بدأت الحكايه عندما انتهت الثانويه العامه ، وكانت طموحاتى كلها هى الالتحاق بكليه الهندسه ، وعندما ظهرت النتيجه لم احصل على المجموع الذى كنت أتمناه ، ومع ذلك استطاعت الالتحاق بكليه الهندسه ولكن كانت فى احدى الاقاليم البعيده عن المدينه التى اسكن بها .
ومع ذلك كان الهدف الذى أسعى من أجله اكبر من اى شئ آخر ، وكان لابد من تحمل تلك المشقه من أجل تحقيق الحلم الكبير .
ومرت الايام على هذا الوضع ، وكنت اذهب الى الكليه بالقطار كل شهر واستمر هناك فى سكن قريب من الكليه ، وبعد مرور الشهر كنت اعود مره اخرى الى مدينتى .
واستمر الوضع هكذا ، وكلما عبرت مرحله دراسيه كنت أنظر للمرحله الأخرى ، ولكن فى يوم من الايام تغيرت اشياء كثيره فى حياتى ، وتغيرت معها نظرتى للحياه .
حيث كنت عائد من الكليه الى المدينه التى اسكن ، وكنت فى القطار احاول تضييع الوقت على قدر الامكان ، ولذلك اخذت إحدى المجالات الترفيهيه من أجل التسليه وتضيع الوقت أثناء الطريق ، ولكن بعد مرور وقت قليل ، قاطعتنى سيده عجوز ، وجلست بجانبى ، ولكن الغريب أنها بدأت تتحدث معى وكأنها تعرفنى منذ زمن بعيد .
وانا لكى لا اسبب لها اى احراج كنت اتبادل معها الحديث ، بالرغم من حاله الملل التى اصابتنى ، ولذلك كنت انتظر ان يصل القطار إلى محطتى بفارغ الصبر .
وبعد مرور ساعتين تقريبا ، صرخت السيده العجوز فجأة ثم استمر صراخها أكثر وأكثر ، لدرجه انها أصابت كل من فى القطار بالذهول من كثره صراخها ، وحاولت معرفه ماذا يحدث وتهدئتها ، اشارت بيدها على رجل يجلس بعيدا عنا فى نفس عربه القطار ، وقالت إن هذا الرجل كان منذ عشر سنوات ، كيف يكون حى ويركب معنا القطار ، وحاولنا تهدئه هذه السيده ، وظن الجميع أنها حاله نفسيه قد تكون بسبب عامل السن ، ولكن كان لدى هذه المرأه العجوز تصميم كبير ، أن هذا الشخص ميت !! ولكن الغريب فى الأمر أن كل الركاب كانوا فى حاله هلع كبير ، ولكن هذا الشخص لم يحرك ساكنا ، حتى أنه لم يتحرك من مكانه وكأنه لايستمع لنا ، ولذلك اخذنى الفضول وذهبت للحديث معه ، لعل عندما ياتى إلى هذه السيده قد تدرك خطأها وتهدأ روعتها .
وبالفعل ذهبت إلى هذا الشخص وكان يبدو أن سمعه ضعيف ، لاننى تحدثت معه فى البدايه فلم يفهم ماذا اقول ، وعندما شرحت له الوضع وماتقوله السيده عنه ، فنظر سريعا الى هذه السيده ، وكانت الصدمه مدويه !! حيث ألقى بنفسه من القطار فى الحال !!
كانت صدمه لم أتوقعها ، أصابت الجميع بالذهول !!ماذا يحدث وماهى القصه ، واتصل البعض بالسلطات وتم الابلاغ بالحادث ، واثناء الطريق قبل وصول جهات التحقيق ، جلسنا بجانب هذه العجوز وطلبنا منها أن تحكى لنا حقيقه هذا الأمر .
فقالت أن هذا الشاب ابن عائله ثريه فى قريتهم ، وكان هو افضل إخوته من حيث التعليم والاخلاق وكان الجميع يحبه بعكس إخوته ، وبعد وفاه والده ، حدثت بعض الخلافات بينه وبين اخوته الغير أشقاء على الميراث ، حيث كان إخوته كلهم من زوجه ابيه ، وكانت زوجه والده هى من تحرضهم ضده ،وابتعد هذا الشاب عن هذا النزاع ، وكان فى هذا الوقت يحب فتاه من أهل البلد ، فتزوجها وأخذها وترك البلده كلها ، واستقر فى مدينه بعيده عن إخوته منعا للنزاع والخلافات ، ولكن ماحدث بعد ذلك كان قاسيا .
حيث مرت ثلاث سنوات من زواجه وابتعاده عن إخوته ، وفى يوم من الايام طلب أخوه الكبير أن يتنازل عن ميراثه الشرعى فى الارض وعندما رفض ذلك ، دخل مع إخوته فى خلاف كبير ، وحاول إخوته الضغط عليه وتهديده ولكنه لم يرضخ ولم يضعف لهم ، وكانت الكارثه !!
حيث فى يوم من الايام انفجرت اسطوانه غاز فى منزل هذا الشاب فمات كل من كان بالداخل وظن الجميع أنه كان أيضا مع زوجته وابنه ، ولكن يبدو أنه نجى من هذا الحادث .
وكان الحادث منذ عشر سنوات تغيرت فيهم الحياه تماما ، وعندما سئلتها عن كيف علمت كل هذه القصه ، ولماذا قفز من النافذه عندما شاهدك ، قالت لاننى زوجه ابيه !! الذى حرضت إخوته ضده ،ولكنه لم يعلم أن جميع إخوته فقدوا حياتهم بطريقه قاسيه ، وانا أصبحت شارده فى الشوارع ، انتظر العقوبه التى استحقها على مافعلته .
واخيرا وصلت الى المحطه وانتهت الرحله ، ولكنها كانت الرحله الاصعب فى حياتى ، فقدت رأيت بها شخصا يضحى بحياته لانه يرفض تقبل الواقع ، عاش سنوات شاردا وعندما رأى ذكرياته الاليمه أمام عينه ، لم يتحمل وقرر أن يتخلص من حياته إلى الابد .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات
ابازيدالهلالي
02-18 23:21:54الیس هذه القصه من ضرب الخیال والعلم عند الله ولله الامر من قبل ومن بعد
AhmedHussein_25
02-18 22:32:18لا حول ولا قوة إلا بالله.لو صبر ولو يغضب الله وينتحر لعلم أن الله سبحانه أنتقم له ممن ظلموه
الحاجالسيدشندل
02-19 11:53:59قصه فنكوش