منازل الحريه القاتله
كان المطر عنيفا وقاسيا بينما تندفع سيدة شابه تحمل فى احدى يديها مظلة المطر تقى بها طفلتها الصغيره وتحمل بيدها الاخرى حقيبة طفلتها المدرسيه..ولازالت تحذر ابنتها من ضرورة انهاء الطعام الذى تحمله الطفلة فى يديها بسرعه..ليعلو صراخ الام فجأه معنفة طفلتها التى توقفت فجأه امام احد الاطفال الذى يرتعد بردا على الرصيف ..لتجذب الام ابنتها بعنف ليطير الطعام عن يد الطفله الى بركة الماء التى تكونت بجوار الطفل .. لينطلق صوت الام مزمجرا بكل العبارات المعبره عن ضيقها وتبرمها مما حدث.. ليخرج احد اصحاب المحال مجاملا للسيده ببعض الشتائم والعبارات القاسيه فى حق الطفل الصغير متوعدا اياه بضرورة الرحيل بعيدا .....بينما كان الطفل منهمكا فى استخلاص الطعام ليملأ به جوفه ناظرا الى الاشىء .. مستمتعا ببعض الشبع والحريه لايراهما احدا سواه......
انتظروا ..سيدفع جميعكم الثمن ...
لا تعانى بلادنا حربا شعواءا مجنونه مثلما يحدث فى الكثير من البلدان المجاورة ..حتى تسكن هذه الاعداد من الاطفال المسكينه شوارعنا المظلمه المخيفه فى شتاءها القارس ..او تبيت تحت اعين المجرمين تنكل بهم وباجسادهم البسيطه ليل نهار.. بل وتستغلهم ابشع استغلال جسديا ونفسيا ..وقد يدفن احدهم فى باطن الارض دونما يشعر بموته احد ..يشكو الى ربه ما واجهه من ظلم دونما ذنب عنه فى هذه الحياه.. الانمتلك كمجتمع اليه محدده لحماية هؤلاء الاطفال مما يعانونه امام اعيننا ليل نهار ..دونما اتخاذ اجراءات حقيقيه لعلاج هذه الظاهره التى تنمو على جنبات المدن فقط ..حيث تمنع اخلاق الريف من وجودها حيث يتكفل الجميع ببعضهم البعض مهما كانت الظروف الماديه التى يعانونها ..اما المدن القاسية دوما والتى تلحقها دوما اللعنات لقساوتها فستعانى يوما من ردة فعل تغافلها عن هؤلاء الصغار وستدفع تلك المدن ثمنا غاليا لهذا الظلم الذى يعيش بين جنبات دروبها....
احلام صغيره
لا اريد ان نركن دوما للحلول التى تقدمها الدوله فى علاج تلك الظواهر القاسيه اجتماعيا وانسانيا ..بل لابد لنا من بحث جذور هذه المشكله المعقده ولا ادلل على تعقيدها سوى بمشهد واحد ..وهو تكرار هروب هؤلاء الأطفال عن منازلهم او المؤسسات الحكوميه التى تتولى علاج هذه الظاهره ..ليظهر السؤال لماذا الهروب المستمر الى هذه الحريه القاتله ....لابد لنا من البحث الجاد حتى نصل للأسباب التى يعرفها الكثيرون ..وبخاصه عن الأمراض الأسريه المرعبه التى سكنت مجتمعنا ..ويفر هؤلاء الصغار منها ..لأنها اقسى من هذه الشوارع فى هذه المدن القاسيه...
Content created and supplied by: طارق1 (via Opera News )
تعليقات