إن الدعاء من أقوى الأساليب التي يمكن أن يستخدمها الانسان ليدفعَ عن نفسه البلاء والضراء ، وفى نفس الوقت يكون الدعاء وسيله يستجلب به النَّفع والخير لنفسه أو لغيره على حسب المقصود منه ، وهو أضا سلاحُ يستعين به المسلم للتغلب على المصائب التى قد تواجهه فى حياته .
وقد أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم بالاستعانه بالدعاء دائما لدفع البلاء وجلب الخيرات ، وذلك بقوله: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : اللهُ أكثرُ) وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُعلّم أصحابه صلاة الاستخارة التي يدعو فيها العبد ربّه؛ ليُسخِّرَ له الخير؛ فإن كان ما يريده في المستقبل خيراً له، يسَّرَه الله -تعالى- له، وإن كان شرّاً، صرَفَه عنه، كما بيّنَ لهم أنّه لا شيء يمكنه أن يردّ القضاء إلّا الدعاء؛ فقال: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُ ) .
وعلى نفس السياق " قال بعض الفقهاء ، أن كل شيء يمكن تغييره لأن الله قال: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39]، وأن الله جل وعلا أمر بالدعاء، وشرع الأسباب، وعلق ما يشاء على ما يشاء ، علق الشقاوة على شيء، والسعادة على شيء، وهو حكيم عليم يعلم ما يصير إليه أمر العبد.
فقد قال تعالى فى كتابه الكريم (وإذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعانى ) نعم ذكر عن رسول الله عليه السلام انه قال(لاايرد القضاء الا الدعاء)إذا الدعاء يرد القدر لان كلاهما قضاؤه من الله لانه سبحانه يعلم أن العبد سيدعوه ويغير الله القدر بقدر آخر مكتوب عنده.
وعلى سياق متصل "قال الدكتور علي جمعة " عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهوريه السابق ، إن القدر هو ما سطره الله في الكتاب وهو على نوعين، ففيه قابل للتغير وممكن يثبت أو يمحى، أو غير قابل للتغير.
وأضاف عضو هيئه كبار العلماء بالازهر الشريف " ، أن القضاء الثابت هو القضاء المبرم وهو الذي لا يقبل التغير، أما القابل للتغير هو القضاء المعلق ، الذى يمكن تغييره من خلال الدعاء ، وأضاف إلى أن الإنسان المسلم الذي يتضرع إلى الله بالدعاء، ووافق دعاؤه الدعاء المعلق ، فقد يتغير القضاء بحكمة وإرادة من الله الخالق عزوجل، ولا يعلم ذلك إلا هو ، حتى الملائكة لا تعلمه.
وقال " أن الدعاء قد يغير القدر ويمحو المعلق ويثبت الجديد، وذكر النبي في الحديث الشريف "وينسئ له في أجله" أي يمد له في أجله فمعنى المد هو الإطالة في العمر.
وقد على الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على موضوع هل الدعاء يغير القدر فى الموت ، فقال إنه ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم أن الدعاء يرفع القضاء، لافتًا إلى أن هناك أقدارا لا يغيرها الدعاء، وعن هل الدعاء يغير القدر في الموت ، فهناك نوعين من الأقدار أولها مُحققة والأخرى مُعلقة، موضحا أن الله سبحانه وتعالى قد قدر للإنسان قدرًا مُحققا وآخر مُعلقا.
وأوضح أن الدعاء قد يغير القدر في الموت ، وقال إن الأقدار المُعلقة هي التي تتغير بالدعاء، كأن يكتب الله عز وجل على إنسان أن يُصاب بمرض ما، ثم يُرفع عنه المرض بسبب الدعاء، وعن هل الدعاء يغير القدر في الموت ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة»، أي أن الدعاء والقضاء يتدافعان.
وفي رواية أخرى «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء -و(يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب»، أي أنه لو الدعاء أقوى يزيل القضاء، أما إذا كان القضاء هو الأقوى فإنه يقع، مشيرًا إلى أن هذا يتعلق فقط بالقضاء المُعلق وليس المُحقق .
مصادر :https://www.elbalad.news/4069024
مصادر:https://www.elbalad.news/4131718
مصادر:https://binbaz.org.sa/fatwas/997/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1
Content created and supplied by: mohamedmahfoz (via Opera News )
تعليقات