تجمع الأخوة في إحدي غرف المنزل الفسيح ليلا، أعمارهم مختلفة لكن عقولهم وقلوبهم توحدت وأعينهم ترجمت لبعضها البعض نظرات الحقد التي تطل كرؤوس الأفاعي التي تتربص بفريستها.
صمت لم يدم طويلا قطعه الأخ الأكبر قائلا: "نحن لم نترك حلا وديا إلا وقمنا به، من حقنا أن نعرف أين والدنا ولماذا لم نره طوال حياتنا، الأن سندخل عليها الغرفة ونظل نضغط عليها حتي تعترف لنا بكل شئ".
وبينما تستعد الأم للنوم، اقتحم الأولاد عليها الغرفة وعلي وجوههم الغضب، ألقوا بأسئلتهم في وجهها دونما وقار، حتي أن الولد الأوسط قال: لن نخرج من الغرفة حتي نعرف أين والدنا ومن هو ولماذا لم نره قط.
حاولت الأم امتصاص غضبتهم، لكن صراخهم كان أقوي وعنادهم أكبر، ثاروا، صرخوا في وجهها، أفقدوها هدوءها المعتاد، ولم تحمل إتهام أحدهم لها بأنها لم تأت بهم من طريق شرعي، فسقطت جملة من لسانها كأنت أشبه باللهب الذي أحرق صدورهم قبل العقول: إذا كنت تريدون معرفة أبوكم فعليكم أن تبحثوا عن أمكم أيضا!
كانت الكلمة صادمة للجميع، فقد الأخ الأكبر سيطرته علي نفسه، واشتبك مع الأم، حاولت أن تدافع عن نفسها وتجعله يستفيق لنفسه بأن تصفعه، فكان رد الفعل غير متوقع؛ حيث تكالب عليها الأولاد خنقا دون رحمة حتي فارقت الحياة.
خرجوا من الغرفة غير مصدقين ما حدث، مالعمل هل نهرب؟ أم نحاول إخفاء الأمر؟ وبينما يتفحص الأخ الأكبر الوجوه، لاحظ غياب شقيقه الأصغر. أين ذهب، صدر هذا السؤال مرة واحدة علي لسانهم جميعا. شعروا بأن الغرفة تضيق عليهم فجأة، ولسان حالهم يقول ربما ذهب ليبلغ الشرطة.
فر الأخوة الأربعة هاربين، في حين كان الأخ الأصغر يختبأ في غرفة الأم يحبس أنفاسه وتتساقط دموعه ويكاد قلبه يقفز هاربا خلف إخوته من شدة رهبته، وظل هكذا حتي جاءت الشرطة التي طلبها الجيران لما شاهدوا الأخوة يركضون وتركوا الباب خلفهم مفتوحا.
في الطب الشرعي كانت الصدمة التي عصفت بالجميع، حيث أكد الطبيب أن هذه السيدة لا يمكنها أن تنجب ولم تنجب أبدا في حياتها.
تحفظت الشرطة علي الولد الأصغر الذي اعترف بكل شئ، في حين جن جنون الأخوة الهاربين، كيف أنها لم تنجب؟ إذن نحن أبناء من؟ لقد قتلناها ظلما، ليتنا لم نسأل ولم نفعل مافعلنا لقد شردنا في الشوارع من بعدها.
لكن لم يهربوا طويلا وأمسكت بهم الشرطة، حتي يواجهوا الصدمة التي هزت كيانهم علي لسان محام الأم، الذي أكد أنها أصيبت في حادث أثناء شبابها تسبب في إستئصال رحمها، فلم ترد أن تظلم أحدا معها ولم تتزوج إلا زواجا صوريا من جنائني الحديقة، فقط حتي يمنح اسمه ونسبه ونسبها لهؤلاء الأولاد الذين تركتهم أمهاتهم علي عتبات المساجد.
Content created and supplied by: MohamedSadeek24 (via Opera News )
تعليقات
AliMarzouk_02
02-20 17:50:19فضلوا يسألوا لغاية البيت ماخرب
AliMarzouk_02
02-20 17:50:04فكرتي بقوله تعالي يا أيها الذين أمنوا لا تسالوا عن أشباء إن تبدي لكم تسؤكم
AliMarzouk_02
02-20 17:49:03القصة برغم انها درامية لكن كويسة