقيقيه ، حيث كان الحزن والألم هو رفيقى ، وحاول خطيبى كثيرا أن يجعلنى اتغير للأفضل ، ولكن كان الأمر صعب للغايه ، ولم أستطيع تقبله بجانبى ، ولذلك بعد فتره قصيره ، اضطر أن ينهى الخطوبه من جانبه ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، بل قرر السفر لكى يبتعد عنا نهائيا .
وكان والدى غاضب من تصرفاتى كثيرا ، وكان اخى نفس الوضع بسبب مافعلته معهما ، ولم تمر ايام كثيره ، حتى جاء شاب آخر وطلب يدى للزواج ، والغريب أن والدى وافق بدون حتى الرجوع الى .
وتفاجئت أنه تم الاتفاق على كل شئ ، واخبرنى والدى أن حفله الخطوبه بعد يومين فقط ، وحاولت كثيرا رفض الزواج ولكن والدى لم يعطينى اى فرصه للرفض ، وتمت الخطوبه ، والغريب أن تم تحديد موعد الزفاف بعد شهر واحد فقط !
وكانت اصعب الايام فى حياتى كلها ، وكيف أتزوج انسان لم اعرفه ولم يدور بيننا اى حديث سابق ، وانا كنت بالكاد اعرف اسمه .
ولذلك كنت اشعر بالاختناق الشديد ، وكانت الحياه مظلمه أمام عيناى ولا أرى اى شعاع للامل فيها ، ومرت الايام سريعا ، وتم الزفاف وسط دموع تتساقط من عينى ، وصمت طويل لم ينكسر .
وفى ليله الزفاف اصابتنى حاله نفسيه شديده ، مما أغضب زوجى كثيرا ، وتحولت ليله الزفاف إلى شجار ونزاع من جانبه ، وبسبب العصبيه الشديده فقدت الوعى وسقطت أرضا ، وطلب زوجى الاسعاف سريعا وتم نقلى إلى المستشفى وكان الوقت يقترب من منتصف الليل ، واتصل زوجى بوالدى ليخبره ، ولكن حدث مالا يمكن توقعه ابدا .
حيث عندما جاء والدى إلى المستشفى قال له الطبيب ، لقد فقدناه ، مما أصاب أبى بالصدمه الشديده وكان يحاول التماسك ، ولكنه بعد دقيقه شاهدنى أمامه ، وقبل أن يتحدث أخبرته أن زوجى توفى منذ قليل أثر ازمه قلبيه مفاجئه !!
وتحولت حياتى من هذه الأحداث إلى جحيم ، جحيم لايتوقف ابدا ، أصبحت فى نظر الجميع انسانه حظها سئ ، وكل من يقترب منها يكون مصيره الموت .
ولكن بعد مرور عام تقريبا ، تفاجئت أن خطيبى السابق وصديق اخى ، عاد من السفر وطلب أن يتزوجنى ، ولكن أبى هذه المره كان متردد للغايه ، ولكن هذا الشاب كان يريد الزواج بكل إصرار .
ولذلك تمت الخطوبه ، وكان الزواج بعد أسبوع واحد فقط ، وربما فى هذه المره كان لدى ارتياح كبير بداخلى ، وقد يكون بسبب ارتياح قلبي لاننى كنت أشعر اننى ظلمته فى المره السابقه .
وبالفعل تم الزواج على خير ، ومنذ اللحظه الاولى فى الزفاف ، كان يتعامل معى زوجى على أننى طفلته الصغيره ، ولذلك جهز لى غرفه مستقله وفيها كل الاشياء التى احبها ، وكان يحاول أن يرضينى بكل الطرق ، ولكن كان الشئ السئ ، أننى كنت فى حاله اكتئاب حاد ويأس لا ينتهى ابدا ، وكنت دائما اغضب فى وجهه ولكنه كان يتحملنى ويصبر كثيرا .
حتى فى يوم من الايام أخبرته أن يسافر ويتركنى ، لاننى لا أريده بجانبى فى الوقت الحالى ، وربما كان ذلك حتى لا اظلمه أكثر بتصرفاتى السيئه .
وبالفعل وافق على رغبتى وسافر إلى عمله ، وأصبحت وحيده احاول استجماع نفسي مره اخرى ، ولكن فى الليله الاولى التى أصبحت بها وحيده ، كان الوقت يقترب من منتصف الليل ، سمعت أصوات فى المنزل ، وكان هناك اشخاص يتحدثون خارج غرفه نومى ، وكلما حاولت الاستماع أكثر ، كان الصوت يقترب من غرفتى ثم يبتعد مره اخرى ، ولذلك كان الخوف والقلق يقتلنى من الداخل .
وفى الليل الثانيه تكرر نفس الأمر ، ولكن مع اصوات حركه فى المنزل ، وبدأ الأمر غريبا للغايه ، وكنت فى حاله ذعر وخوف ، واغلقت غرفتى من الداخل وكنت ابكى بشده .
والغريب أن فى الصباح كان كل شئ طبيعى للغايه ، والمنزل كان فى وضعه الطبيعى ، وكنت أريد أن أذهب إلى منزل والدى ، ولكن كانت علاقتنا سيئه للغايه ، ولن يتقبلنى هناك .
واستمر هذا الوضع كل ليله اسمع الأصوات فى المنزل ، وكنت أريد أن أرى مايحدث ولكنى لم امتلك الشجاعه الكافيه .
لذلك قررت أن اركب كاميرات فى جميع أنحاء المنزل ، وبالتالى أستطيع مراقبه الوضع وانا فى غرفتى ، واتصلت بزوجى لكى يرسل لى المال اللازم ، وعندما سئلنى عن سبب المال ، تعصبت عليه وغضبت كثيرا ، فوافق على ارسال المال بدون اى استفسار .
وفى اليوم التالى تم تركيب الكاميرات ، وكنت مطمئنه بعض الشئ ، لاننى سوف افهم مايحدث ، وجلست فى غرفتى اشاهد المنزل من الداخل والخارج .
ودخل الليل وانا أترقب الوضع عن قرب ، وكان يمر الوقت فى بطئ شديد ، حتى اقترب الوقت من منتصف الليل ، وعندها رأيت رجال تتحرك فى المنزل من الداخل ، ثم بعد قليل رأيت شخص يخرج من إحدى غرف المنزل ، وكان وجهه بعيدا ، وعندما قربت منه من خلال الكاميرا ، كانت الصدمه ، حيث كان ابن خالتى المتوفى !!!
وقبل أن استجمع نفسي ، رأيت زوجى المتوفى يجلس على إحدى الكراسي ويبتسم ، ويشير لى فى الكاميرا ، وكان الجميع يضحكون بصوت عالى للغايه ، وفى هذه الأثناء سمعت صوت طرق على باب غرفتى ، وشخص يحاول الدخول ويفتح الباب ، لحظتها سقطت ارضا وفقدت الوعى تماما .
وبعد مرور وقت طويل ، عاد إلى الوعى وكنت فى حاله هيستريا شديده ، ولا اعلم اى شئ ، ولكنى وجدت زوجى بجانبى وكان معه والدى واخى ، وعلمت أن زوجى عاد من السفر فى تلك الليله وهو من كان يفتح الباب من الخارج ، والغريب أن كل ما رأيته كان من خيال عقلى ليس أكثر ، بسبب حالتى النفسيه .
واستمر العلاج معى طويلا ، ولكن كان السبب فى عودتى للحياه مره اخرى ، هو زوجى ؛ الإنسان الذى لم يتأخر عنى يوما .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات