بدأت الحكايه عندما كنت تزوجت من ابن عمى بعد قصه حب كبيره بيننا ، بدأت منذ عمر الطفوله وانتهت بالزواج .
ومنذ بدايه حياتنا الزوجيه معا ، كانت الايام تسير بيننا فى حب وتفاهم واهتمام ، وفى أصعب الأوقات كان زوجى هو السند والأمان ، وكنت دائما أسعى بكل الطرق أن أكون له الزوجه المثاليه فى كل شئ .
ومرت الايام بيننا ، حتى قرر زوجى السفر للخارج للعمل هناك ، وبالرغم من صعوبه إبتعاده عنى ، ولكن كان لابد من دعمه ومساندته فى قراره .
وبالفعل بعد أيام قليله ، سافر زوجى للخارج ، وكنت فى هذا الوقت حامل فى طفلنا الاول ، وكانت الايام صعبه للغايه ، من حيث الوحده فى غيابه وأيضا الظروف الصحيه بسبب الحمل كانت لاتساعدنى كثيرا ، ولكن لايوجد حل سوف التعايش مع الأمر حتى يعود زوجى .
ومرت الشهور سريعا وانجبت طفل جميل ، وربما كانت هى أكثر اللحظات سعاده ، وبعد ولادتى أصبحت الحياه أكثر سعاده ، وأصبح معى طفل فى المنزل اهتم به وربما أتحدث معه فى بعض الأحيان ، مع أنه لا يفهم حديثى ولكنها كانت الطريقه الوحيده لتضييع الوقت فى غياب زوجى الحبيب .
وبعد مرور ثلاث سنوات متواصله عاد زوجى من السفر ، وكانت سعادتنا كبيره بوجوده ، ولكن الشئ المحزن فى الأمر أن الاجازه كانت قصيره للغايه حيث قضى معنا شهرين فقط ، وسافر مره اخرى للعمل .
وبعد سفره اكتشفت أننى حامل مره اخرى ، وكان زوجى سعيد بهذا الخبر ، ولذلك قال إنه عندما يعود لن يسافر مره اخرى ، وسوف يستقر معنا هنا .
ومرت الايام سريعا ، وكانت والدتى تأتى لى بااستمرار لكى تساعدنا فى رعايه الطفل الطفل الصغير ، خاصه أننى فى فتره الحمل .
وبعد مرور عده شهور تمت الولاده على خير ، وانجبت طفل آخر ، وأصبحت عائلتى اكبر واكبر ، وكنت سعيده أكثر بوجود اطفالى معى ، وكان زوجى يسعى بكل جهد لكى يعود الينا من جديد .
ومرت الايام والشهور وأصبحت سنوات ، وزوجى لم يعود ، وكان فى كل اتصال بيننا يطلب منى التحمل أكثر ، وأنه سوف يعود قريبا ولكنه يريد أن يدخر اكبر قدر من المال قبل عودته لكى يستطيع عمل مشروع خاص ولايحتاج إلى السفر مره اخرى .
ومرت سنه خلف الأخرى ، حتى اقتربنا من السنه الخامسه فى غياب زوجى ، وكانت الاطفال تكبر يوما بعد يوم ، حتى أن ابنى الثانى لم يرى أبيه منذ ولادته سوى فى الصور فقط .
وكانت الايام تمر والوحده قاتله فى غياب زوجى ، وكنت حزينه بسبب ضياع العمر بهذه الطريقه ، ولكن بالرغم من حزنى كنت أخشي الضغط على زوجى أكثر ، لاننى اعلم ما يعانيه فى العمل من جهد .
ولكن يبدو أن الحياه لا تسير كما نتمنى دائما ، حيث فى يوم من الايام جاء لى اتصال هاتفى من الشركه التى يعمل بها زوجى ، ليخبرنى أحد الأشخاص أن زوجى توفى أثر ازمه قلبيه حاده !
كان خبر صادم لم اتحمله وفقدت الوعى بسببه ، وبعد عدة ساعات عاد لى الوعى فى المستسفى وكان بجانبى والدتى وبعض الأطباء ، واخبرتنى والدتى أن الخبر صحيح ، ولابد من التحمل لانه القدر ، ولايستطيع أحد تغييره ابدا .
وبعد مرور عده ايام عاد جسد زوجى من الخارج ، وتم الدفن وسط مشاعر لايمكن وصفها ابدا ، فقد كنت لحظتها مجرد دميه تتحرك فقط .
ومرت الايام بعد وفاه زوجى فى حزن شديد ، وبعد مرور عدة أيام جاء لى مندوب من الشركه التى كان يعمل زوجى ، واعطانى مستحقات زوجى الماليه ، وأيضا مكافئه من الشركه ، وقال إن أصحاب الشركه أرسلوا هذا المبلغ من أجلكم ، لأن زوجى كان انسان مثالى من حيث الشرف والأمانة والاجتهاد .
وبدأت رحله جديده فى حياتى وسط معاناه شديده ، وربما كانت الوحده ليست شئ جديد بالنسبه لى ، ولكن كنت فى السابق اتحمل وانتظر عوده زوجى ، ولكن الآن أصبحت الوحده دائمه .
ومرت عدة شهور فى محاوله منى للتعايش وتقبل الأمر ، والاعتياد على الوضع الجديد ، ولكن والدتى طلبت منى أن أذهب واسكن معهم ، حتى لا أظل وحيده فى منزلى مع الاطفال .
وكانت فكره جيده ، وانتقلت مع اطفالى إلى منزل عائلتى ، وكان منزل العائله كبير وبعد وفاه أبى كان لايوجد به سوى والدتى واخى الصغير ، الذى كان يدرس وقتها فى كليه العلوم .
وكانت حياتى مع عائلتى أكثر هدوءا وكان والدتى واخى يهتمون بى كثيرا ، ولكن يبدو أن القدر كان يريد لى فى هذا المنزل حكايه اخرى .
حيث فى يوم من الايام شعرت ببعض الصداع فى رأسي ، وسئلت اخى عن وجود أى مسكن لهذا الالم الشديد ، وبعد وقت قصير جاء اخى واعطانى دواء مسكن وكانت نتيجته جيده .
وبعد مرور عدة أيام ، جاء اخى إلى غرفتى وقدم لى مشروب ساخن ، وقال إن الجو بارد وهذا المشروب سوف يساعد على تحمل تدفئه الجسم .
ولكن بعدما شربت هذا المشروب ، شعرت بسعاده كبيره ، وكان جسدى يريد الجرى والمرح ، وكانت حالتى النفسيه مرتفعه للغايه ، وكانت المره الاولى من بعد وفاه زوجى التى اضحك فيها بلا توقف وبدون سبب ، وكنت لا اعلم ماهو السر فى هذه الحاله الغريبه التى اصابتنى .
ولكن فى اليوم التالى " شعرت بألم شديد فى جسدى وكنت فى حاله إكتئاب حاد ، ولا اعلم ماهو السر فى هذا التحول الغريب الذى يحدث لى ، ولكن فى نهايه اليوم جاء اخى واعطانى طبق من الحلوى ، وكنت رافضه أن اتناول اى شئ ، ولكنه أصر على ذلك وقال انه هذا الطعام سوف يساعدنى كثيرا !
وبالفعل تناولت الطعام ، وبعد دقائق بسيطه بدأت حالتى تتغير كثيرا ، وشعرت بنفس الشعور السابق بالسعاده البالغه والمرح الشديد ، وكان جسدى فى حاله استرخاء تام ، وربما كنت أشعر لحظتها أننى اسعد انسانه فى الكون .
