دوما تعجبت لهؤلاء الناس التي تعترض علي إرادة الله، علي الرغم من أنهم لو شكروا لأزادهم الله من نعمه.
أنا جميلة عمري الأن "خمسة وثلاثون عام" متزوجة ولدي "ثلاثة بنات اكبرهم عمرا احدي عشر عام" ونظرا لأن خلفتي كلها بنات أصر زوجي عليه أن أحمل مرة أخري حتي أنجب له الولد في البداية رفض ذلك لأن الحمل متعب وانا عانيت كثيراً في خلفة البنات لكن بعد إلحاح منه وافقت مرغمة، مخبرة إياه أنها المرة الأخيرة تم الحمل بفضل الله ثم بعد مرور أربعة أشهر ذهبنا الي الدكتور لمعرفة نوع الجنين.
أخبرنا الدكتور أنها فتاة وتتمتع بصحة جيدة وبعدما طلب مني الراحة التامة مع الالتزام بتناول الأدوية في موعدها بالإضافة إلي التغذية الجيدة، سلمنا عليه وشكرنا الدكتور ثم انصرفنا، كانت ملامح زوجي تنذر عن معركة قادمة والخسائر ستكون فادحة دخلنا المنزل وأغلق الباب في عنف ثم طلب مني الانتظار وعدم الصعود للحجرة فبيننا حديث لم ينتهي، قال: في عنف أنني يجب أن انزل ذلك الحنين فهو لم يريده، لحظتها رفض طلبة في شراسة "أم" تدافع عن رضيعها ضد ذلك الوحش المسمي "اب" فنظر لي في حزن شديد وكأنني خذلته ثم قال : إذن أختاري بيني وبينها انا سأطرق المنزل الأن اذا رجعت ووجده خاليا مني فالفراق سيكون عنوان حكايتنا لكن إذا ظللت هنا فيجب عليك التخلص من الجنين ولنبدأ من جديد.
كان الإختيار صعب فخمسة عشر عام زواج ليست قليلة، لكن طفلتي أغلي من كنوز الدنيا لذلك اخترتها هي، حملت حقيبة ملابسي بعدما ودعت كل ركن من هذا المنزل فربما لن يسمح لي الوضع برؤيته مرة أخري، مرت شهور علي وجودي في منزل أهلي منتظرة أي خطوة منه فأنا لم أخبرهم سبب الخلاف الذي حدث بيننا حتي لا يكبر الموضوع، علي أمل عودة في اي يوم.
تفاجأت ذات يوم بدخول زوجة عمي والشرر يتطاير من عينيها وصاحت في عنف قائلة : زوجك تزوج عليك يا " جميلة" والقرية ليس لها حديث إلا زواجه من بنت الحاج عصمت الجمال لحظتها شعرت بالذهول فهذا الاحتمال لم يخطر على بالي أبدا تزوج عليه من صديقة عمري؟! كيف حدث ذلك؟ وتلك الفتاة كانت تخدعني كل تلك السنين بصداقة مزيفة وهي في الواقع تخطط لسرقة زوجي مني صحت في زوجة عمي قائلة : أنت تكذبي عليه لا يمكن أن يفعل بي ذلك خصوصاً بعد كل تلك السنين من زوجنا.
لكن حضور أبي أكد كل كلمة نطقت بها تلك الحية، شعرت بتقلصات أسفل بطني فصحت فيهم أنني "أولد" أخذني أبي في سيارة محمد شقيقي وذهبنا الي المستشفى فاخبرهم أنها حاله ولاده متعسرة ودخلت غرفته العمليات وانا ابكي واصرخ من شدة الألم وبعد مرور ساعة تمت العملية القيصرية بنجاح.
لكن المفاجأة الغير متوقعة أنني أنجبت صبي جميل الملامح لحظتها قال : ابي ماذا نسميه؟ ابتسمت أروع ابتسامة وقلت سأسميه عوض حتي يكون العوض لي ولأخواته البنات، بعد مرور أسبوع حضر طليقي لرؤية الصبي مطالبا بعودتي إلية لكنني رفض ذلك مبددة أي امال له في عودتي اليه مرة أخري فأنا انسانه لديها كرامة جرحت دون أي رحمة لذلك فلا ينتظر مني السماح والعفو بكل سهولة.
بعد فترة شعرت بالتعب وصداع شديد في الرأس فذهبت الي الدكتور، طلب مني إجراء بعض التحاليل والاشاعات وقمت بفعلها في مركز النور القريب من قريتنا ثم ذهبت بها للدكتور لكي يطلع عليها، لحظتها نظر لي في حزن واخبرني أنني مصابة بسرطان الدم وفي مراحلة الأخيرة، لذلك يجب أن نبدأ كورس العلاج في أسرع وقت، خرجت من عنده وانا شعر بالضياع والحزن الشديد لم أدري وقتها ماذا أفعل؟ ولا كيف سيستقبل الخبر اهلي وأولادي، اتصلت علي طليقي وطلبت رؤيته لأمر هام.
وبعد مرور ساعة أخبرته بكل ما حدث وطلبت منه الاعتناء بالأطفال اذا حدث لي شيء، صاح في عنف أنني سأعيش حتي ازوجهم واربي أولادهم لكن القدر كان له رأي آخر فلم يأتي الصباح إلا والسر الإلهي طلع توفيت جميلة وهي مازالت في مقتبل الحياة وحزنت عليها كل أهل القرية فهي كانت أمراءه طيبة وعطوفة.
في الحياة قصص مؤلمة ونهاية مأساوية لذلك لا تظن انك الوحيد الذي يعاني.
Content created and supplied by: RamadanElshate (via Opera News )
تعليقات
+1٧٦٥٤٣٢٨
01-12 21:34:37ربنا يرحمها 😂😂
احمدكامل_24
01-12 19:51:24جوزها قليل الأصل وهي جدعه انها رفضت ترجعله
مجديالحلو
01-12 15:14:31ربنا يشفي كل مريض يارب