بدأت الحكايه منذ عشرين عاما ، عندما نشئت علاقه حب بينى وبين أبن الجيران والذى كان يسكن معنا فى نفس الشارع ، وكانت علاقه حب أبديه لايمكن لها يوما أن تنكسر أو تتغير مهما تغيرت الظروف ، وكانت النهايه الطبيعيه لهذا الحب الكبير هو الارتباط والزواج ، وبالفعل تقدم الى أهلى وطلب يدى للزواج ، ونظرا لمعرفتهم الجيده أننى أحبه كثيرا وأيضا لانه كان شاب يمتلك كل المواصفات الحسنه ، وافق الاهل وأرتبطنا فى فتره خطوبه قصيره ، حيث بعد ثلاثه شهور تزوجنا .
وبدأت حياتى الزوجيه مع زوجى وحبيب العمر فى سعاده وحب وتفاهم ، وكان زوجى هو كبير أخوته حيث كان له أخ وأخت فى عمر الاطفال ، تحمل مسؤليتهم بعد وفاه والده ووالدته، ولذلك كانت المسؤليه كبيره على عاتقه ، ولكن بالرغم من ذلك كان شخص طيب ويهتم بكل تفاصيل حياتنا ، ولم أشعر يوما أنه كان مقصر أو أهمل فى حياتنا الزوجيه .
ومرت الايام على هذا الوضع وأنجبت طفلنا الاول ، وكانت سعادتنا كبيره به وأصبحت الحياه أكثر قيمه وسعاده بعد وجوده ، وكان زوجى دائما يحلم أن يصبح أبننا فى المستقبل طبيب أو مهندس ويحلم له بمستقبل باهر ، وبعد ثلاثه أعوام انجبت الطفل الثانى وكانت بنت جميله تشبه الشمس فى ساعات السطوع ، وكان زوجى سعيد بها للغايه ، وكانت الحياه تمر بيننا فى هدوء واستقرار وسعاده .
وكانت حياتى الزوجيه منقسمه بين أبنائي وزوجى وبين أخوته الصغار والذى أعتبرتهم منذ زواجى أنهم أبنائي أيضا ، وكان زوجى أيضا هو الاب والاخ الكبير وكل شئ بالنسبه لهم ، وأستمرت الحياه لسنوات هكذا والاطفال تكبر أمام اعيننا ، وأخوته أيضا أقتربوا من عمر الشباب .
وبالرغم من هذه الحياه المستقره الهادئه ، فقد كنت لا أعلم أن القدر يحمل لى روايه أخرى ، حيث جاء لى زوجى فى أحدى الايام وقال أنه سوف يسافر الى الخارج للعمل ، حيث عرض عليه أحد أصدقائه عقد عمل هناك بمقابل مادى كبير ، وبالرغم من رفضى القاطع لهذا الامر ، ولكنه كان لديه أصرار كبير فى السفر ، لانه كان يرى أن الحمل ثقيل والمسئوليه كبيره ، وان اخوته سوف يدخلون الجامعه قريبا وأطفاله تكبر يوما بعد يوم ، وراتبه هنا لايكفى لكل هذا .
وبعد نقاش طويل ، أقنعنى بضروره سفره وأن الايام القادمه سوف تكون أفضل ، وبالفعل جهز أوراقه من أجل السفر ، ولكن قبل سفره باايام قليله شعرت ببعض الالام وذهبت الى الطبيب ليخبرنى أننى حامل ، وبالرغم من التوقيت الصعب ، ولكن كان زوجى سعيد بهذا الحمل بالرغم من سفره بعد أيام وانه سوف يتركنى ، ومع ذلك ساندته حتى لايشعر بالضيق أو الحزن ، واخبرته أن اخوته معى هنا وان الامور على مايرام ولايقلق علينا .
وسافر زوجى وكان يعمل بالليل والنهار دون راحه ، لكى يرسل لنا أكبر قدر من الاموال ، وتحسنت حالتنا الماديه كثيرا ولكن كان على حساب جهد كبير منه ، وكان دائم الاتصال ليسئل عن الجميع ، وخاصه أننى مقبله على ولاده قريبه ، وكنت دائما أظهر له أن كل شئ بخير ، وبالفعل مرت الايام وتمت الولاده على خير وأنجبت بنت أخرى .
وكان زوجى سعيد عندما علم بالخبر وارسل لى أموال وبعض الملابس الصغيره من أجلها ، وكنت أثناء سفره مهمتى هى أبنائي وأخوته الذين هم أبنائي أيضا ، وكنت أتابعهم بااستمرار وادعمهم فى دراستهم ، وكنت قريبه منهم للغايه ، وهم أيضا كانوا يتعاملون معى مثل والدتهم .
وبعد مرور ثلاث سنوات عاد زوجى من الخارج فى أجازه قصيره لمده شهر ، وجلس معنا وكنا سعداء بوجوده ولكن كانت اجازه قصيره وانتهت سريعا ، وعاد مره اخرى ، وكانت الايام تمر والاطفال تكبر أمام عينى وأخوته أيضا أقتربوا من عمر الزواج ، وكل ذلك وزوجى قضى سنوات بعيد عنا .
ولكن بعد سفره هذه المره طالت مده غيابه ، حيث مر على أخر زياره له خمس سنوات متصله ، نعم قد أرسل الكثير من الاموال واصبح لدينا منزل كبير ورصيد فى البنك بالاضافه الى ان أخوته أصبحوا فى افضل الجامعات وأبنائي ايضا دخلو أفضل المدارس ، وكنا نعيش فى رفاهيه كبيره ، ولكن كان كل ذلك على حساب جهده وعمله المستمر .
