سألها زوجها يومًا عن شعورها لو تزوج عليها فوصفت له الأمر بالذبح، وقالت له إن الرجل الذي يتزوج على زوجته يذبحها ذبحًا ولا يجب أن يلوم زوجته على رد فعلها مهما كان. لم تكن الزوجة تعلم أن زوجها إنما كان يسألها تمهيدًا لإخبارها بأنه قد فعل، وظنت سؤاله لفهم مشكلة واجهته في عمله كطبيبٍ نفسيٍ يتعامل مع مشكلات اجتماعية ونفسية شتى. لكن الحقيقة أن الزوج قد عزم على الزواج بأخرى وعما قريب ستعلم بهذه الزيجة إما منه أو منه غيره أو بالإخطار الذي يبلغها بعقد زوجها على أخرى.

مرت أيام، وبالفعل شعرت الزوجة بالذبح بعدما وصلها إخطار يبلغها بأن زوجها قد أبرم عقد زواجه الثاني. وبعد أن أفاقت الزوجة من صدمتها بدأت تفكر في طلب الطلاق وقناعتها أنها لن تقبل بأن يكون لها ضرة ولن تأمن على نفسها مع رجلٍ لم يكتف بها وفكر مجرد تفكير في الارتباط بغيرها.

وفي تلك الأثناء، وبدون أي مقدمات دق جرس الباب ووجدت الزوجة أمامها امرأة مبتسمة وهادئة الصوت تستأذنها في الدخول. ولما سألتها الزوجة عن مسألتها وهويتها ومقصدها من الزيارة، قصت المرأة قصتها وأخبرتها أنها الزوجة الثانية لزوجها وأنها جاءت مستعدة لأي شيءٍ يصدر منها وتحترم انفعالاتها وتتفهم مشكلتها، فلما همت الزوجة الأولى بطردها وكيل الشتائم لها كشفت المرأة عن ساقها وأرتها أن لها ساقًا صناعية بسبب حادث تعرضت له وأنها كانت مريضة نفسية تتردد على عيادة زوجها لأنها كانت تعاني من اكتئاب شديد بسبب عزوف الناس عنها بسبب إعاقتها وأنها تحلم ككل البنات بالإنجاب. وأضافت الزوجة الثانية أن ذلك الطبيب تعاطف مع حالتها ولم يتزوجها لمالٍ أو لجمالٍ أو لغيره وإنما تزوج لتدينه ورغبته في أن يرضي ربه ويحل مشكلةً لله حتى لو غضب منه أهل الأرض. كنت أفكر في الانتحار، لكن زوجك أقنعني بالزواج منه فلما اعترضت لكونه متزوجًا قال لي إن زوجتي الأولى طيبة القلب وستتفهم الأمر، وجئتك اليوم لأرى هل تتقبلين الأمر وتتفهمينه كما قال أم كذب علي. أعجبت الزوجة الأولى بأدب الثانية وحكمتها التي بدت عليها وبعدما استمعت لها بقلبها وعقلها قامت واحتضنت ضرتها وسامحت زوجها.

Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )