شعور صعب ومؤلم أن تجد نفسك بين ليلة وضحاها يتيم الأبوين، وأن تشعر بأن سندك، وأهلك، وكل من لديك غادر الحياة ولم يتبقى لك أي إنسان، ومخلوق تشتكي له ماذا فعلوا بطفولتك وبراءتك، وسرقوا منك أجمل أيام حياتك، سرقوا بسمتك، واستبدلوها بالحزن والدموع، ولكن الأصعب أن تعيش مع أشخاص لا يعرفون معنى الرحمة، وليس في يدك سوي الصبر والتحمل، وهذا ما حدث مع بطلة قصتنا اليوم عن فتاة تسمى "نورين" تبلغ من العمر خمس سنوات، ذات عيون خضراء وشعر أسود وجسد أبيض، وتملك ملامح جميلة مثل والدتها.
كانت نورين حبيبة ابيها، وتعيش في سعادة، وسرور، ويخرجون للتنزة يومياً، لكن كالعادة لا يعلم أحد ما يخبئه له القدر، فقد ذهب والدي نورين للتسوق، ولكنهم وأثناء ذهابهم انجرفت السيارة عن مسارها ، وانقلبت، ومات والديها، وتركوها بمفردها، وبعد الجنازة أخذها عمها متولي إلى منزله لتعيش معه، وأخبر نورين بأنه سيعوضها عن والديها، لكن نورين تساءلت ببراة ماذا حدث لوالديها، فأخبرها عمها متولي، بأنه لن تراهم ثانية، فبكت هذه الصغيرة، التي لم تستوعب فكرة الموت، ولكن عمها متولي رتب على كتفها واخبرها بأنه سيعوضها عن فقدهم فأجابت نورين رغم صغر سنها أخبرته ببراءة بأنه لا يمكن لأحد أن يعوضها عن والدايها.
ذهب عمها متولي بها إلى محل الألعاب، واشتري لها الألعاب والحلوى، فقد كان طيب القلب، وعندما عادوا للمنزل، أوصي زوجته بتربيتها ، لكن زوجة عمها عبير، شعرت بالغيرة من وجود هذه الطفلة، وذلك لأن نورين كانت أجمل من أولاد عمها،. بالإضافة إلى أن نورين كانت تتمتع بروح لطيفة، وبهجة مما تجعل الكل يحبها، ويجلس معها، فشعرت عبير بأن نورين سوف تأخذ الجو من أطفالها، ولن يجلس احد مع أطفالها، فلذلك كانت عبير تعامل نورين بقسوة وجفاء، وتنعتها باليتيمة والمتبجحة وبأنها تأخذ ما ليس من حقها فهذه الألعاب ليست من حقها بل الأولى بها هم أولادها.
كانت عبير تعامل نورين بقسوة في غياب عمها، فالعم متولي "كان يعمل مهندس بترول وينزل اجازه في الشهر يومان فقط" أما عندما يعود العم متولي في إجازته كانت عبير تعامل نورين بلطف وحنان ، لكن حينما يذهب لعمله تجعلها تنظف المنزل بالكامل وتنظف الملابس وكانت تعلمها الطبخ، وتجعلها تقف على كرسي أمام الموقد لطهي الطعام، رغم صغر سنها، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل امتد الأمر إلى أنها كانت تحرم نورين من الطعام، وتطعمها بقايا طعام أطفالها، وعندما يأتي العم متولي، تطعم عبير نورين بيديها وتصر عليها أن تتناول الطعام.
وكالعادة عندما يعود العم متولي من العمل يشتري لأولاده الحلويات والألعاب، وأثناء جلوس الأولاد مع العم متولي نادي نورين واجلسها على رجليه، شعرت عبير بغيرة وحقد شديد على نورين، لكنها لم تستطيع أن تتحدث، وأثناء ذلك جاء اتصال إلى العم متولي من الشركه يطلبونه على الفور، فذهب مسرعة، وأوصى زوجته بالطفله نورين، ومثل اي طفله اشتهت نورين الحلويات الذي اشتراها عملها، فأخذت قطعة وتناولتها، فما كان من زوجة العم عبير، أن تستشيط غضباً، وانهالت بالضرب المبرح على نورين، بكت نورين بشدة، وتحملت، وفي المساء بكت كثيراً على والديها، فمنذ أن تركوها وهي تعيش في عناء وتعب، وظنت زوجة العم عبير أنها نجت بفعلتها، و المفاجأه أن متولي عاد للمنزل، واحتضن نورين بشدة ينم عن اشتياقه لها، فبدون وعي صرخت نورين من الوجع، فهلع متولي وتساءل ورفع الملابس ليري ما يؤلمها، فهاله ما رأي، وعلم أن زوجته فعلت ذلك.
جن جنونه وأراد أن يعاتبها ويفرغ غضبه بها، وخافت عبير بشدة، لكن نورين أمسكت بيديها الصغيرتين ملابس العم متولي، وقالت بكل براءه سامحها أيها العم متولي، فهي لا تقصد، لقد ارتكبت خطأ وأرادت أن تعلمني، حينها علمت عبير أن الطفلة نورين طيبة القلب، فطلبت منها العفو والسماح، ومنذ ذلك الحين وعبير تعامل نورين بلطف وحنان، وتوجه عبير رسالة إلى كل زوجة عم أو زوجة خال، وكتب القدر أن تعيش أطفال سلفها، أن تعاملهم بلطف وحنان، فيكفيهم من الألم انهم فقدوا أغلى ما لديهم، فنحن الكبار اذا فقدنا شخص غالي علينا نحتاج إلى من يواسينا فما بالك بهؤلاء الأطفال، وتضيف زوجة الهم عبير، لا ترتكبوا الخطأ الذي ارتكبته، فأنتم لا تعلمون ربما تربية هذه الطفله تحمي أطفالكم من اي شر يقع بهم.
الفائدة من القصة؛ لا تجعلوا الغيرة والحقد يعمى أعينكم، فالغيرة والحقد إذا تمكنوا من الشخص فإنهم يجعلوه يرتكب أفعال سيئة، فلذلك اطردوا الغيرة من قلبكم، وعاملوا اليتامى بلطف ومحبة، وفي النهاية اتمنى أن تنال القصة اعجابكم، ويسعدني معرفة آرائكم حول هذه القصة، وشكرا لكم
Content created and supplied by: سميةخالد (via Opera News )
تعليقات