صرخات السيدات نسمعها كل يوم، وكل ساعة، فهي لا تتوقف، فحولنا كل يوم الكثيرُ من القصص المؤلمة لمُمارسات تتعرض لها المرأة في كل مكان على أرض مصر، ما بين عنف يُمارسه الرجل ضدها، سواء كان زوج أو أخ أو زوج أم، يصل إلى حد الإعتداء اللفظي والجسدي وربما الجنسي.
كما أن هناك قيود يفرضها المجتمع في بضع المجتمعات والثقافات على المرأة تمنعها من ممارسة حياتها الطبيعية مثل التعليم، والعمل، والسفر، وغيرها، ولكها أوضاع لا يطيقها السيدات وتتمنى كل واحدة أن تنتهي.
صرخة الأنثى لا تنتهي !
25 نوفمبر كل عام، هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو يمثلُ فرصة ذهبية لتسليط الضوء على أوضاع السيدات حول العالم، والإستماعُ إلى قصصهن، والتعرف على أوضاعهن، والعمل على حل المُشكلات، وتذليل الصُعوبات التي تواجه المرأة حول العالم، والتي يتسبب بها الرجل، وثقافة المجتمع التي تنتقص من حق المرأة وتقيدها كثيراً.
قهر السيدات.. قصص من الواقع
بسؤال السيدة أ.م (37 سنة) عن أوجه العنف التي تعرضت له، قالت أنها تزوجت في سن صغيرة، وكان نتيجة هذا الزواج طفلين في أقل من 3 أعوام، وبعدها تحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، فالزوج يضربها كثيراً دون مراعاة لشخصيتها أو إنسانيتها، وبدأ سلوكه يتغير، هي واثقة أن هناك إمرأة أخرى في حياته، ولكنها لا تستطيع أن تنطق، فلا تملك جرأة العودة إلى منزل والدها، لتحمل لقب "مطلقة" وهو لقب ثقيل على ضهرها، مع مسئولية طفلين في عمر الزهور، ستتحمل عنفه حتى تستمر الحياة.
أما السيدة ع.ن (50 سنة) فهي تعمل في الخدمة في المنازل بالمناطق الراقية، وتنطلق في رحلة الشقاء كل يوم من منزلها بالحي الشعبي، تاركة زوجها نائماً ينتظر عودتها ليخطف منها جزء من المال الذي حصلت عليه، ليتعاطى المخدر الذي يدمنه، والذي كان سبباً في ترك عمله بإحدى الورش والاعتماد عليها في الكسب وقوت العيش، وهو لا يعمل، ولكنه لا يسمح لها بالتوقف عن العمل فهي مصدر الدخل، وكثيراً ما يضربها إذا امتنعت عن اعطاءه النقود ويتهمها أنها تخفي عنه بقية الدخل، وهي مضطرة إلى استكمال الحياة رغم هذا الوضع غير المنطقي.
بالأرقام.. أوضاع المرأة صعبة
وفق أرقام "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء" فإن 34% من السيدات اللاتي سبق لهن الزواج، تعرضن لعنف بدني أو جنسي من قبل الأزواج، وتم زواج أكثر من ربع السيدات المصريات تحت سن 18 عام، بنسبة تصل إلى 27.4%، كما تعرضت 90% من السيدات للختان، وهي جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون وتعد انتهاك كبير للأنثى، وصدمة تلازمها ولا تتخلص منها طيلة حياتها.
أما موقع هيئة الأمم المتحدة فيؤكد أن واحدة من كل ثلاث سيدات في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي على الأقل لمرة بحياتهن، كما تعرضت للتحرش 200 مليون فتاة حول العالم قبل بلوغهن سن الخامسة، وتلك الأرقام المرعبة تشير إلى أن المرأة حول العالم تعيش أجواء صعبة وظروف مؤلمة وتحتاج إلى دعم أكبر من الحكومات من خلال تشريعات صارمة تعيد لهن الحقوق والمنع بصورة قاطعة أية محاولة للتعدي عليهن.
هل تعرف سيدات تعرضن للعنف ؟ .. شارك قصصهن في التعليقات ..
Content created and supplied by: موجة (via Opera News )
تعليقات