سوف اتحدث اليوم عن مشكلة يكاد لا يمر يوم دون أن يمر على مسامعنا، أو حتى نقرأه في منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي" فيسبوك " أن زوجاً غدر بزوجته أو ربما يتزوج عليها بأخرى لكونها في منصب أعلى منه وأحيانا يريدها أن تستقيل من عملها، وقد يصل الأمر إلى الطلاق، وعندما تسأله عن السبب تجده يقدم تبريرات غير مقنعة وهذا مع حدث مع بطلة قصتنا اليوم ندى حلمي تبلغ من العمر ٢٥ عاماً خريجة كلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر اجتهدت في دراستها وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
وتم توظيفها معيدة في جامعتها، وحصلت على الماجستير، وأصبحت مدرس مساعد بالقسم، وأخذت منصب مرموق، تقدم لخطبتها خالد أحمد شاب تخرج من كلية الصحافة والإعلام قسم العلاقات العامة، ويعمل في مكتب استعلام بأحد الشركات.
وتمت الخطوبة بينهما، ولكن الكثير من أصدقاء ندى حذرها من الأقدام على خطوة الزواج من خالد، دون معرفة تفكيره، وهل يقبل فكرة أن زوجته أعلى منه في العلم والمنصب أم لا، لكن ندى لم تعطي بالاً لتخوفهم وقالت إنه يعاملني بطيبة وحنان، وليس كل الرجال يشبهون بعضهم البعض ،واستمرت الخطوبة لمدة سنة، ومن ثم تم حفل الزفاف، وبعد الزواج لم يظهر على خالد أي علامات توضح أنه يغير من ندى، إلا بعض المواقف ولكن كانت ندى تغض الطرف عنها، وذلك حتى لا يحدث مشكله بينهما، مثل أن يكونوا جالسين في المساء، و يتناولون فنجان من القهوة، ويقول خالد لندى" ما الذي تستفيديه من عملك مدرس مساعد، أو شغل التدريس صعب جداً، أو الجلوس في المنزل راحة للسيدات، والشغل للرجال فقط، وأنه يعارض فكرة عمل السيدات"، لكن كانت ندى تقابل كلامه بصمت.
وبعد مرور خمسة أشهر على الزواج ، تم إبلاغ ندى باختيارها كأفضل مدرس مساعد في الجامعة لهذا العام ، فرحت ندى بشدة واسرعت لأخبار زوجها خالد بهذا الخبر السعيد لكنها فوجئت برد فعله البارد حيث قال لها بوجه عابس "عاملة الدوشة دي كلها علشان تم اختيارك كأفضل مدرس مساعد لهذا العام ما كل الناس يتم اختيارها كأفضل مدرس مساعد، مش حاجة جديدة ...لا تفرحي ولا تاخدي في نفسك مقلب انك حققتي انجاز" وتركها وغادر.
صدمت ندى بشدة مما سمعته من زوجها خالد، وأيقنت أن كلام صديقاتها وتخوفهم كان صحيحاً ووقفت ندى لعدة دقائق تستوعب ما حدث ولم تدرك لماذا فعل ذلك، لم تشعر بالفرحه والسعادة لانه ببساطة زوجها كسر فرحتها، وبعد منتصف الليل جاء خالد ثم قفل باب الشقة بقوة، قامت ندى على إثرها مفزوعة، انتظرت ندى زوجها خالد أن يعتذر لها، لكنه وجدته ينام دون أن يكلمها حتى، تعجبت ونامت هذه الليلة وهي تبكي، وفي صباح اليوم التالي، قامت من النوم قبل زوجها خالد، وحضرت الفطار وانتظرته أن يستيقظ من نومه وبالفعل استيقظ ولم يكلمها، تعجبت ندى من أفعاله فمن الذي يحزن هي أم هو، لذلك ذهبت إليه وطلبت منه أن يأتي لتناول الطعام لكنه أخبرها أنه سيتناول الإفطار في الخارج، ومن ثم ذهب.
