كان شابا شديد الطباع راى في نموذج سي السيد الذي شاهده في التليفزيون كثيرا تعويضا لما عانى منه ، وأنه النموذج الأفضل لكي يحكم القبضة على بيته .
وائل حينما كان شاب ظل متأخرا في الزواج حتى سن 35 عاما ، يريد أن يبحث عن نموذج لفتاة "مغمضة" ليست لها تجارب من قبل ، وكان كلما اقترب من فتاة ووافقت على القرب منه والخروج منها ، كرهها وبعد عنها .
ولم تكن الحالة التي عاشها وائل وليدة الفراغ ، فقد عانى معاناة كبيرة في صغره ، فقد كان والده ضعيف الشخصية أمام والدته ، ما جعلها المتحكمة الاولى والأخيرة في البيت ، تفرض على البيت آرائها وكانت تقيم السهرات في المنزل ، وجريئة في تعاملها مع الآخرين .
وكان أبو وائل قليل الحيلة ، خاصة أنه لم يكن المنفق الأساسي على المنزل ، فقد كانت هي صاحبة المال والتي تنفق على المنزل ، واختارت زوجها ليكون مجرد واجهة لها ، حتى إنها لم تحب وائل قط ، وترى في إنجابه غلطة غير مقصودة .
تربى وائل في هذا الجو الكريه فخرجت العقد على السطح في شبابه ، كارها أمه وسلطتها وعدم حبها له ، وكارها لضعف والده . ورغم أن الأقرب في هذه الحالات هي الإضراب عن الزواج ، لكن وائل كان مصرا على الزواج لكنه متأخرا بسبب بحثه عن النموذج الأكمل .
وفي يوم من الأيام جاءت شابة جميلة إلى المصنع الذي يعمل فيه وائل مشرفا ، راى فيها النموذج الأكمل خاصة أن حاول الاقتراب منها وطلب منها موعدا فنهرته .
أخيرا أحس وائل أنه وجد ضآلته ، وأنها هذه الفتاة ستكون طوع يده بعد الزواج ، ويتحكم في البيت .
منذ اليوم الأول بدأ وائل يمارس سلطته على الشابة الجميلة المطعية دون أي مبرر سوى الإحساس بالقوة والسيطرة ، وكانت الفتاة توافق رغبة في أن ترضيه ، وبدلا من أن يكافئها حين رأها نموذج غير أمه ، فإنه استمر في هذه السلطة .
أنجب منها ولدا وبنتا ، واستمر في ممارسة السلطة عليهما ، كان مجرد دخوله البيت يثير الرعب في نفوسهم ، ما تسبب في مرض الأولاد وتراجع مستواهم في المدرسة . لم يهتم بكل التوسلات من الأم ولا تدخلات الأقارب والأصدقاء ، كان يشعر بالنشوة أنه لم يكن مثل نموذج والده ، وأن زوجته ضعيفة أمامه وليست مثل أمه .
لكن الولد الأكبر بمجرد أن حملته قدماه وبدأ يخرج للعالم سرعان ما انقلب على الأب ، وبدأت المشاجرات بينهما ، حتى خرج ذات يوم ولم يعد ، بعد تعرف على شلة جرته لطريق المخدرات والسهرات .
أما الفتاة فقد أصبحت تكره كل الرجال ، وتكررت معاناة الأب لكن بشكل عكسي مع ابنته . كان أمام وائل فرصة ذهبية لكي يقيم أسرة جيدة تحب بعضها البعض ، خاصة أن الله عوضه بزوجة تحبه وتطعيه ، لكن عقده انتصرت عليه ، فخرب حياته للأبد وخرب حياة ابنائه من بعده .
فهل ترى أن وائل شخص ظالم أم أن ظروفه هي من فعلت فيه ذلك ؟
Content created and supplied by: صميدةمهران (via Opera News )
تعليقات