أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على نبيناً محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون معجزته التي يثبت بها نبوته، وأيضاً منهج ودستور المسلمين يتبعون تعاليمه في شتى مجالات الحياة المختلفة، وقد كان كل معجزة يأتي بها نبي تكون من جنس ما نبغ به قومه، لذلك أنزل الله القرآن باللغة العربية ليتحدى به فصاحة العرب وبلاغتهم، ولذلك فنحن نحتاج إلى أن تندبر معاني القرآن لمعرفة تفسير آيات الله وما المقصود منها.
وفي هذا المقال أعرض لكم معنى قولة تعالي "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ":
وجاء في التفسير الميسر :
"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" أي دنا وقت حساب الناس على ما قدَّموا من عمل، ومع ذلك فالكفار يعيشون لاهين عن هذه الحقيقة، معرضين عن هذا الإنذار.
وجاء في تفسير السعدي :
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" أن هذا تعجب من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأنه قد اقترب حسابهم، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة، والحال أنهم في غفلة عما خلقوا له، وإعراض عما زجروا به. كأنهم للدنيا خلقوا، والتمتع بها ولدوا.
وجاء في تفسير ابن كثير :
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" ذكر من قال حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق : سمعت عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله قال؛ هذا تنبيه من الله ، عز وجل ، على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها ،و لا يعملون لها ، ولا يستعدون من أجلها .
وجاء في تفسير النسائي :
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" ذكر من قال حدثنا أحمد بن نصر ، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم "في غفلة معرضون" قال : " في الدنيا ".
وجاء في تفسير الطبرى :
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" يقول تعالى ذكره: دنا حساب الناس على أعمالهم التي عملوها في دنياهم ونعمهم التي أنعمها عليهم فيها في أبدانهم، وأجسامهم، ومطاعمهم، ومشاربهم، وملابسهم وغير ذلك من نعمه عندهم، ومسألته إياهم ماذا عملوا فيها؛ وهل أطاعوه فيها، فانتهوا إلى أمره ونهيه في جميعها، أم عصوه فخالفوا أمره فيها؟( وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) يقول: وهم في الدنيا عما الله فاعل بهم من ذلك يوم القيامة، وعن دنو محاسبته إياهم منهم، واقترابه لهم في سهو وغفلة، وقد أعرضوا عن ذلك، فتركوا الفكر فيه، والاستعداد له، والتأهب، جهلا منهم بما هم لاقوه عند ذلك من عظيم البلاء، وشديد الأهوال.
المصادر :
المصدر الأول :
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer-qortobi-tabary-saadi/sura21-aya1.html#saadi
المصدر الثاني :
https://www.quran7m.com/searchResults/021001.html
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
01-07 13:26:25ييتن
أسراءأحمد
01-07 13:26:23بافلانموو
أسراءأحمد
01-07 13:26:20بلتنندزلب