اطمأن الزوج بقرب الزفاف فراح يفكر في كيفية قضاء شهر العسل مع زوجته باختيار الأماكن التي يزورونها سويًا وامتد الأمر ليشمل تحضير قائمة مسبقة بالأطعمة التي نالت إعجاب عروسته لتكون جاهزة مسبقًا لدى إدارة الفنادق التي ينوون الإقامة بها؛ إلى الحد الذي جعل المقربين من العروسين يشعرون بأن عروسين غير تقليديين على موعدٍ مع حفل زفاف وشهر عسل غير تقليديين.

لم يدر بخلد ولم يطرأ على ذهن العريس المسكين أن زوجته التي يتطلع إلى الزواج منها قد تموت أو ترحل عن عالمه وتتركه وحيدًا أصيلانًا في شهر العسل الذي خطط له. لكن الحمد لله مضى حفل الزفاف على أكمل وجه وكانت السعادة بادية في عيون العروسين اللذين راحا يغنيان مع من غنى ويصفقان مع الأهل على أغنام الموسيقى ومضى الوقت الرائع سريعًا واقترب العروسان من عش الزوجية وبدأ صعودهما وسط المزامير والطبول نحو الجناح المحجوز لهما في الفندق.

ودع الأهل العروسين وقلوبهم معلقة بهما ويدعون الله لهما بحياةٍ سعيدة يسودها الحب والوئام وبالذرية الصالحة التي تكون عونًا لهم وذخرًا في حياتهم الزوجية معًا. لكن للأسف، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وكانت المعاناة التي لم تمر مثلها معاناة على هذا العريس المسكين. ففيما كانت زوجته في الحمام تقف أمام المرآة وتغسل وجهها بالماء الدافئ حدث ماسٌ كهربائي في السخان بسبب عدم صيانته منذ فترة طويلة فصعقت وسقطت على الأرض. أصيب العريس بذهول ولولا فصل التيار الكهربائي أوتوماتيكيًا بسبب حدوث "قفلة" بسبب هذا الماس، لكان العريس في عداد الموتى لأنه اندفع صوب عروسته وحملها حاول إنعاشها وإفاقتها لكنها ماتت بالفعل. فهرع يتصل بإدارة الفندق التي أحضرت له طبيبة لم تقل له سوى "البقاء لله."

عندها اسودت الدنيا واظلم العالم في عيني العريس وظل يبكي حسرةً على عروسته ثم حملها وأراد أن يأخذها إلى بيته؛ فأوقفته إدارة الفندق فهاج وماج وكاد يرتكب حماقات بسبب إهمالهم لكنه ما أن وصلت الشرطة ومختصي الطب الشرعي والتحقيق الجنائي لمزاولة عملهم؛ وجد أن الأمور تسير حقًا وحقيقة وأن ما فيه ليس حلمًا أو كابوسًا فاستأذن ودخل الحمام وأطال فهرع أحد متابعيه إليه ليدركه وبالفعل فاجأ الجميع بأنه يريد أن يشنق نفسه حزنًا على حبيبته التي رحلت منه في ليلة العمر. عندها أقبل عليه والد عروسته وواساه وقال له "الصبر الصبر.. ابنتي هي التي اختارت هذا الفندق ولو كنت اخترته أنت لأجزت لك أن تشنق نفسك. لكن قل معي إنا لله وإنا إليه راجعون." نظر العريس إلى عيني والد عروسه المغلفتين بالدموع وقال "إنا لله وإنا إليه راجعون."

Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )