بالطبع، لا يساور أحد منا أدنى شك في أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، أوحى به إلى نبيه وروسوله الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولكننا من حين لآخر نستمتع بمعرفة معجزات القرآن الكريم، ليس للتأكد وإنما للمعرفة والحصول على الحكمة.
وحتى مشركي قريش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يستطع أحدهم أن يتهمه بتأليف القرآن، وإنما كان أقصى ما قالوه، هو أنه ساحر "افتراءا وكذبا"، وغيرها من الصفات التي افتروا بها علي النبي.
ونحن هنا بصدد معجزة إلهية، تعد أحد معجزات القرآن الكثيرة، والتي تدل على أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، وليس بالتعصب وإنما بالمنطق والحجة والعقل.
فحسب الأكاديمي الكندي والمبشر التنصيري "جاري ميلر" الذي اعتنق الإسلام، وغير إسمه إلي "عبدالأحد عمر" قال في مؤلفه القيم كتاب "القرآن المذهل"، أن سورة المسد تعتبر من معجزات القرآن، ومن القصص التي أبهرتني واعتبرها من المعجزات هي قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع أبي لهب.
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5).."سورة المسد".
ولكن..أين المعجزة في ذلك؟!
في الحقيقة..السورة كلها في حد ذاتها تعد معجزة ودليل على صدق القرآن، حيث نزلت السورة في حياة أبي لهب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤكد أن أبي لهب لن يدخل في الإسلام، وأنه سيذوق هو وامرأته عذابا أليما، كما وصفه الله في كتابه العزبز.
وكما وضحنا، فإن السورة نزلت في حياة أبي لهب وامرأته، وسمعا السورة وفهما معناها، وفطنا إلي تأكيد الله عز وجل في السورة، بأنهم لن يدخلوا في الإسلام.
وهنا، كان كل ما على أبي لهب أن يفعل، هو أن يعلن إسلامه ويقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله"، وبإعلانه إسلامه يكون قد خالف ما جاء في القرآن، حتى وإن كان إسلامه غير حقيقي من داخله، فقد كان يكفى أن يرى ذلك أهل قريش، وبالتالي سوف يساور الشك الكثيرين منهم، وربما ارتد من أسلم منهم، وتراجع الباقون..وكان أبي لهب يدرك ذلك جيدا بالتأكيد.
ولكن..كانت المعجزة في أن ابي لهب لم يعلن إسلامه حتى ولو بالكذب والنفاق، لم يستطع أن يقول هذه الجمله حتى مماته، ومات على الكفر، وكأن القرآن الكريم تحداه بنوع بسيط من التحدي، خسر أبي لهب أمامه، جملة من بعض كلمات فقط يقولها في حياته ولو بالكذب..ولكنه عجز أن يفعلها.
ومن يستطع أصلا أن يقف أمام معجزات القرآن الكريم مهما كانت قوتها؟!.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
لينك المصدر:
https://amrkhaled.net/Story/1025657
Content created and supplied by: shady9898 (via Opera News )
تعليقات
WaelKhwesky
02-10 21:15:11صدقت ...لو قال لا اله الا الله محمدا رسول الله لتعارض مع القرآن على مر الزمان