"الأبناء" كلمة تحمل الكثير من العواطف ،فهم يبثوا النشاط والحيوية في المكان ،ولكل منهم طريقته الخاصة وأسلوبه الذي يعطي الروح للمكان، وهم كذلك يكونوا مصدر الأمان والسند عند الكبر ،فإذا تم تربيتهم بشكل صحيح يكانوا صالحين ،ويصبحوا نعم العون لنا واذا كانو فاسدين صاروا ألد أعدائنا.
لذلك علينا الاهتمام بتربيتهم تربية سليمة علي قدر الإمكان حتي نحصد ثمار هذه التربية الصالحة عند الكبر ، فكما يقال لابد ان تكون النواة سليمة ليصير النشئ صالحا.
وتدور قصتنا اليوم عن قساوة اب علي ولده المعاق الذي ليس بيده حيلة ،فقد قام هذا الأب بقتله دون رحمة والقاء جثته في البحر دون الإلتفات إليها ولكن عند عودته الي منزله وعندما دخل غرفة ولده كانت تنتظره تلك المفاجأة ،فوجد ورقة فقرأها ولم تمر سوي أيام قليلة حتي مات حزنا علي ولده.
تبدأ قصتنا في إحدي الشقق السكنية حيث تعيش بها عائلة مكونة من أب وأم وثلاثة من الأبناء ، وكان هناك طفل من ضمنهم مصاب بإعاقة ذهنية ، وهو كان السبب الذي يؤرق الاب كثيرا فقد كان غير راضيا علي وجوده.
وانعكس ذلك في معاملته للطفل فكان دائما ما يعامله معاملة سيئة ويفضل إخوته عليه بشكل واضح وصريح ،وقد كانت نظراته تملأها الكره وعدم الرضا ناحية هذا الطفل، ولاحظت الأم التي كانت دائما ما تؤنبه علي معاملته لطفله لكن للأسف دون جدوي.
وعلي العكس فكانت الام تهتم بهذا الطفل اكثر من أخوته ،وتدربه وتعلمه حتي استطاع في يوم ما أن يقوم بالكتابة ،وقد كانت هذه خطوة مهمة لأنها بداية التغلب علي إعاقته.
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث جاء اليوم و توفيت الام في حادث سير ،فكان هذا الخبر صادما علي الزوج والابناء خصوصا علي الطفل المعاق ،و تركت هذه الام المسئولية للاب.
ولكن مع مرور الايام لم يقدر الاب تحمل مسئولية أبنائه وخصوصا طفلهم المعاق الذي يحتاج الي عناية أكثر واهتمام اكثر، فخطرت علي باله فكرة شيطانية تجردت من خلالها كل معاني الانسانية والأبوة ،فقد سيطر علي تفكيره فكرة قتل ابنه المعاق.
وبالفعل قام الاب بخنق ابنه المعاق بلا رحمة ولم يكتفي بذلك بل ذهب به الي البحر وألقي بجثته ،وعندما عاد الي المنزل دخل غرفته ،وجد ورقة تحت وسادته مكتوبة بخط صغير.
وكانت المفاجئة أن الرسالة بها "بحبك يا بابا" وكتب اسمه ووضع بجانبها قطعة شكولاتة ،و كانت هذه الرسالة البسيطة سبب كافب حتي تجعل الاب ينهار من البكاء فقد كانت الرسالة من ابنه الذي قتله بيده ليتخلص من مسئوليته.
مرت ساعات قليلة ولم يستطع الاب تحمل هذا الذنب الذي كلما نظر الي رسالته زاد المه وحسرته ، فمات من شدة حزنه علي ابنه الذي قتله دون ذنب.
Content created and supplied by: قصتي (via Opera News )
تعليقات