تبدأ القصة من داخل قرية نائية ومن داخل كتاب لحفظ القران تبدأ قصتنا, لقد كان هناك طفل صغير يتمتع بذكاء حاد وذاكرة قوية جدا, فكان يحفظ كل ما يقوله الشيخ وبالرغم من صغر سنه قد أقترب من حفظ القراَن كامل, وهذا الطفل كان يسمي شهاب كان يعيش مع أمه سوسن وقد توفى أبيه وهو لم يكمل عاما واحدا من عمره, فعملت الست سوسن على راحة طفلها وكانت تذهب للعمل حتي تتكفل بالمصاريف خاصة أن زوجها لم يكن موظفا ولم يكن يمتلك معاشا.
كان شهاب طفل مرح وكثير الضحك وكان الكل يحبه ويتطلع إلي مستقبله الباهر والمشرق لقد كان طفل متميز, وبالفعل دخل شهاب الابتدائية والاعدادية ومن ثم الثانوية وطول مراحل التعليم كافة كان دائما يحصل على المركز الأول وكان الجميع يشهد بذكائه وفطنته, وبعدما أنهى شهاب الثانوية قد دخل كلية الطب كي يستطيع أن يحقق هدفه وأن يصبح طبيبا مشهورا ويساعد أمه وكل أهل قريته.
وبالفعل قد كان ودخل شهاب كلية الطب وحصل على اعلى الدرجات وكان يعشق هذا المجال لأبعد الحدود وعمل وأجتهد حتي أستطاع ان يمتلك الكثير من العلوم التي تستطيع أن تساعده في مجال عمله, وتخرج شهاب من كلية الطب وزاول مهنة الطب وأصبح له أسمه والكل يعلم من هو شهاب, وطوال سنوات الدارسة في كلية الطب كانت هناك فتاة تصغره بعامين تشغل عقله وتفكيره ولا تترك خياله البته, فبعدما أصبح رجل مسئول ويستطيع أن يفتح بيت ويصرف على أسره تقدم إلي منال وطلب يديها للزواج.
فكانت الخطوبة والزواج وعاش شهاب مع منال أجمل أيام حياته فهي كانت امرأة جميلة وعلى خلق عظيمة وكانت تحترم زوجها لأبعد درجة وهو كان يبادلها نفس مشاعر الحب والاحترام, فنحن نعلم جيدا أن الحب من دون احترام لا يسوي أي شيء, ولكن كان يعكر صفو سعادتهم هو تأخر الأنجاب فبعد عام من الزواج لم تحمل منال, وبعد أجراء الكشوفات والتحليلات تأكد أن منال لا يمكن أن تلد, صدم شهاب من هذا الخبر وكذلك منال فلم تكن تتخيل أن تكون هي السبب في كل هذ التأخر, وعندما يعلم الشخص أنه عاجز ولا يستطع أن يفعل شيء يصبح وكأنه في كابوس مليئة بالوحوش المخيفة ويتمني أن تلتهمه أحد تلك الوحوش حتي يتخلص من عاجزه للأبد.
وفي تلك اللحظات تمنت منال ان تنشق الأرض وتبلعها فهي لم تسطع أن ترفع عينها في عين زوجها وكأنه قد طعنته بخنجر مسموم في ظهره, ومنذ تكل اللحظة أصبحت العلاقة بين منال وشهاب يعلوها التوتر والقلق والحيرة في الوقت نفسه, لتكسر منال هذا الصمت القاتل الذي طال بينهم وتطلب من شهاب أن يتزوج مرة أخرى حتي يستطيع أن يصبح أب, فصدم شهاب من هذا الأمر ولكنه كان متلهف ومشتاق لحلم الأبوة, فأجبر خاطرها وقال لها" أنت تعلمين جيدا اني أحبك أكثر من أي شخص في هذه الحياة, وأني لن أتخلى عنك مهما كانت الأسباب", ففرت الدموع من عينان منال وقالت له" أنا أعلم هذا جيدا, ولحبي لك ولسعادتك أطلب منك أن تتزوج مرة أخري".
فصمت شهاب وبعد برهة قال لها" أن كنت مصرة على هذ الأمر فسوف أترك لك زمام الأمور وتختارين أي امرأة تريها مناسبة", فلم تتردد منال وقالت له" صديقتي مريم, فهي أكثر انسانة مقربة لي وقد كبر سنها وهي لن ترفض مثل هذا الطلب", وبالفعل بعدها بيوم تحدث منال مع مريم وقالت لها كل شيء, ولأنها كانت متأكدة أن مريم سوف توافق فلم تنبهر من القبول السريع, فكان شهاب أي امرأة تتمني أن تكون زوجته وأن كانت الزوجة الرابعة فكان اسمه وشهرته ومال يعمي العيون.
وبالفعل تم الزواج وبعدها عام من الزواج قد رزق شهاب بولد من مريم وقد سماه محرم على أسم أبيه, ولكن قلب مريم كان يثار بالغضب والحنق على منال بسبب حب شهاب له وتفضيله الدائم لها فكانت تشعر أن منال هي الحاجز الوحيد الذي يقف بينها وبين زوجها, حتي وصلت بها الأفكار الشيطانية إلي التخلص من منال حتي تستطيع ان تحصل على قلب شهاب, فقامت واشترت بعض المواد السامة, للذكر أنهم كانوا يعيشون في نفس البيت ولكن كل واحدة تعيش في شقة مختلفة, وبحكم صداقتهم القوية فكانوا يقضون طوال النهار سويا, وفي أحدى المرات وهم مجتمعون وشهاب يحمل محرم ويلعب معه.
وإذا بمريم تدخل المطبخ لتقوم بعمل الشاي ووضعت السم في الكوب الخاص بمنال, وبعدما تناولت منال كوب الشاي وإذا بها تشعر بالتعب والدوار ومن ثم أغمي عليها, فعلى الفور أخذها شهاب إلي أقرب مستشفى وهناك تم انقاذ منال من الموت بأعجوبة, وتأكد الأطباء ان السبب في كل هذا أنها قد تعرضت للمادة سامة هي من تسببت في كل هذا, فكل الشكوك كانت تدور حول مريم, وبالفعل قد ضغط عليها شهاب حتي اعترفت بكل شيء.
وقال لها شهاب" لم أتزوجك إلا بسبب طلب منال, ولهذا أنا لن أخبر الشرطة بأي شيء ولكني سوف أطلقك وأربي محرم بعيدا عنك فلن أستطيع ان أطمئن على طفل في حضن امرأة قاتلة", فلم تملك مريم من أمرها شيء إلا أنها وافقت على شروط شهاب وعاشت حياة صعبة ومريرة حتي وصل بها الحال إلي الانتحار, وبعدها عاش شهاب مع زوجته منال وطفله محرم أياما سعيدة.
فهل ما قام به شهاب كان الصواب أم لا؟...شاركنا برأيك.
Content created and supplied by: واقع (via Opera News )
تعليقات