وبدأ الأمر يتكرر كثيرا مع اخى ، فقد كان كل يوم يعود من الكليه ويعطينى بعض الاطعمه ، وكانت بعدها حالتى النفسيه والجسدية تتغير كثيرا ، حتى أصبحت انتظر عوده اخى كل يوم بفارغ الصبر .
وفى يوم من الايام اعطانى اخى الطعام الذى يحضره بيده ، وبعد مرور ساعه جاء إلى غرفتى وطلب منى مبلغ من المال على سبيل الاقتراض ، ولكنى ابتسمت له واعطيته مبلغ اكبر مما طلب .
وبدأ الأمر يتكرر كثيرا ، وكنت لا أرفض اى طلب لأخى فى سبيل أن اتناول المشروب أو الطعام الذى يعطيه لى بصفه شبه يوميه ، وعندما كنت اسئله عن سر سعادتى فيما اتناوله ، كان يقول إنه يريد سعادتى فقط وهذا هو الأهم ، وكان بتهرب دائما من السؤال .
ومرت الايام ، وكان اخى لا يتوقف عن طلب المال ، حتى ذات مره طلب مبلغ كبير من المال ، لكى يشترى سياره ، والغريب أننى أعطيته المال بدون تفكير ، وكانت طلباته كلها تنفذ .
ولكن والدتى فى اليوم التالى غضبت كثيرا من تصرفى هذا عندما علمت انى اخى اشترى سياره جديده ، ودخلت معى فى حاله خلاف كبير ، وقالت ان هذا المال هو ملك أبنائي ولايحق لى التصرف فيه .
وربما كانت والدتى لاتعلم شيئا عن المال السابق الذى اخذه اخى من بااستمرار ، وكانت السياره هى بدايه المشاكل .
والخلاف مع والدتى هو ماجعلنى اعود الى وعى واحاول التركيز فيما يحدث لى ، وقررت التوقف عن مااتناوله ، ولكنى قررت فهم مايحدث اولا .
وبعد مرور يومين راقبت اخى وهو فى المطبخ يعد لى مشروب ، ورأيته وهو يضع لى دواء فى هذا المشروب ، لحظتها دخلت عليه وواجهته ، وطلبت منه اعطائي هذا الدواء ، وعندما ارتفع صوتى جاءت والدتى واستمعت لما يحدث .
وبعد مشادات كثيره كان اخى فى حاله ارتباك شديد ، ولكن فى النهايه اخذت منه الدواء واتصلت على أحد الأطباء للاستفسار عنه ، ولكن الطبيب لم يستطيع تحديد نوع هذا الدواء وطلب اجراء عليه بعض الاختبارات فى المعمل .
وبعد مرور ثلاثه ايام كانت حالتى صعبه للغايه ، وبدأت أشعر بألم شديد فى جسدى ، وكنت أريد تناول هذا الدواء ، واخذتنى والدتى إلى المستشفى سريعا ، وهناك أخبرنا الأطباء أن جسدى به نسبه كبيره من المخدر !!
وبعد مرور يوم فى المستشفى ، جاء الطبيب وقال إن نتيجه العينه ظهرت ، وإن هذا الدواء هو تركيبه دوائيه خطره ، حيث مفعولها فى الجسد يشبه مفعول المخدر !
وبدأت رحله علاج طويله فى محاوله للتعافى والعوده من جديد ، ولكن والدتى فى هذه الأثناء لم تستلم للأمر الواقع ، بل قامت بالابلاغ عن اخى لانه استغل تعليمه فى أذيه الغير .
وتم القبض عليه ، ولكنى بعدما تعافيت من هذا المرض ، ذهبت إلى التحقيقات وتنازلت عن الشكوى حرصا على مستقبله ، وعاد اخى ولكنه عاد هذه المره نادما على ماحدث ، وربما كان هذا الدرس هو الشئ الأصعب فى حياتى وفى حياه العائله كلها
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات
mohamed-mahfoz
02-02 21:37:06للاسف اقرب الناس لنا بتعمل كده