العبرة من قصص الصحابة من أسباب الثبات على الطاعة وقال إهل العلم إنّ أول شهيدة في الإسلام كانت سمية بنت الخيّاط رضي الله عنها، فلقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة يتعرضون للعذاب من قبل المشركين في مكة المكرمة؛ وذلك من أجل ردهم عن دينهم، والله -تعالى- يبتلي أهل الإيمان ليختبر صدقهم وصدقهم وإيمانهم، فقد قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} .
وتعذيب المشركين لم يقتصر على الرجال فقط، فالنساء تعرضوا للعذاب أيضًا، وكان ممن تعرضوا للعذاب سمية بنت الخياط.
ونحيط حضراتكم علما فى السطور القليلة التالية التفاصيل الكاملة عن بشأن أول شهيد في الإسلام:-
قد يكون من اللافت والمثير للعجب أن يكون أول شهيدٍ في الإسلام وبداية الدَّعوة الإسلاميَّة هو "امرأةٌ" ضحَّت بنفسها في سبيل الله وثباتًا على دينه على الرغم من قساوة ما لاقت من كفار قريش، وعلى الرغم مما كان عليه الإسلام والمسلمون في بداية الدعوة الإسلاميَّة من ضعف حالٍ وقلّةٍ عددٍ وعدم تمكين.
"سميَّةُ بنت الخيَّاط"، أم عمار بن ياسر، هي أول شهيدةٍ في التاريخ الإسلاميّ. كانت سميَّة أَمَةً عند أبي حذيفة بن المغيرة وهي من أوائل المسلمين ومن السَّابقين إليه في بداية الدَّعوة وقد عذَّبها أبو حذيفة بن المغيرة محاولاً ثنيها عن البقاء في الإسلام ومراوغًا لها لتكفر بالله تعالى وبنبوة النَّبيّ محمدٍ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فأبت ورفضت وبقيت ثابتةً عليه حتى قُتلت.
ونُقل أنَّ الذي قتلها هو أبو جهل حيث طعنها بحربةٍ أي رمحٍ في يده فقتلها، فكانت أول شهيدةٍ في الإسلام. وكذلك رُوِي أنَّها من السَّبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم بعد رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وأبي بكر، وبلال بن رباح، وخبّاب بن الأرت، وصهيب بن سنان، وابنها عمار بن ياسر.
وقد أصاب سميَّة بنت الخياط -رضي الله عنها- من قِبل كفار قريش ونالها منهم عظيم الأذى والعذاب ولم تكن وحدها تخضع لهذا التعذيب والإيذاء النفسيّ والجسديّ؛ بل تعرّض زوجها ياسر وابنها عمار بن ياسر إلى العذاب والأذى من المشركين ولاقوا في سبيل هذا الدين ما لقيت سُميَّة فعمار ابنها كان من السابقين إلى الإسلام.
وروي أنَّ الله تعالى أنزل في عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قرآنًا ذلك أنَّه تحت تعذيب كفار قريش وشدَّة إيذائهم له أمروه أن يسبَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ويذكر آلهتهم من الأصنام ويعليها، ففعل من شدَّة الألم الذي لحقه، وحزن على ما كان منه، وذهب بعدها للنَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- يحدِّثه بما كان منه، فسأله النَّبيّ عن قلبه، فأجابه بأنَّه مطمئنٌ بالإيمان، فأنزل الله تعالى قوله: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ).
ونستوضح مع حضراتكم أنه قد حسن إسلام عمار بن ياسر -رضي الله عنه-، وقدَّم للإسلام والمسلمين الكثير؛ فقد كان من المهاجرين إلى المدينة، وشهد مع النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- غزوات بدر، وأُحُد، والخندق، وبيعة الرضوان. كان كفار قريش يُعذّبون سميَّة وياسر وابنهما عمَّار -رضي الله عنهم- مُجتمعين على رمال مكّة الحارَّة في وقت الظهيرة، أي ذروة الحرِّ الشديد ويمرُّ عليهم النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهم على هذه الحال من الأذى والألم، فيُصبِّرهم ويُواسيهم ويُبشّرهم بالجنَّة كما روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- : (أنَّ النَّبيَّ مرَّ بعمَّارِ بنِ ياسرٍ وبأهلِه وهم يُعذَّبونَ في اللهِ عزَّ وجلَّ فقال: أبشِروا آلَ ياسرٍ موعِدُكم الجنَّةُ).
يسعى كل عبد مؤمن بالله - سبحانه- إلى أن يرضى الله عنه ويُحبّه، فيكون سعيدًا ومُطمئنًّا ومرتاح البال في حياته، وينال الخير كلّه في آخرته، ويكون نيل رضى الله -تعالى- باتّباع أوامره والابتعاد عمّا نهى عنه، والتقرّب له بالدعاء والعبادات، واللجوء إليه في كلّ تفاصيل الحياة المختلفة، واستشعار وجوده في كل خطوة يخطوها المسلم.
يتوجّب على كل من أراد رضى الله وسعى إليه أن يحرص على القيام بالأعمال التي يُحبّها الله ويرضاها، ويبتعد عن سخطه، فيؤمن بالله عزّ وجلّ، ويتعلّم ما أراد الله سبحانه منه، ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه، وأن يُخلص في عبادته مُتّبعًا لسنة رسوله - محمد عليه الصّلاة والسّلام- ، فقد جاءت نصوص القرآن الكريم ونصوص السُنّة النبويّة مُبيّنةً ما يُحب الله من عباده أن يفعلوه، وما يحب تركه، وممّا ورد.
إذا اتممت القراءة صل على محمد وآل محمد،،،
المصدر من هنا.
https://mobile.sabq.org/Br7qJv
Content created and supplied by: Taher.Omar1 (via Opera News )
تعليقات