لا يخفى على أحد منا ما يعيشه العالم الآن من انتشار فيروس كورونا، وخاصة مع دخول الموجة الثانية، وتحذير وزارة الصحة العالمية من تردي وسوء الوضع، وناشدت المواطنين بعد الخروج من المنزل، وما ترتب على ذلك كله، من تقليل الشركات والمطاعم عدد الموظفين لديها، فأصبح هؤلاء العمال، عاطلين عن العمل، ولكن وسط كل ذلك، يجب علينا أن نسعى، ونبحث عن عمل أي حل آخر، ولا نجلس مكتوفي الأيدي.
وهذا ما حدث مع بطل قصتنا اليوم " العم فتحي" يبلغ من العمر ٥٠ عاماً، يعمل باليومية تنظيف الأطباق في المطاعم، ولديه ثلاثة من الأبناء أكبرهم يبلغ من العمر ١٠ أعوام، فقد تزوج العم فتحي متأخراً، وكان العم فتحي رجلاً مكافحاً، فبعد أن انتشر فيروس كورونا، كان يذهب للعمل، ويمنع أولاده من الخرج خوفاً عليهم، وكان يضحي بحياته لاجلهم، وفي نهاية كل يوم كان يأتي بالطعام، وتقوم زوجته بطهيه ويجلسون معاً يتناولون الطعام، ويضحكون سوياً، في رضا وقناعة وحمد على حالهم.
ولكن بعد انتشار فيروس، وتفاقم الأزمة، اضطر صاحب المطعم الذي يعمل به الهم فتحي أن يسرب عدد من العاملين، ولسوء الحظ فإن العم فتحى كان من ضمن هؤلاء العمال الذي تم تسريحهم، شعر العم فتحي، بضيق وسواد، وحزن، فمن أين سيأتي لأولاده بطعام، لكنه سرعان ما سلم أمره إلى الله، ولذلك كان العم فتحتي في صباح كل يوم جديد، يذهب إلى المحلات، و يسألهم عما إذا كانوا بحاجة الى عامل يومي أم لا، لكنه كان يعمل يوماً ولا يعمل اسبوع، وقد كان أجرة اليومي، يكفيهم لمدة أسبوع، وهكذا يخرج العم فتحي إلى المحلات يبحث عن عمل وفي نهاية اليوم قد يرجع بأجره يومية أو بيد فارغة، ولكن لم يستطع العم فتحي أن يسدد إيجار الشقة التي يجلس بها، وطلب من صاحبها أن يعطيه مهله لمدة شهر، ومر الشهر لكن دون جديد.
وأثناء جلوس العم فتحي في شرفة الشقة، حزين ولا يعلم ماذا يفعل، و بالتأكيد سيطردهم صاحب الشقه منها، وأين سيذهبون، وأثناء ذلك سمع العم فتحي "آذان الفجر" فأسرع الخطى نحو المسجد، يشكي همه لربه، ويشكي ضعف الحال، ولكن عند خروجه من المسجد، القى عليه السلام احد الجيران ويدعى "سليم" وهو صديق مقرب للعم جاد ولكن لانشغال العم فتحي في همومه لم يسمعه فاقترب منه الجار سليم وسأل العم فتحي : ما الأمر ؟! فقال بكل حزن وحسرة : إن صاحب العمارة طلب مني أن أغادر الشقة لعدم قدرتي على دفع الإيجار فأنت تعلم وجود فيروس كورونا ، ووقف الحال، وأنا والله لا أملك المال، فقال له جاره سليم : لا تحزن يا صديقي سأسعى لتدبر الأمر إن شاء الله.
فعاد العم فتحي مستبشراً إلى المنزل، وطلب من زوجته وأولاده أن يجتمعوا لأمر هام، وعندما جلسوا اخبرهم أن يصلوا على الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمدة ساعة، بنية تفريج الكرب، حتى يفرج الله همنا، وبالفعل جلسوا جميعاً يصلون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي المساء، جاء اتصال هاتفي من الجار سليم يخبر العم فتحي بأنه قد وجد له مكان ومجانا، فهذا المكان الذي سيجلس به هو وقف لله أي يدفع صاحبه المال في سبيل أن يسكن فيه الفقراء مجاناً، بكى العم فتحي بشدة،هو وأولاده وسجدوا جميعهم سجده شكر لله عز وجل أما العم فتحي فولم يكن قادرا على الوقوف من سعادته، وطلب من الجار سليم أن يخبره بما حدث، وكيف سيسكن مجاناً للأبد.
فقال له الجار انتظرني في المنزل وسوف احكي لك ما حدث،. بالفعل لم يمض الكثير من الوقت حتى جاء الجار سليم، وقال له بعد أن وعدتك بأنني سأسعى لتدبر الأمر، جاءتني مكالمة هاتفية قبل صلاة العصر من صديق لي يسكن بعيداً عن قريتنا، ويخبرني بأنه مدعوا للطعام في قريتنا، وأنه اشتاق لي ويريد رويتي، ، فذهبت لاصلي معه، وبعد الانتهاء من الصلاة جلسنا نتسامر ، فإذا بي أجد صديقي يعرفني على صاحبه، فتبادلنا السلامات، ودار بيننا حوار طويل، وأثناء الحوار قال هذا الصاحب ؛ هل تعرف اسرة فقيرة لا تجد مأوى لها ؟! فقال صديقي لصاحبه : ولماذا تسأل ؟!.
فقال : أنا مسؤول عن وقف صغير نذره صاحبه لله تعالى و فيه 20 شقة وبالأمس خرج أحد المقيمين فيه بسبب تحسن ظروفه المادية واوضاعه، فقرر أن يتيح المكان لمن هو أحوج منه، وبدون أي مقدمات صرحت وقلت : عندي عندي عندي، أعطني رقم هاتفك وإياك ثم إياك أن تتصرف، فقال هذا الصاحب : لا عليك اعتبره تحت تصرفك، وعموما ، من ستأتي به، لن يدفع جنيه واحدا، لأنه وقف لله، وإلى الأبد، ثم وجه الجار سليم نظرة إلى العم فتحي وقال له أخبرني ماذا دعوت أو ماذا قولت لابد أنك فعلت شيئاً لله، فكافأك ، فقال له العم فتحي لقد اجتمعت أنا والأولاد واخذنا نصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ملحوظة القصة حقيقة لكني غيرت في أبطالها، والفائدة من القصة، لم يخب من صلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك إذا تعرضت لضيق أو كرب، بادر بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنية تفريج الكرب، وبإذن الله سيعطيك الله مرادك، وفي الختام اذا أتممت القراءة، فصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عشرا ولكم اجر الذكر ولي أجر التذكير، وجزاكم الله خير، واتمنى ان تنال القصة اعجابكم.
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
02-18 11:57:22روووو&
أسراءأحمد
02-18 11:57:13ربربوثو
أسراءأحمد
02-18 11:57:25نقنثنمثم