إن الإيمان باليوم الآخر ركنٌ من أركان الاسلام، و قد ورد ذكره في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، منها قول الله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ). ويكون الايمان باليوم الاخر سببٌ في تقويم السلوك الإنساني المُوجّه بالرغبة في نيل الأجر والثواب من الله أو الخوف والخشية من العقاب والإثم. و في هذا الصدد، اشار الدكتور محمود المصري، الداعية الإسلامي، الي أشراط الساعة العشرة، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك: نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وأضاف أنه في اليوم ذاته ستظهر الدابة التي قال القرآن عنها: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)»النمل، مشيرًا إلى أن تلك الدابة هي حيوان أعطاه الله القدرة على قراءة ما في قلوب العباد، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم «تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه السلام فتخطم الكافر -أي أنف الكافر بالخاتم- وتجلو وجه المؤمن بالعصا حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم فيقول هذا: يا مؤمن ويقول هذا يا كافر» رواه أحمد والترمذي.
وفي هذا السياق، ذكر فضيلة مفتي الجمهورية، دكتور علي جمعة ، ان الدابة في اللغة كل ما يدب على الأرض، ولقد اقتصر استعمالها على الحيوانات، و ان خروج دابة تكلم الناس بلغتهم يكون من علامات يوم القيامة موضحا ان خروجها علامة خطيرة، وذلك لانغلاق باب قبول التوبة والإيمان بظهورها. وقد اختلف العلماء في هيئتها علي قولين اولهما أنها فصيل ناقة صالح، والقول الثاني أنها دابة جمعت من خلق كل حيوان، و هناك ثالث يقول أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم حتى يتبين الصادق من الكاذب فيحيا من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهو قول بعيد ليس عليه دليل، بل جاءت الأدلة بخلافه. اما القول الرابع أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة، و اخر الاقوال أنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم، طولها ستون ذراعا، ويقال إنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري رضي الله عنه والذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وسميت بالجساسة ؛ لأنها تجس الأخبار للدجال.
وكما اختلف العلماء في حقيقة الدابة وهيئتها، اختلفوا كذلك في موطن خروجها في قولين ، اولهما أنها تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام بمكة المكرمة، والثاني أن لها خرجات، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة. وعلى هذا القول يمكن جمع الأقوال المختلفة في ذلك. و تخرج هذه الدابة قبل يوم القيامة لتسم المؤمن والكافر، اي تكتب على جبين الكافر كافر، وعلى جبين المؤمن مؤمن. فعملها يتلخص في أنها دابة تكلم الناس، و تسم المؤمن بعلامة وتجلو وجهه حتى ينير، وتصيب الكافر بعلامة تجعل له أثرا مثل أثر الخطام.
https://www.draligomaa.com/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A/item/1501-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-5
https://www.elbalad.news/4120971
Content created and supplied by: seif87 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_BOKXlBOVv
02-15 22:38:53شكرا