عجيبةٌ هي الأقدارُ!! تسير في بحارها سفينةُ حياتنا إلى حيث لا ندري؛ نتوقَّع أن نضحك فإذا بنا نبكي، ونظن اننا سنبكي، فإذا بالبسمة ترتسِم على شفاهنا، ونشوةِ الفرح تغمرُ أرواحَنا.
تمشي بنا الأقدار على درب الحياة، ولا نعلم هل سنصل في نهاية الطريق، أم أن السبل ستفرق بنا؟ في الأقدار يرحل من بيننا سليم معافى، ويشفى مريض ما كنا نتوقع أن يشفى، وينجو من الموت من كان على حافة الموت، ويموت من كان يظن ان أمامه عمر طويل، ولعل هذا ما حدث مع أبطال قصتنا اليوم!
كان الاتوبيس في طريقه من مصر إلى السودان، وعندما تجاوز منطقة كركر بأسوان توقف السائق فجأة ونادى على صاحب المقعد على رقم 15 وطلب منه ان يتوجه اليه وأن يتولى القيادة بدلا منه، وبالفعل تولى الرجل القيادة لما بدا على السائق من تغير لونه.
وصل الاتوبيس الى مدينة كسلا وبدأ الناس في النزول، ولكنهم لاحظوا ان السائق الذي عاد إلى المقعد 15 لم يتحرك من مكانه، فتوجهوا اليه لمعرفة ماذا يحدث، فكانت المفاجأة، لقد وجدوا السائق جثة هامدة.
تعجب الركاب وسألوا صاحب المقعد رقم 15، هل تعرف هذا السائق؟ فأجابهم بأنه لا يعرفه، ولا يعرف لماذا اختاره هو بالذات من بينهم، ولا كيف علم انه سائق؟ كلها أسئلة لم يتمكن أحد من الاجابة عليها، فقد مات السائق ومعه السر.
وقد فسر أحد الركاب ذلك بأنه ربما كان السائق من الصالحين وكان يشعر باقتراب موته، فدعى أن يرحل بسلام، ويصل الركاب إلى مبتغاهم بسلام. وقال اخر ربما كان يعرف صاحب المقعد 15، من منطلق أنه سائق هو الآخر، وقد كتب الله سبحانه وتعالى النجاة بدعوة أحدهم، وفي النهاية حمد الجميع الله على النجاة، ودعوا كثيرا لهذا السائق.
Content created and supplied by: MuhammedHegazy (via Opera News )
تعليقات
الحاجعليعبده
02-17 06:05:27اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته يارب العالمين اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واسقيه من رحيق حوضك شربة لايظما بعدها أبدا يااكرم من سأل ياخير من عطى يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاكم الله خير الجزاء وسبحان الله رب العرش الكريم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
GUEST_qbMgDmpz6
02-16 23:22:12الأقدار بكل تفاصيلها والصادرة من خزائن
GUEST_qbMgDmpz6
02-16 23:17:36تسير سفينة الإنسان الذي يمتلك بوصلة «عقل»