بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إنَّ من أفضل الأعمال الصالحة اليسيرة التي تقرب المسلم إلى ربه جل وعلا الذكرُ كما أن ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل الذكر، فقال الله سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
ومما لا شك فيه أن ذكر الله في كل وقت وحين له أجر كبير وثواب عظيم وهناك من الأذكار ما يجب أن نداوم علية ونجعل له وردا يوميا وحديثنا اليوم عن الحوقلة أي قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" من أعظم الذكر وأفضله ، فينبغي للمسلم أن يكثر منها في كل وقت .
ولقد وردت في فضلها الكثير من الأحاديث الشريفة وهي كالتالي :
روي ابن أبي الدنيا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «مَنْ قال : لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ مائَةَ مَرَّةٍ في كلِّ يَومٍ ، لمْ يُصِبْهُ فقْرٌ أَبدًا» .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ : « أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ ؟ أن تَقُولُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ تعالي : أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ » .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من قال إذا خرج من بيته : بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان . رواه الترمذي وصححه هو والألباني.
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر . رواه الترمذي وحسنه هو والألباني.
كما قال ابن بطال ، في معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله" :
لا حول عن معاصى الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله .
وروى عن "علي بن أبي طالب" تفسير آخر ، وهو : إنا لا نملك مع الله شيئًا ، ولا نملك من دونه شيئًا ، ولا نملك إلا ما ملكنا مما هو أملك به منا .
ويقول الله سبحانه وتعالى: " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "، فاطمئنان القلب، يرتبط بذكر الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ الذكر مفتاح الأمان والاطمئنان، وهو سرٌ بين العبد وربّه، وفيه يستشعر العبد قربه من الله، ويزيد من روحانيته ورقّة قلبه، فذكر الله أعلى درجةً من قراءة القرآن ومن الدعاء، وشغل العبد لسانه بذكر الله، خير له من أن يشغله في الكلام العادي، الذي قد يكون من الغيبة والنميمة، وللذكر فوائدٌ لا تحصى، عوضاً عن أجر الذكر العظيم.
ويقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، [سورة الأنفال: الآية 45]؛ فذكر الله - عز وجل- سهل ميسر للجميع ومن أفضل الأعمال الصالحة وأجلّها، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلّقاً بخالقه - جلّ وعلا - كثُر ذكره له وثناؤه عليه
إذا أتممت القراءة فصلى على النبى العدنان محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الكرام.
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات
محممدمحمودبيبو
02-11 12:53:27عليه افضل الصلاةوالسلام
GUEST_oAbrEpGer
02-12 21:07:58صلي الله عليه وسلم