بدأت الحكايه عندما نشأت علاقه حب بينى وبين زميلتى فى العمل ، ولذلك قررت الزواج منها ، وربما كانت شخصيتى تتسم بالتسرع الشديد وعدم التفكير فى القرار قبل إتخاذه .
وبالفعل تم الارتباط ، ولم تستغرق الخطوبه سوى ثلاثه شهور فقط ، وتزوجنا مباشره ، كان كل شئ سريع للغايه .
وتزوجنا وبدأت حياتنا الزوجيه فى سعاده واستقرار ، ومنذ اليوم الأول فى الزواج وانا احاول على قدر المستطاع تغيير بعض الطباع فيها ، لكى تبدأ حياتنا فى تفاهم واستقرار .
ولكن مع الوقت أصبحت هناك فجوه كبيره بيننا فى التفكير والتفاهم ، فقد كانت انسانه لاتهتم بزوجها أو منزلها ، وكان كل اهتمامها بنفسها فقط .
وحاولت كثيرا أن اغير منها ، ولكن كانت كل محاولاتى تنتهى بالفشل دائما ، وبدأت أفكر جديا فى الانفصال .
ولكن علمت أنها حامل ، فااضطررت إلى الصبر ومحاوله علاج هذه السلبيات ، ولكن مر الوقت وانجبت وأصبح لدينا طفل ، ولم تتغير ابدا .
ومع مرور الوقت واعطاء المزيد من الفرص ، أصبح لدينا طفله اخرى ، وهى لم تتغير ، بل كانت لاتفكر سوى فى نفسها فقط .
ومرت الايام على هذا الوضع ، حتى جاء يوم عرض على فيه أحد اصدقائى عقد عمل بالخارج وكان بمقابل مادى كبير للغايه ، وبدأت أفكر فى السفر ، ولكن كانت العقبه الأكبر فى حياتى هى زوجتى .
وكان التفكير يسيطر على عقلي وأصبحت فى حيره كبيره ، خاصه أن زوجتى كانت لاتفكر سوى فى مصلحتها فقط ، ولن تهتم بالمنزل أو الأبناء فى غيابى .
ولكن عندما تحدثت معها ، شجعتنى على السفر ، ودعمت قرارى ، وقالت سافر من أجل العائله ومستقبل الأبناء .
وبالفعل سافرت إلى الخارج ، وبدات رحله جديده فى حياتى ، من حيث الوحده والابتعاد عن الأهل والاشتياق والحنين إلى العائله .
ومرت الشهور ، وسنه خلف الأخرى ، واصبحت الغربه والسفر جزء من حياتى ، وبالرغم من أننى استطاعت النجاح وجمع أكبر قدر من المال ، ولكنى خسرت عائلتى وابنائى .
حيث عندما قررت العوده والاستقرار معهم ، بعدما أصيب بمرض السكر وأصبح هناك مضاعفات خطيره على صحتى .
لم تتقبل زوجتى ذلك ، ومع كثره الصدامات بيننا ، انتهى الأمر بالانفصال والطلاق ، وأخذت الأبناء وتركت المنزل .
وعادت الوحده لى مره اخرى ، وأصبحت هى رفيقتى الدائمه التى لاتفارقنى ابدا .
وذات ليله شعرت أننى لست على مايرام ، فذهبت إلى غرفه نومى ، وبعد أقل من دقيقه فقدت الوعى ، ولم أشعر بشئ نهائيا .
وبعد وقت طويل شعرت باان هناك شخص بالقرب منى ، يطعمنى قطعه سكر ، وظل معى يحاول وضع السكر فى فمى !
ومع الوقت بدأ يعود لى الوعى من جديد ، ورأيت وجه الشخص الذى كان يساعدنى ، عندما نظرت للمره الاولى ، وجدت وجه ملاك امامى .
فقد كانت فتاه جميله للغايه ، ملامحها تحمل الكثير من الرحمه والطيبه ، وكان يبدو عليها الرهبه والخوف الشديد ، وكانت تريد الانصراف سريعا .
وفى تلك الأثناء طلبت منها أن تنتظر ، وكانت خائفه ومتردده ، وكانت دموعها تسيل بغزاره ، فطلبت منها أن تحكى لى من هى ، وكيف وصلت إلى غرفه نومى وانقذتنى .
وقبل أن تتحدث اعطيتها الامان ، لأنها انقذت حياتى للتو ، ولذلك اطمئنت قليلا ، وحكت لى تفاصيل الحكايه .
حيث علمت أنها فتاه يتيمه فى عمر العشرين عاما ، وكانت تعمل فى إحدى المحلات ، وتم طردها منذ فتره ، وقالت إنها تصرف على اختها الصغيره ، وكانت اختها مريضه فى تلك الليله ، وقالت لاننى لا املك ثمن الدواء أو الكشف ، اضطررت إلى اقتحام منزلك ليلا من أجل السرقه .
قالت ولكن أثناء بحثى عن شئ ذو قيمه ، سمعت صوتك وانت تنازع روحك بالداخل ، وعندما نظرت اليك ، علمت أنك فى غيبوبه سكر ، حيث كانت والدتى قبل وفاتها تعانى من نفس المرض ، وقد توفيت بسبب هذه الغيبوبه .
ولذلك لم أستطيع منع نفسي من مساعدتك حتى لو كلفنى الأمر أن يكشف امرى وادخل السجن !!
لحظتها ابتسمت لها ، واخبرتها انها ملاك رحيم يستحق الافضل دائما ، واخذتها وذهبت معها إلى اختها الصغيره ، وكانت بالفعل مريضه للغايه ، وذهبنا إلى المستشفى .
وكنت معهم طوال الوقت ، وتعرفت عليها عن قرب ، وبالرغم من أنها دخلت منزلى من أجل السرقه ، ولكنها سرقت قلبي وعقلى .
ولذلك لم أخفى اعجابى الشديد بها ، وطلبت منها الزواج ، ووافقت لأنها أيضا كانت تبادلنى نفس الاعجاب .
انتهى الأمر بالزواج ، وأصبحت هى السند والدعم فى كل الاوقات ، ربما كان النقاء الداخلى الذى تحمله هو السبب فى تغيير الحياه بالكامل .
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات