تخيل معي خلال نطاق ضيق نطاق ما يحيط بك الآن فقط، كل من رأيتهم وكل من تعرفهم ماذا لو لعبت دور كل منهم في الحياة، لأسهل عليك الأمر ماذا لو لعبت دورهم في حياتك ، حسنا سأشرح الأمر لك.
ماذا لو أصبحت اليوم المهندس الذي يخطط لبناء دور ثاني فوق بيتك الذي تسكنه، وفي ذات الوقت البناء الذي يكدح طوال النهار والليل لبناءه يحمل الطوب يرصه بتناسق يتخلله الاسمنت ليثبته.
وفي نفس الوقت أمك أو زوجتك التي تطهو لك الطعام وتعتني بملبسك وتربي وتجالس أولادك، وفي ذات الوقت الفلاح الذي يحصد لك ما تأكله حتى تصنع غذائك وإلا فستموت جوعا.
وفي نفسه المعلم الذي يشرح لك دروسك ليؤهلك لحياة أفضل ويضفي عليك خبرته بسخاء راجيا لك التفوق في حياتك، والطبيب الذي يعالج ويخفف آلام مغصك الذي أرقك غير ليلة، والنجار الذي يصلح لك باب دولابك الذي كسر اليوم بالذات، والحداد الذي سيصنع لك سور حديدي حول حديقة منزلك لحمايتها من عربات الشوارع ولكنك تريد ذلك في أقرب فرصة، ف الجيران لا يكفون عن تخريب ما بها ولا رادع لهم مهما فعلت وهددت.
وذلك البائع الذي تبتاع منه مايلزمك من مأكل وملبس اليوم، والميكانيكي الذي سيصلح سيارتك التي تعطلت في منتصف الطريق، وذلك الفقير الذي طلب منك نقودا فأعرضت عنه متعللا بكثرة مشاغلك، وقلة رزقك، ودور ابنك الذي اجتمعت عليه حيرته وقلة خبرته في التعامل مع حياته، ينتظر أن توجهه، أن تقوم بواجبك تجاهه على الأقل.
لو أصبحت ذلك الشرطي الذي رابط ليله مستيقظا ونهاره متعبا يترقب العدو من أجل حمايتك، لو أصبحت رئيس بلدك وعلى عاتقك توفير حياة كريمة لملايين من الأسر التي تعيش في كنفك، وأصبحت ذلك السائق الذي صرخت في وجهه لأنه غفل لدقائق عن الطريق، بيد عليه التعب ذلك الصباح ولكنه تغاضى عن ذلك وأوصلك لمكان عملك.
أو ذلك الطيار الذي قرر الهجرة من على السطح ليطير تحت تهديد محدق بسقوطه في أية لحظة وانخفاض في الضغط، تحت طنين أذنه التي كادت أن تسيل دماها، ولكنه فعل من أجل أن تصل إلى سفرك سالما، ماذا لو أصبحت ذلك النادل في المطعم الذي ومن أجل أن تحصل على وجبة شهية حرق إصبعه أثناء تحضيره الطعام لك فلمته على تأخر موعد تقديمه للوجبة، ماذا لو أصبحت ذاك العامل الذي ينظف الطرقات مما أسقطته من يدك وأنت تسير ضاحكا رفقة صاحبك، لينحني ويزيل ماسقط منك، ماذا لو أصبحت هؤلاء جميعا في يوم واحد ودفعة واحدة؟!..
لاستحيت أن تحقرنعمل أحدهم، ولتعاظم بداخلك تقدير كل ما ومن يسير على الأرض، عليك أن تدرك أن لا حياة لك بدون الآخرين من صغيرهم إلى كبيرهم، وتصنيف الناس إلى طبقات حسب ما يشغلونه من وظائف إنه لجهل.. فبدون الجميع ما اكتملت حياتنا هل تخيلت كم سيكون شاقا عليك أن تلعب دور الجميع؟ أو بالأحرى أنه في حياتك فقط؟..
أعلمت أنك في خدمة الجميع والجميع في خدمتك ولا حياة سوية لكما دون الآخر ولكي تكتمل صورة الحياة على الجميع أن يكون متواجدا...
ماذا لو أصبحت جميع من في حياتك أكنت ستتخلى عن واجبك نحوهم، إذا علمت كم التعب الذي يشعرون به أكنت أسأت الظن، وفظ أسلوبك معهم؟
هل ستستطيع النوم بعد أن تعلم ما يدور في خلد ابنك الذي يبيت ليله باكيا يرجو الله أن يرزقه أب مسؤول لا يشبهك.
هل ستستطيع بعد أن تعيش حياة ذلك الفقير البائس الذي سألك مالا وقد أعرضت عنه وبسببك فاق الألم بقلبه شعر بالذل، فرفع يده لله أن ينجه من من هم أمثالك؟..
هل ستتوقف عن التقليل من شأن ماتقوم به زوجتك من أجلك؟
توقف عن الأنانية ولتعش كل يوم وأنت ممتنا للجميع فإن تقدير أصغر العطاءات, وإعطاء أكبرها لهو عين السعادة والرضا.
Content created and supplied by: alaa_reda_elhassan (via Opera News )
تعليقات