"أم سيتي" جائت إلي مصر وادعت أنها تعيش بروح كاهنة فرعونية.. تعرف على قصتها
بدأت القصة في عام 1907 ، حيث كان هناك طفلة تدعى "دوروثي لويز" تبلغ من العمر ثلاث سنوات ، انزلقت على سلم منزلها ، وفشلت كل محاولات افاقتها وتم استدعاء الطبيب الذي وجدها قد دخلت في غيبوبة.
خرج الطبيب من الغرفة ليبلغ الأسرة ولكن عندما أغلق الباب وراءه سمع صوتا داخل غرفة الطفلة
فما لبث أن عاد ودخل الحجرة فوجد الفتاة التي لم يكن بها أي حياة منذ لحظات جالسة على فراشها تلهو الأمر الذي أصاب الطبيب بالحيرة، وراح يعاود الكشف عليها مجددا، وجدها سليمة تماما .
وبعد هذه الحادثة الغريبة راحت الفتاة تحلم حلم يتكرر وتحكيه لأسرتها، عن حديقة زاهرة في وسطها بركة وقربها بناء ضخم له اعمدة مرتفعة وكان الحلم عينه يتكرر ثم ينقطع فترة .
وأصابت الدهشة عائلتها فالطفلة الصغيرة دوروثي كانت تبكي كثيرة وعندما يسألونها عن سبب بكائها كانت إجابتها : " خذوني إلى بيتي".
وفي أحد الأيام كانت عائلتها في زيارة إلي المتحف البريطاني وكانت حينها دورثي في الرابعة من العمر فلما بلغوا بها القسم الخاص بالآثار الفرعونية تركت يد والدتها وراحت تركض في جنون نحو التماثيل وتقبل اقدام كل تمثال تصل إليه وسط دهشة جميع الحاضرين .
ثم اقتربت من احدى المومياءات الموضوعة داخل صندوق زجاجي وجلست قربها ورفضت أن تغادر المكان برغم الحاح والديها ، ثم صرخت : " اتركوني وشأني هؤلاء هم في قومي"
وعندما بلغت السابعة كانت دوروثي تقلب صفحات إحدى المجلات التي حضرها والدها فتسمرت عيناها على احدى الصور التي كانت لتحقيق حول معبد سيتي الأول، فأمسكت الفتاة المجلة وراحت تصرخ في نوبة من الإثارة : " هذا هو منزلي هذا هو المكان الذي كنت أعيش فيه ".
كان والديها يعتقدان أنه بمرور الزمن ستنسى هذه الأمور الغريبة التي كانت تحدثهم عنها حول حياتها السابقة في المعبد الفرعوني لكن ازداد عشق دورثي لمصر الفرعونية و كل ما يتعلق بها يوما بعد آخر و قد تحول إلى هاجس يلازمها ودفعها بعد أن أكملت دراستها العليا إلى التعمق في دراسة علم المصريات
و في عام 1933 لاحت لدورثي فرصة ذهبية لتحقيق حلمها إذ تعرفت على شاب مصري كان يدرس في بريطانيا اسمه " إمام " سرعان ما توطدت العلاقة بينهما و تكللت بالزواج ثم رافقت دورثي زوجها عند عودته إلى مصر .
ولكن بعد مرور عامين انفصلت دورثي عن زوجها وأثمر هذا الزواج عن طفلها الوحيد الذي أصرت على تسميته ب " سيتي " تيمنا بأسم الفرعون الأول الذي ادعت أنها كانت تعمل في حياتها السابقة ككاهنة في معبده المكرس للإله أوزيريس في أبيدوس، و بعد ولادة طفلها أطلقت دورثي على نفسها تسمية أم سيتي.
وكانت دورثي تقول إن اسمها الحقيقي بنترشيت وقت كانت كاهنة في المعبد وتعرف إليها الملك سيتي الأول وكان يلاقيها في حديقة المعبد ولكن حسب الديانات القائمة كانت علاقة محرمة لأنها نذرت عفتها للإله أوزوريس.
