ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل فِي قَوْلِهِ تعالى "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" (الأحقاف: 35) ، وَالْمُرَادُ بِالْعَزْمِ: الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْحَزْمُ وَالتَّصْمِيمُ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَإِعْلاَءِ كَلِمَتِهِ، وَعَدَمُ التَّهَاوُنِ فِي ذَلِكَ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَحْدِيدِ مَنْ هُمْ أُولُو الْعَزْمِ، لكن أَشْهَرُ هذه الأقوال مَا قَالَهُ مُجَاهِدٌ في تفسيره: هُمْ خَمْسَةٌ: نُوحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. "تفسير ابن كثير" (4/ 172)، و"تفسير القرطبي".
وأولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق من المرسلين الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم قى قوله تعالى: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" وقد قال العلماء في تحديد أولي العزم من الرُّسل بأنهم: نوح عليه السلام، وإبراهيم الخليل عليه السلام، وموسى عليه السلام، وعيسى عليه السلام، ثُمّ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فهم خمسةُ رسل كرام تحملوا أشد أنواع الأذى من أقوامهِم، ولكنهم صبروا أجمل الصبر وأكمله، فكانوا أهلاً للعزم والصبر والجد.
ولقد جاء ذكر أولي العزم من الرسل في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (الأحزاب: 7) ؛ حيث خصت الآية هؤلاء الأنبياء بالذكر حين أخذ العهد على الأنبياء بتبليغ الرسالة، والدعاء إلى الدين القيِّم، وعلى الوفاء بما حُمِّلوا، وأن يُصَدِّق بعضُهم بعضًا، ويُبشر بعضُهم ببعضٍ، فخصت هذه الآية هؤلاء الأنبياء بالذكر في تحقيق هذه المهمة، بعدما كان التعميم على الأنبياء جميعًا، فكانت البداية بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم ذكر من بعده أنبياء الله: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، عليهم الصلاة والسلام.
والسر في هذا التخصيص هو بيان فضيلة هؤلاء الأنبياء، وسبقهم، وزيادة شرفهم؛ لأنهم أصحابُ الكتب، ومشاهير أرباب الشرائع؛ فاستحقوا بذلك لقب " أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل"، وقُدِّم النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الذكر تشريفًا له، وتفضيلًا، وتكريمًا، وإيماءً إلى تقديم نبوته في عالم الأرواح المشار إليه بقوله: "كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ" رواه ابن أبي شيبة، وفي رواية:" كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ" رواه الطبراني في "مسند الشاميين".
وعن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال:" كنت أوَّل النَّبيِّين في الخلق، وآخرهم في البعث"، قال قتادة: وذلك قول الله تعالى: " وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ"، فبدأ به صلَّى الله عليه وسلم قبلهم. "تفسير البغوي"، وقال الإمام النسفي في تفسيره، :" فلمَّا كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل هؤلاء قُدِّم عليهم، ولولا ذلك لقُدِّم مَن قَدَّمه زمانُه" اهـ.
أولو العزم من الرسل :
١/ سيدنا نوح عليه السلام :
من المعروف أنّهُ، عليه السلام، كان من أطول الرسل دعوة إلى الله تعالى، وقد مكث ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، فكانت عقوبتهم بعد أن أصروا على الكفر بأن أغرقهم الله بالطوفان الذي أتى على الكافرين وأنجى الله نبيه والمؤمنين معه بالسفينة التي صنعها نوح عليه السلام.
٢/ سيدنا إبراهيم عليه السلام :
وهو الملقب بخليل الرحمن، والذي ألقي في النار في بداية الدعوة إلى الله، وهو الذي ابتلاه الله بذبحهِ ابنه ففداهُ اللهُ بذبحٍ عظيم وهو، عليه السلام الذي ابتلاه الله أيضاً بترك ابنه الرضيع إسماعيل، عليه السلام وزوجته هاجر في أرض مكة حيث لا حياة هناك ولا شجر ولا ماء، فكان أن أخرج الله ماء زمزم له، هو أبو الأنبياء، عليه السلام وهو الذي تحمل الأذى وصبر في سبيل الدعوة إلى الله.
٣/ سيدنا موسى عليه السلام :
هو الذي أرسله الله إلى فرعون الطاغية، وهو الذي عانى في طفولته ونشأته، وصبر على أذى فرعون وجنده وعلى تكذيب بني إسرائيل وكفرهم، فكان من الصابرين.
٤/سيدنا عيسى عليه السلام :
هو النبي الذي ابتلاه الله بقصة مولده وحياته في الدعوة بين الذين طاردوه ليقتلوه فأنجاه الله منهم ورفعه إليه، فهو صابر عليه السلام، ومن أولي العزم من الرسل.
٥/سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
هو النبي الخاتم الذي كذَّبه قومه وأقرب الناس له، ورموه بالحجارة وعذَّبه أصحابه، وقاطعوه وهجروه وقاتلوه، وأخرجوه من مكة التي هي أرضه وبلده، فهو سيد الصابرين، وهو من أولي العزم من الرسل، عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.
إذا أتممت القراءة فردد الآتي ولك أجر الذكر ولي أجر التذكير :
١/ سبحان الله.
٢/ الحمدلله.
٣/ الله أكبر.
٤/ لا إله إلا الله.
٥/ سبحان الله وبحمده.
٦/ سبحان الله العظيم.
٧/ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
٨/ لا حول ولا قوة الا بالله.
٩/ أستغفر الله وأتوب إليه.
١٠ / اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
١١/ استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه.
١٢/ رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.
١٢/ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
١٣/ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
١٤/ يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
١٥/ الله ربي ولا أشرك به شيئا.
١٦/ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
المصدر :
https://www.dar-alifta.org/ar/Viewstatement.aspx?sec=new&ID=4584
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات