بدأت الحكايه عندما أحببت شاب أثناء دراستى فى الجامعه ، وكان أيضا يبادلنى هذا الشاب نفس الاحساس ، لذلك كانت علاقه حب قويه استمرت لسنوات طويله ، وكان الطبيعى أن تنتهى هذه العلاقه بالزواج فى النهايه .
وبالفعل تزوجت هذا الشاب ولكن بعد معاناه كبيره من عائلتى ، حيث رفضت العائله هذا الارتباط فى البدايه ، نظرا لأن هذا الشاب كان فقير ، وأيضا ينتمى لعائله أقل ماديا بكثير من عائلتى ، ودخلت فى خلافات كبيره ونزاعات لايمكن وصفها بسبب هذا الزواج ، ولكن بعد معاناه كبيره وتهديدات كثيره منهم ، انتهى الأمر بالزواج فى النهايه .
ولكنى تزوجت وابتعدت عنى عائلتى نهائيا ، وأصبحت حياتى هى زوجى فقط ، فقد انسحب الجميع من حياتى ، بسبب أنهم كانوا يرون هذا الشاب أقل منهم فى المستوى الاجتماعى والمادى .
وبدأت حياتى الزوجيه ، كان زوجى هو الحبيب والصديق والاخ والسند والزوج أيضا ، كان هو بالنسبه لى كل شئ فى حياتى ، وكان دائما يحاول أن يسعدنى بكل الطرق ، وكانت اكبر أحلامه وطموحاته هو أن اظل سعيده دائما .
ولكن السعاده لم تستمر كثيرا فى حياتى ، حيث مر على الزواج شهر خلف الآخر وعام خلف الآخر بدون إنجاب ، أو أى شئ يدل على وجود حمل ، وبعد عمل فحوصات وتحاليل طبيه كثيره ، اكتشفت أننى لن انجب ابدا ، حيث أثبتت التحاليل أننى عاقر ، ولن استطيع الانجاب يوما !
لذلك تحولت حياتى إلى كابوس كبير ، فقد كانت كل أحلامى أن انجب يوما ، وكنت حزينه أيضا من اجل زوجى ، لانه من حقه أن يكون له اطفال ، ولكن كان زوجى هو المثال الحقيقى للحب الصادق ، حيث لم يؤثر معه هذا الأمر ابدا فى حياتنا الزوجيه .
بل كان دائما هو السند والحب والدعم فى كل الاوقات ، حتى عندما طلبت منه أن يتزوج مره اخرى ، رفض هذا الأمر بشده ، وقال أننى زوجته وابنته وحبيبته أيضا .
ومرت الايام سريعا ، وكنت فى بعض الأوقات أشعر بالحزن بسبب مافلعته لزوجى ، ولكنه كان عندما يعلم حزنى كان دائما يجعلنى سعيده بكلماته وابتسامته الهادئه الجميله .
وبعد مرور خمس سنوات من الزواج ، عرض على زوجى أن أسافر معه للخارج ، لانه يمتلك عقد عمل هناك بمقابل مادى كبير ، ووافقت سريعا حيث أنها فرصه جديده لحياه جديده فى مجتمع آخر ، خاصه أننى بعيده عن اهلى وليس لى اصدقاء كثيره .
وسافرت مع زوجى بالفعل ، وبدأت رحله جديده من حياتى كنت فيها أكثر سعاده مع زوجى ، ومرت الايام وانا كل يوم اتعلم شيئا جديد فى حياتى .
وكانت تمر الايام بيننا فى سعاده وانسجام وتفاهم ، ولكن كان الشئ الوحيد الذى ينقص حياتى هو وجود الأبناء فيها ، ولكن كان زوجى يحاول دائما أن لايجعلنى أشعر بوجود اى نقص فى حياتى .
وبعد مرور ثلاث سنوات من السفر طلب منى زوجى أن نعود فى اجازه قصيره لكى يطمئن على أهله ، وعدت مع زوجى ، وأثناء الاجازه طلب منى زوجى أن أذهب إلى عائلتى من أجل الاطمئنان عليهم ، بعد قطيعه بيننا استمرت لسنوات طويله .
وبالفعل ذهبت إليهم وكنت احمل فى قلبي اشتياق كبير لهم ، وكانت مقابله والدتى جيده للغايه وكان اللقاء عباره عن اشتياق كبير بيننا ، وعلمت أن اختى الصغيره تزوجت منذ سنوات ، وإن أبناء اختى الكبيره كبروا فى العمر كثيرا ، علمت اشياء كثيره تغيرت فى حياتهم .