وما لبث الكاهن الأعظم ( انتيف ) أن سمع أن بنترشیت حامل ، فأمر بسجنها في قبر أوزيريس في جزيرة اورزیون وحاول أو حثها على الاعتراف بجريمتها فرفضت أن تجيب على اسئلته في البدء ثم عندما أجبرها على وضع يدها على تمثال أوزوريس لم يعد في مقدورها أن تكذب فصرخت معترفة بجرمها : نعم لدي حبيب، لكنها رفضت أن تذكر الملك كشريك لها متسترة عليه لفرط حبها له ، ملقية كامل المسؤولية على نفسها.
وكان الضغط يزداد عليها من الكاهن القاسي واتباعه وقد أعلموها أن عقوبة عملها لن تكون اقل من الاعدام وهذا لا يتم قبل محاكمتها علنا، مما يعني أن السر لا بد أن يشيع أثناء المحاكمة، لذا اتخذت بنترشیت قرارها الصعب وقررت الانتحار ، حفاظا على سمعة الشخص الوحيد الذي أحبته .
في عام 1956 حصلت على وظيفة في أبيدوس من الحكومة المصرية ، وفي أول زيارة لها للمعبد تراقصت أمامها الخيالات التي رافقتها منذ طفولتها و أصبحت هناك أكثر وضوحا من أي وقت مضى خلعت أم سيتي نعليها عندما همت بدخول المعبد كما كان يفعل المصريين القدماء لدى دخولهم إلى المعابد.
وفي الداخل تحولت أحلام أم سيتي إلى حقيقة ماثلة أمام عينيها فهي لم تشاهد أطلال المعبد و خرائبه كما كانت تراه عيون الآخرين ولكنها رأتها بأبهتها القديمة كما كانت قبل آلاف السنين وكما شاهدتها دوما أحلامها حيث الأروقة و الدهاليز المعبقة برائحة البخور و الجدران المزدانة بالنقوش.
أمضت أم سيتي ما تبقى من حياتها في أبيدوس تعمل مع المنقبين و في سنواتها الأخيرة أصبحت تعمل كمرشدة للسياح الأجانب وقد عرفها الكثير من الناس واحترموها بغض النظر عن تصديقهم لقصتها أو لا , حيث كانت تدخل إلى المعبد حافية القدمين ثم تجلس على الأرض العارية و تدخل في حالة تأمل روحية فتبدو كأنها تجسيد حي و حقيقي لكاهنة فرعونية قديمة.
أجادت أم سيتي تحبير الكتابات الهيروغليفية القديمة كما لو أنها حقا فنانة مصرية قديمة، أرشدت أم سيتي المنقبين عن اشياء كثيرة للكشف عنها ، فقد أصرت مثلا على وجود حديقة كانت ملاصقة للمعبد في العهود القديمة ، و رغم أن أغلب المعابد المصرية كانت تحتوي على حدائق ، إلا أن أم سيتي أخبرت المنقبين عن منطقة محددة ليحفروا فيها و قد دهش هؤلاء عندما عثروا بالفعل على آثار الحديقة
كما تحدثت أم سيتي عن قناة أسفل الجزء الشمالي من المعبد و قد أثبتت التنقيبات صحة ذلك .
لكن تبقى أهم معلومة قدمتها أم سيتي للمنقبين بدون إثبات إذ إنها أصرت على وجود سرداب أسفل المعبد يحتوي على الكثير من الكتب التاريخية، تعرضت أم سيتي لنوبة قلبية في عام 1972 فأشارو عليها بالراحة لكنها رفضت واعتبرت هذا العارض الصحي إنذار لها لتستعد لمغادرة هذا العالم فراحت تتهيأ للموت وقامت ببناء ضريح لنفسها في الجهة الغربية من حديقة منزلها وقد أمرت بنحت تمثال لإيزيس في أعلى القبر وهي تطير فاردة جناحيها
توفيت أم سيتي في 21 أبريل 1981 لكن السلطات المصرية رفضت أن تسمح بدفن الجثة في حديقة منزلها في المكان الذي أعدته ، فدفنت في المدافن القبطية التي تقع قريبة من معبدي رمسيس وسيتي.
https://lite.almasryalyoum.com/extra/137090/
Content created and supplied by: fares133 (via Opera News )
تعليقات