تناولت ندى إفطارها، وذهبت لمقر عملها، وعندما عادت من المنزل وجدت بقايا وجبات جاهزه، فسألت زوجها خالد، فأخبرها أنه عاد مبكراً ولم يجد الغداء جاهداً فلذلك طلب وجبات جاهزه، فقالت له ندى انا اعود قبلك من العمل دائما فلماذا عدت اليوم قبلي، فأجابها بصوت مرتفع أعود في الوقت الذي أريده، وعندما أعود ينبغي أن يكون الغداء جاهز، قالت له ندى أنها تكون في العمل، ولن تستطيع أن تحضر الغداء في هذا الوقت، فقال لها بدون أي مقدمات وبوجه عابس" اختاري حل واحد يا أنا يا العمل " نظرت له ندى بدهشة، ولم تستوعب ما يقوله خالد لها، وظنت بي البداية أنه يمزح معها، فهو يعمل مدى حبها للعمل، قطع تفكيرها وخاب ظنها، عندما كرر كلامه ثانية.
فقالت له ندى دون وعي "لم أقصر في حقك لماذا اترك عملي" أجاب وقال لها" إذا ساتزوج عليك حتى أعود من العمل واجد الطعام جاهز" صمتت ندى فلم تعرف ماذا تقول فمن المعروف ان خالد يعمل من الساعة الثامنه صباحاً وحتى الثالثة مساءاً، أما هي فتعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الواحدة مساءاً، فقال لها خالد" هيا اختاري العمل أو انا" وبدون جدال، اختارته ندى وتركت العمل لأنها لا تريد أن تكون مطلقة، فهي تخاف من هذه الفكرة، ولكن خالد لم يكتف بذلك بل أراد أن يدمر ثقتها بنفسها، فرغم تركتها العمل الا أنها لم تنكسر كما كان يظن.
كان يشعر بالنقص بوجودها، لا يعلم لماذا، ولكنه يريد أن يدمر هذه الثقة، فعندما يعود من العمل يجدها محضره الأطعمة التي يفضلها، والمنزل نظيف وكل شئ تمام، كان يريد غلطه منها فقط حتى يثور عليها، لكن ندى لم تعطه الفرصه، فلذلك لجأ إلى حيلة خبيثة، حتى يقضي تماما على ثقتها، ويدمرها ، عند الطعام، كان يذم في طعامها رغم طعمه اللذيذ، وشعرها الناعم كان يذم في لونه، وجسدها، وصار يذم في كل شئ، حتى جعلها تشعر بأنه نعم الرجل فرجل غيره كان سيطلقها منذ زمن.
وبالفعل نجح كريم في مخططه وصارت ضعيفة، مكسورة، تدمرت ثقتها بنفسها، منعزلة عن الناس، وأصبح هو القوي الناجح في عمله، لم تعد ليان القوية، الواثقة من نفسها، هذه القصة مؤلمة لكنها واقع محزن نعيشه يومياً، لذلك اتمنى من كل رجل أن يمدح زوجته وأن يزيد من ثقتها بنفسها، وأن يشجعها على النجاح، فما المشكلة إذا كانت أعلى منك في المنصب، لماذا تشعر أنت بالنقص منها، انا لا اتحامل على الرجال، ولكن اطلب منكم الرفق بزوجاتكم، فإنما هي ما تركت بيت ابيها إلا لأنها نجد فيك كل شئ، هي فقط تريد رجل يحتويها لا يكسرها، تريد رجل يكون لطيب معها لا قاسي، فلذلك لا تخيبوا أملها بكم، وفي النهاية اتمني لكم قراءة ممتعة، واتمنى ان تنال القصة اعجابكم، وشكرا لكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
لكن أتساءل هل ما فعله خالد صح أم خطأ ؟ هل هكذا يكون الزوج؟ ماذا كنتم تفعلون لو كنتم مكان ليان؟ هل كنتم تاخذون نفس القرار الذي أخذته أم ماذا؟!!
Content created and supplied by: سميةخالد (via Opera News )
تعليقات