بدأت حكايتى عندما كنت فتاه فى عمر العشرين عاما ، وربما كنت فى ذلك الوقت اختلف عن اى فتاه اخرى فى نفس هذا العمر ، حيث بالرغم من صغر سنى ولكنى كنت اشارك والدى ووالدتى فى تحمل المسؤوليه نظرا ، لاننى الابنه الكبيره لهم ، وأيضا بسبب حاله الفقر الشديده التى كنا نعيش فيها .
ومرت الايام حتى جاء إلى منزلنا شاب وطلب يدى للزواج ، وكان أيضا هذا الشاب حالته الماديه لاتختلف عنا كثيرا ، وبالرغم من أننى كنت احلم يوما ، أن أتزوج من شخص يستطيع أن يحقق لى كل أحلامى ، ولكنى وافقت على هذا الزواج ، حيث شعرت باارتياح كبير تجاه هذا الشاب .
وبالفعل تم الارتباط سريعا ، وبالرغم من صعوبه الحاله الماديه للطرفين ، ولكن كانت الأمور كلها سهله وبسيطه بدون تعقيدات أو صعوبات .
ولذلك لم تستمر فتره الخطوبه كثيرا ، وتم الزواج بعد فتره قصيره ، لتبدأ رحله جديده من حياتى ، فى الحياه الزوجيه وماتحمله لى من مفاجئات .
وبدأت الحياه مع زوجى فى استقرار وهدوء ، وبالرغم من حياه الفقر والاحتياج التى كانت فى حياتنا ، ولكنها كانت سعيده وكان زوجى يهتم بى ويسعى دائما لسعادتى .
ومرت الايام على هذا الوضع ، حتى أنجبت طفلنا الاول ، والذى كانت سعادتنا به كبيره ، وفى نفس الوقت أصبحت المسؤوليه اكبر ، ولذلك كان زوجى يعمل بجهد كبير ، لتوفير حياه كريمه لنا .
وأثناء عمله عرض عليه العمل فى مكان آخر يبعد عن المكان الذى نسكن به ، فكان يذهب إلى العمل ويبتعد عنا لفتره طويله فى بعض الأحيان كانت تصل إلى الشهر ، وكنت أنا دائما احاول على قدر المستطاع أن اوفر المال ، من أجل زوجى .
ومرت الشهور حتى أنجبت الطفل الثانى ، وأصبحت المسؤوليه اكبر ، وكان زوجى كل أحلامه فى الحياه أن يجعلنا سعداء ، ولكن لم تسير الحياه كما كان يتمنى .
حيث فى يوم من الايام جاء صاحب المنزل ، وطلب ذياده فى الايجار ، وكان المبلغ اكبر من العاده والطبيعى ، وحاول زوجى معه كثيرا ، ولكنه كان مصمم على ذلك .
ولم يكن هناك حل سوف الموافقه على طلبه ، ولكن فى نفس اليوم تحدثت مع زوجى وطلبت منه أن نشترى منزل بدلا عن الايجار ، واخبرته أننى ادخرت مبلغ صغير من المال ، وإن نستيطع توفير مبلغ اخر عن طريق الاقتراض من اى شخص يعرفنا ، وقد اقترض مبلغ أيضا من والدى إذا استطاع توفير ذلك .
وبالفعل كانت فكره جيده ، واستطاع زوجى أن يقترض مبلغ من عمله وابى اعطانى مبلغ أيضا ، وكنا نحاول بقدر الإمكان جمع مبلغ من المال نستطيع من خلاله شراء منزل لنا ، حتى لو صغير .
وبدأت محاولات البحث عن منزل مناسب ،ولكن كانت الأمور صعبه للغايه ، حيث كانت اسعار المنازل كلها مرتفعه ، وبعيده تماما عن المبلغ الذى بحوذتنا .
وبعد رحله بحث طويله ، استطاع زوجى ان يعثر لنا على منزل ، ولكن كان المنزل قديم للغايه ، واخبرنا أحد الوسطاء أن المنزل مهجور منذ عشرات السنوات ، حيث أصحابه سافروا إلى الخارج بعد وفاه والدهم ، وتم بيع المنزل أكثر من مره ، ولكن لم يسكن به أحد .