وبعد أصرار كبير منى على عودته الينا ، عاد من السفر ولكن أيضا كانت الاجازه قصيره ، حيث بعد خمس سنوات متصله كانت اجازته لمده شهرين فقط ، واثناء اجازته تقدم احد الشباب الى أخته الصغيره وطلب يدها من زوجى ، ووافق زوجى على الارتباط بعدما علم برغبه أخته فى الموافقه عليه ، ومرت الاجازه سريعا فى تجهيز حفله الارتباط والاتفاقات ، حتى تم الارتباط ، وسافر مره أخرى .
وبعد سفره مرت الايام هذه المره بصعوبه ، ومر عام خلف الاخر ، وانتهت دراسه أخته وتخرجت من الجامعه واقترب موعد الزفاف ، وأنتظرنا عودة زوجى من أجل زفاف أخته ، ولكن هذه المره الذى عاد كانت جثته فقط ، حيث توفى أثر أزمه قلبيه مفاجئه أثناء عودته من الخارج ، كانت صدمه كبيره لم اتحملها ، حيث عندما علمت الخبر فقدت الوعى ودخلت فى غيبوبه لمدة أسبوع ، كنت أريد أن اذهب معه فى رحلته الابديه .
بعد عودتى الى المنزل كان مر على وفاته أسبوع ، ذهبت الى قبره والدموع تتحدث معه فى اشتياق كبير ، فهو حبيب العمر ورفيق الرحله والذى ترك فراغ لايمكن تعويضه ابدا ، ولكن لايوجد شئ نستطيع فعله امام القدر .
ومرت الايام فى حزن وانكسار شديد ، حتى مر ست شهور على وفاته وجاء خطيب اخته وطلب اتمام حفل الزفاف الذى تأجل بسبب وفاه زوجى ، وبالفعل وافقت على الزفاف على أن يتم فى هدوء ودون أى احتفالات ، ووافق الجميع على ذلك ، وتم الزفاف .
ولكن بعد زفاف أخته أصبحت الحياه أكثر صعوبه ، نظرا أن المنزل أصبح فيه أنا واخيه الصغير واطفالى فقط ، وبالرغم من اننى اعتبره مثل ابنى ولكن الوضع اصبح غير ملائم بعد وفاه زوجى ، لذلك اقترحت أن أذهب الى مكان اخر وترك المنزل لأخيه حتى يتزوج ، ولكن أخيه كان له رأيا أخر .
حيث ترك هو المنزل من اجل أن استقر به مع الاولاد ، ولكن بعد ترك المنزل تغيرت معاملته معى تماما ، فقد أصبح شخص مختلف عما كنت اعرفه عنه من قبل ، اصبح قاسي فى معاملته ويريد اموال بااستمرار ، وعندما رفضت اعطائه مال ، قال أن هذا المال حقه ايضا ولابد أن يأخذ حقه ، ودخلت فى نزاعات وخلاف كبير ، وتحول الشخص الذى أعتبرته ابنى يوما ، الى انسان قاسى شرير يحمل الكثير من الجحود والكراهيه ولا يحترم ذكرى اخيه .
وبعد نزاعات طويله بدأ يهددنى أنه سوف يأخذ اطفالى منى وانه لن يتركنا نعيش فى سلام ، ولذلك تدخل بعض الوسطاء من اجل حل النزاع ، وكان عرضه لحل هذا النزاع هو الزواج منى !
وكانت مفاجئه صادمه للغايه ، كيف اتزوج من أعتبرته ابنى يوما ، وعندما رفضت ذلك بدأ يتحدث فى تهديداته الكثيره ، والغريب ان كل الوسطاء والمقربين وافقوا على هذا الرأى من اجل حل النزاع ، وامام اصرار الجميع ولكى أجعل ابنائي يعيشون فى استقرار وهدوء وافقت على الزواج منه .
وبالفعل تم الزواج ، وبعد الزواج كان شخص لايطاق ، فقد كان لايهمه شئ سوى المال فقط ، لقد كان غرضه من الزواج هو الاستيلاء على المال فقط وحتى يضع يده على المال ، كان الزواج هو الطريق الامثل .
وكلما كنت أذكره ان اخيه لم يقصر معه يوما لكى تفعل هذا مع ابنائه ، كان يعاملنى بعنف وقسوه ولايستمع لاحد سوى لرغباته وطمعه ، ومرت الايام فى عذاب ووجع وكنت ادعو الله فى كل لحظه ان يلخصنى من هذا العذاب ، وبالرغم مما كان يفعله معنا ، كنت احاول ان اجعل منه انسان افضل لانه ذكرى من زوجى الراحل .
ومرت الايام حتى جاء يوم تغير فيه كل شئ ، حيث كان فى رحله مع اصدقائه واثناء عودته تعرضت السياره لحادث كبير ، ودخل أثر هذا الحادث الى المستشفى ، وكانت النتيجه أصابته بشلل دائم فى جسده ، وبعد رحله علاج طويله عاد الى المنزل ولكنه كن لايستطيع الحركه ، وكنت أخدمه مثلما كانت أفعل عندما كان طفلا ، وكان فى كل لحظه اذهب اليه كانت نظراته تحمل الكثير من الاعتذار عما فعله ، ولكنى كنت أتعامل معه على انه ذكرى جميله من زوجى الراحل .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات