القبر هو أولى منازل الآخرة، ففية يُبشَّر العبد بمكانه في الجنة أو النار، قال الله تعالى: "وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون"، وقال تعالى: "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا".
هل الروح هى التى تعذب أم النفس؟
و في الصحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ -لمحمد- فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه".
وعند أحمد من حديث عائشة بسند حسن :" فإذا كان الرجل الصالح أجلس فى قبره غير فزع، وإذا كان الرجل السوء أجلس فى قبره فزعاً".
وفى حديث البراء بن عازب الطويل الذى رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة والحاكم وغيرهم بسند صحيح وأوله: "إن العبد المؤمن إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه " وفيه: " يحملونها (الروح) فى ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط… ويصعدون بها... فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدى فى علين، وأعيدوا عبدى إلى الأرض، فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه…… وفيه: " فيفسح له فى قبره مد بصره ".
و قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بأن الجسد وحده جماد، والنفس وحدها لا يمكن أن تتعذب، و لو أصاب الجسد شيء من العذاب لا يشعر به إلا بالنفس، فلا يوجد جسد وحده يعذب لأنه لو عذب لن يشعر بشيء، لكن هناك جسد فيه نفس، وعذاب النفس بأن نؤلم الجسد فتشعر هي.
واضاف الدكتور علي جمعة، بأنه لذلك عندما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- عذاب أهل النار قال: ضرس الكافر فيها كجبل أحد، وقد فعل الله هذا حتى يتحمل الكافر العذاب الذي سيلقاه، مضيفًا: إن هذا لا يعني أن الله يريد أن يعذبنا عذابًا شديدًا هكذا ولكنه يخوفنا به «ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ» فالله رحيم.
مصادر
https://www.elbalad.news/4118123
https://www.elbalad.news/4003810
https://m.youm7.com/story/2020/3/11/%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%86/4667020
Content created and supplied by: AmeraSalah (via Opera News )
تعليقات