وكان سعر المنزل قريب من المبلغ الذى معنا ، لذلك تم توقيع العقود ، واستلمنا المنزل ، ولكن لم يكن معنا اى مال لتجهيز المنزل من أجل المعيشه ،ومع ذلك كان لابد أن نتحمل قليلا من الوقت حتى نستطيع تجهيزه .
وبعد مرور يومين انتقلنا للسكن فيه وهو على حالته ، وكنا نحاول التعايش معه ، وبالطبع كنا سعداء للغايه ، لأننا فى النهايه فى منزلنا .
ولكن بعد مرور خمس شهور فقط من السكن فى المنزل ، تعرض زوجى لمرض خطير ، جعله فى الفراش لايقدر على الحركه ، ونظرا للحاله الماديه الصعبه لم أستطيع الاعتناء به ، لذلك سائت حالته كثيرا ، ولم يستمر الأمر كثيرا ، حيث انتهى بالوفاه !!
وكانت اسوء لحظات العمر عندما ذهب زوجى وتركنى وحيده أواجه الحياه القاسيه بمفردى ، ولكن لايوجد شئ افعله سوى تقبل القدر بكل مافيه .
وبعد وفاه زوجى كنت أحاول التعايش مع الوضع الجديد ، وافكر كيف تستمر الحياه حيث كان هو مصدر دخلنا الوحيد ، ولكن الشركه التى كان يعمل بها زوجى قبل وفاته ، كانت تعلم ظروفنا الماديه جيدا ، لذلك صرفت لنا مبلغ من المال لكى نستعين به على ظروف الحياه وكان ذلك بعد وفاه زوجى بشهر .
وكان أول شئ فعلته هو تجهيز غرفه النوم فى المنزل ، حتى تصبح صالحه للمعيشه ، لأنها كانت غير ادميه ، وبالفعل بدأت العمل بها ، وكنت اعمل كل شئ بنفسي توفيرا للنفقات .
واثناء العمل ، نقلت السرير الذى كنا ننام عليه وكنت وضعته بشكل مؤقت فى هذا المكان ، نقلت لكى اجدد الارضيه من تحته ، ولكن أثناء نزع الارضيه القديمه ، وجدت باب حديدى فى الارض !!
كانت مفاجئه بالنسبه لى ، ولم افهم ماهذا ، ولذلك قررت رفع الباب الحديدى عن الأرض ، ولكن كان الأمر صعب للغايه ، وحاولت مرارا وتكرارا ، حتى استطاعت رفع الباب الحديد .
وعندما فتحت الباب كانت الصدمه مدويه ، حيث وجدت سرداب صغير ، وعندما وجهت الاضاءه فيه ، وجدت مبلغ كبير من المال !! بالاضافه الى وجود بعض القطع الذهبيه !!
شعرت أننى سقطت فى كنز كبير ، أو أننى احلم وإن هذا ليس واقع ابدا ، ولكن كان الأمر حقيقى ، وكان كل شئ واقعى للغايه .
ولكن كان السؤال الذى يتبادر إلى ذهنى لمن يعود هذا المال ، لذلك من اليوم التالى بدأت رحله البحث عن أصحاب المنزل الأصليين ، ولكن بعد رحله بحث طويله اكتشفت أن صاحب المنزل الحقيقى قد توفى منذ فتره كبيره ، وإن زوجته باعت المنزل بعد وفاته ، وبعدها توفيت أيضا ، وإن المنزل تم بيعه أكثر من خمس مرات ، والغريب أنه فى كل مره لم يسكن به أحد ، حتى وصل المنزل الينا .
وتغيرت حياتنا للابد انا واطفالى ، وكان أول شئ فعلته أننى أنشأت مقر للأيتام والمساكين ، وفعلت كثير من المشاريع الخيريه ، وربما كان ذلك هو العوض الجميل .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات