لكل مثل شعبى أصل وفكرة نبع منها هذا المثل وخرج في موقف معين ووجده الناس يطابق مواقف يتعرضون لها فأصبح استخدامه له دلالة و المعنى .
ومن هذه الأمثال التى نقولها ونسمعها كثيرا هو المثل القائل "إحنا دفنينه سوا" وهو يقال عندما يكون شخص ما على دراية بالحيلة التى يصنعها شخص آخر وأنهما قد قاما في الأصل بهذه الخدعة.
وأصل هذا المثل قصة طريفة يذكر فيها أنه كان هناك لصان محتالان قد كشفهما أهل القرية التى يعيشان فيها وذاع أمرهما في القرية وعرف عنهم الكثيرين أنهما محتالان ولئيمان.
وإتخذ اللصان القرار بالفرار من القرية وقاما بسرقة حمار وبعض الذهب وغادرا القرية وعند مشارف إحدى القرى مات الحمار فقرر أحدهم ترك الحمار والمضى في طريقهم ولكن رفض الآخر وقال إن هذا الحمار أبو الصبر فقد صبر معنا كثيرا وعلينا أن ندفنه وسنقوم بحيلة على أهل القرية وسنكسب من وراء هذا الحمار.
قام اللصان بدفن الحمار وعند قدوم أحد أهل القرية اخذا في البكاء وكانت هذه القرية معروف أهلها بالطيبة والتدين فعندما سئلهما لماذا تبكيان رد عليه أحد اللصين بأن هذا الشيخ أبو الصبر وهو من أحد أولياء الله الصالحين وقد مات هنا وقمنا بدفنه وأن له كرامات فهو يشفى المريض ويزوج العانس .
أطلق أهل القرية على قبر الشيخ اسم مقام أبو الصبر وقاموا ببناء مسجد حول المقام وأصبح أهل القريه يقومون بزيارته لأخذ البركة وإعطاءه الندر وبالطبع الذى يأخذ المال هو اللصان.
وفي أحد الأيام قرر واحد منهم أن يذهب إلى أهله لإعطائهم بعض المال فذهب وغاب شهرا كاملا وعندما عاد وجد صديقه قد زاد وزنه فسأله كم دخل لنا من أموال في غيابى فقال له«أقسم لك على صحة كلامى بحياة سيدى الولى أبوالصبر»، فرد عليه الآخر وقد نفد منه الصبر: «سيدى أبوالصبر! إحنا دافنينه سوا»، فأصبحت العبارة مثلًا للدلالة على فهم شخص لحيلة آخر.
Content created and supplied by: Abdelal_mohamed (via Opera News )
تعليقات