كانت زوجته مريضة وأوصته بأن يدفنها في مقابر عائلته حتى تكون بالقرب منه في الدنيا والآخرة. وبالفعل، لم يتردد الزوج في تنفيذ تلك الوصية عندما سلمت الزوجة روحها إلى باريها، وبحكم توقيت الوفاة كانت الدفنة ليلًا.
عاد الزوج إلى البيت وجلس مع أبنائه يواسيهم ويواسونه واحتضنوا بعضهم البعض في ليلةٍ باردةٍ حتى أنزل الله سكينته عليهم وغلبهم النوم. وفي الصباح، استيقظ الجميع وهم يبحثون عن سيدة المنزل التي لم يتأقلموا على رحيلها بعد. فخرجوا مسرعين إلى المقابر لزيارتها وقراءة الفاتحة لها. وعندما وصلوا إلى قبرها وجدوه مفتوحًا وكانت المفاجأة التي أنستهم حزن الموت وأبدلتهم إياه بحسرة فقدان جثمان الغالية.
وبعد دقائقٍ من التفكير، اتصل الزوج بالشرطة التي حضرت إلى المكان وشرعت تبحث عن الجثة، وبعد تحريات وبحث تبين أن شقيق الزوجة الذي كان مسافرًا قد عاد فجرًا وأراد توديع شقيقته وحملها معه إلى مقابر عائلته ودفنها بجوار أمها. لكن الزوج لم يرد أن يخالف وصية زوجته وتحدى الجميع حتى سلموا له واستسلموا لرغبته وأعادوا الجثمان إلى مدفنه الأول. وعندها اطمأن الزوج والأولاد وبدأوا جميعًا يشعرون بالأمان بعدما عاد جثمان أمهم إليهم. فعلًا، ثمة أمورٌ تشغل المهموم أكثر من همه ولولا رحمة الله علينا ورأفته بنا لعانينا كما عانى كثيرون قبلنا فيما لا طاقة لهم به.
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات
HanaaAhmed_08
03-18 14:19:47كلها أرض الله وكل جثه ارضها تناديها وربنا يلحقنا بهم على خير يارب العالمين