وهم أيضا كانوا سعداء كثيرا بوجودى معهم ، وكانت مفاجئتهم اكبر عندما علموا أننى اعيش فى وضع مادى جيد للغايه ، واننى اسافر مع زوجى للخارج ، والغريب أننى علمت أنهم يعرفون عنى الكثير من الأشياء ، ويعلمون أيضا موضوع الاطفال ، وشعرت أنهم يشفقون على وضعى كثيرا .
لذلك عدت سريعا الى زوجى وطلبت منه أن نسافر سريعا ، لاننى شعرت بالاختناق المفاجئ ، وبالفعل سافرت مع زوجى ولكن هذه المره كان سفر لسنوات طويله ، حتى استمر إلى خمسه عشر سنه متواصله فى السفر .
ولكن بعد كل هذه الفتره حدثت كارثه غيرت مجرى حياتى للأبد ، حيث توفى زوجى فجاه أثناء العمل !! وكان فقدانه بمثابه كارثه عظيمه فى حياتى ، فقد كان هو كل مااملك فى الحياه .
وبعد وفاه زوجى عدت مع جثمانه إلى البلد لكى يتم دفنه هناك كما أوصى ، واضطررت إلى العوده مره اخرى إلى منزلنا القديم للاقامه ماتبقى فى حياتى بجانب قبر زوجى .
ومرت الايام فى حزن وصعوبه وكانت الوحده قاتله ، خاصه اننى فقدت زوجى ،. وأيضا كانت رحلت والدتى ولم يتبقي لى سوى اخوتى ، وكانت كل وحده منهم منشغله فى حياتها ، وتعتبر كانت الأقرب إلى هى اختى الكبيره التى كانت كل فتره تأتى مع ابنها الكبير لزيارتى ثم تذهب .
وفى يوم من الايام استيقظت فى الصباح اكتشفت أن النافذه مكسوره ، وعلمت أن هناك لص دخل المنزل ، واكتشفت أن هناك مبلغ مالى قد سرقه اللص من غرفتى !
وكنت حزينه للغايه ، ولكنى لا اعلم شيئا أو من الفاعل ، نظرا لأننى كنت بعيده عن المنزل لسنوات طويله ، وكل مافعلته أننى غيرت النافذه ، وجعلت كل المخارج اقوى بكثير من السابق .
ولكن بعد مرور يومين اكتشفت أن بعض المصوغات الذهبيه سرقت من غرفه نومى !! وأبلغت الشرطه فى هذه المره ، ولكن الغريب أن التحقيقات لم تثبت شئ بسبب أن كل النوافذ كانت جيده .
ولكن السرقه تكررت مره اخرى وسرق مبلغ من آخر من غرفتى ، وأدركت لحظتها أن السارق لاياتى من النافذه ولكن من باب المنزل ، وترقبت فى الليالى التاليه اللص الذى يأتى من باب المنزل .
وكان تفكيرى صحيح حيث اتى اللص فى إحدى الليالى ، وشاهدته يفتح باب المنزل لحظتها اتصلت سريعا بالشرطه واخبرتهم أن هناك لص فى منزلى ، وكنت فى حاله رعب وخوف كبير ، خاصه أننى وحيده وليس معى أحد ، ودخل اللص إلى غرفه نومى وتظاهرت بالنوم ، وبدأ يفتش فى الإدراج وفى كل شئ ، حتى عثر على بعض الأموال وبعض الاشياء الثمينه ، وقبل خروجه تفاجئ بالشرطه على رأسه أمام باب المنزل .
وكانت المفاجئه صادمه عندما علمت أن اللص هو ابن اختى الكبيره !!
كانت لحظه صمت قاتله ، وكيف يكون تفسير هذا ، خاصه عندما علمت أن اختى لاتعلم شئ عن هذا التصرف الجنونى ، وأخذت اختى فى اليوم التالى وتنازلت عن الشكوى حفاظا على مستقبله ، وبدأت عمليه التربيه والتقويم من اول وجديد وكنت أنا من اتولى هذا الأمر ، حتى استطاعت بعد سنوات قليله أن اجعله ابن صالح المجتمع والاسره ، وعندما قرر الزواج ، جلب زوجته وتزوج معى فى المنزل ، وكنت فى ذلك الوقت اقتربت من عمر الخمسين عاما .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات