إن قراءة القرآن الكريم من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه اللّه، وحامله من أهل اللّه وخاصّته.، كما أن القرآن يشفع لصاحبه، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، إلى أضعاف مضاعفة. وحديثنا اليوم عن سورة عظيمة من سور القران الكريم وهي سورة التين.
سورة التين هي سورة مكية تقع في الجزء الثلاثين، آياتها 8، وترتيبها في المصحف 95، و بدأت بأسلوب قسم ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ). والحقيقة الرئيسية التي تعرضها هذه السورة هي حقيقة الفطرة القويمة التي فطر الله الإنسان عليها، واستقامة طبيعتها مع طبيعة الإيمان، والوصول بها معه إلى كمالها المقدر لها .وهبوط الإنسان وسفوله حين ينحرف عن سواء الفطرة واستقامة الإيمان . ويقسم الله - سبحانه – على هذه الحقيقة بالتين والزيتون، وطور سنين، وهذا البلد الأمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
( والتين والزيتون ( 1 ) وطور سينين ( 2 ) وهذا البلد الأمين ( 3 ) لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ( 4 ) ثم رددناه أسفل سافلين ( 5 ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ( 6 ) فما يكذبك بعد بالدين ( 7 ) أليس الله بأحكم الحاكمين ( 8 ) )
وقد ذكر الطبري في تفسير هذه السورة الكريمة انه اختلف أهل التأويل في تفسير قوله: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) فقال بعضهم: عُنِي بالتين: التين الذي يؤكل، والزيتون: الزيتون الذي يُعْصر. وقال آخرون: التين: مسجد دمشق، والزيتون: بيت المقدس. وقال آخرون: التين: مسجد نوح، والزيتون: مسجد بيت المقدس. و أوضح أن الصواب من القول في ذلك هو انه التين: هو التين الذي يُؤكل، والزيتون: هو الزيتون الذي يُعصر منه الزيت، والمراد من الكلام القسم بمنابت التين، ومنابت الزيتون.
وما من شيء يقسم الله تعالى به إلا وفي ذلك دلالة على فضله وعظمته، وفي ذلك لفت الأنظار إلى عظيم قدرة الله وعجيب صنعه، ومن ذلك الإقسام بالتين والزيتون. فقد أوردت كتب التداوي بالأعشاب ما في التين والزيتون من فوائد، فالتين يتميز باحتوائه على مواد معدنية وسكرية وفيتامين ب وجميعها مواد مهمة لبناء جسم الإنسان وتمده بالطاقة، كما أنه ملين للمعدة ومفيد في حالات الإمساك.
أما الزيتون فيفيد مضغ أوراقه في علاج الأورام المختلفة، ويفيد زيته في علاج العديد من الأمراض، ولا تخفى فوائده على أحد، وعظمة الخالق في صنعهما هي أحد أسباب قسم الله تعالى بهما.
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura95-aya1.html
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/23305/%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86
Content created and supplied by: lareine787 (via Opera News )
تعليقات