مضت سنوات زواجهما الأربعين في سعادة وهناء وكان الزوج بارًا بزوجته محبًا ومخلصًا لها قدر استطاعته. إي نعم كانت هناك بعض الخلافات والتوترات في حياتهما الزوجية بسبب رغبته في الزواج من أخرى مرة وبسبب قوة شخصية الزوجة وتسلطها في بعض الأمور مرة أخرى، لكن حياة الزوجين كانت في المجمل حياةً مثالية وجميلة بما أنعم به الله عليهما من ستر وأبناء وخيرات لا حصر لها ولا عدد.
أصيب الزوج خلال هذه الأعوام الأربعين بأمراضٍ عديدة وقد قدر الله له الشفاء ومنحه الصحة والعافية، لكنه مات هذه المرة دون أن يصاب بمرضٍ من أمراضه المعهودة. إي نعم مات الزوج بعد إصابته بأزمة قلبية حادةٍ وهذا ما أخبره الطبيب للزوجة المنتحبة بكاءًا والمعتصرة ألمًا بعد وفاة زوجها الذي شاطرها الحياة في هذا العالم واعتادت وجوده طوال هذه السنوات. بدأت الزوجة تحسب حساب الساعات القادمة وتعد الثواني والدقائق وهي تطيل النظر إلى وجه زوجها المبتسم حتى وهو ميت، وظلت تحكي له عن حرقة قلبها على ما أصابه وتعتذر له عما بدر منها يومًا في حقه. لم ترد الزوجة أن تخبر أهله بخبر وفاته وقامت تحضر لزوجها ملابسه الجميلة التي كان يحبها في الأعياد وغسلته بنفسها لكنها لم تكفنه بكفنٍ تقليدي وألبسته ثيابه الأنيقة ومشطت له شعره.
بعد ذلك، تذكرت الزوجة أنها لم تلتقط مع زوجها الكثير من الصور في حياتهما فعكفت تلتقط معه صورًا ومقاطع فيديو وكأنها توثق هذه اللحظات وتوصي العائلة بالدعاء لزوجها بالرحمة. وقد يكون توثيقها هذا لشيءٍ آخر في نفسها. كان الوقت يمر، ولم تمل زوجها من الجلوس مع زوجها ليومين فحملت نفسها فوق طاقتها وذاقت مزيدًا من الآلام والحزن دونما كلل أو ملل. لكنها زادت من معاناة نفسها حتى وهنت وبدأت تشعر بإعياءٍ شديدٍ فاتصلت بالعائلة ودعتهم إلى المنزل وأعلنت خبر وفاة زوجها وماتت بعدها لتكون جنازتهما واحدة. هذا فعلته بنفسها ويبدو أنها قد رضت بذلك وتمنته. فرحمهما الله رحمةً واسعةً وأسكنهما الجنة.
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات
ِِالمحمودي
03-29 19:32:42وكان أمر الله قدرًا مقدورا
ِِالمحمودي
03-30 09:05:34هكذا يكون الحب؟
ِِالمحمودي
03-29 19:33:29آمين آمين